قصف غزة... هل تندلع معركة جديدة بين إسرائيل و"حماس" وما موقف القوى الدولية؟

في أول تصعيد منذ إقرار الهدنة الأخيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الثلاثاء شن غارات على مجمعات عسكرية تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في غزة.
Sputnik

تزامنا مع انطلاق "مسيرة الأعلام".. تغيير حركة الطيران واستنفار أمني واسع في إسرائيل 
الطيران الإسرائيلي يقصف مواقع في غزة بضربات عنيفة.. فيديو
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم جاء ردًا على إطلاق البالونات الحارقة، بينما وصفت "حماس" الهجوم بـ "محاولة فاشلة لوقف تضامن شعبنا ومقاومته مع المدينة المقدسة"، في إشارة للقدس الشرقية التي شهدت مساء أمس مسيرة نظمها مستوطنون ووصفها فلسطينيون بالاستفزازية.

الهجمات الإسرائيلية أثارت مخاوف البعض من إمكانية اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وذلك باعتبارها ستكون الأولى من نوعها، منذ أنهى وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية قتالا عبر الحدود دام 11 يوما في 21 من الشهر الماضي.

تصعيد إسرائيلي

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة على موقع تويتر، إن "مقاتلات حربية إسرائيلية أغارت قبل قليل على مجمعات عسكرية تابعة لحماس".

وأضاف أدرعي، أن "هذه المواقع استخدمت كمعسكرات ومواقع لالتقاء نشطاء إرهابيين في لواء خانيونس ولواء غزة. لقد جرت نشاطات إرهابية داخل المجمعات".

واختتم أن "الغارات جاءت ردا على إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية".

بدوره، قال المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن "القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، محاولة فاشلة لوقف تضامن شعبنا ومقاومته مع المدينة المقدسة".

وأضاف قاسم، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية، أن "القصف يأتي للتغطية على حالة الإرباك غير المسبوقة للمؤسسة الصهيونية في تنظيم ما يسمى بـ "مسيرة الإعلام".

وتابع متحدث حماس، "‏سيظل شعبنا ومقاومته الباسلة يدافعون عن حقوقنا ومقدساتنا حتى طرد المحتل من كامل أرضنا".

تهدئة مصرية

من جانبه، اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن ما حدث من ضربات صاروخية إسرائيلية هو "خرق واضح لوقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال".

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك" فإن هناك محاولات لضبط النفس من قبل المقاومة وحماس إضافة إلى المحاولات مصرية، التي طلبت من المقاومة عدم الرد وإعطاء المجال للدور المصري بالعودة للهدوء.

ويرى الصواف أنه في حال تكرر هذا العدوان مرة أخرى، فإن المقاومة لا يمكنها أن تعطي أي طرف آخر فرصة، طالما لم ينجح في الضغط على الاحتلال ووقف إرهابه، وستقوم المقاومة حينها بالرد المناسب.

وعن أسباب الضربة على الرغم من وجود حكومة إسرائيلية جديدة، قال المحلل الفلسطيني إن حكومة نفتالي بينيت متطرفة كسابقتها، وتحاول إثبات نفسها للمستوطنين والمتطرفين داخل الكيان (إسرائيل)، وفي نفس الوقت ترد بشكل غير مباشر على اتهامات رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بأنها (اي حكومة بينيت) ضعيفة ومستسلمة.

ويعتقد الصواف أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة بهذا التصرف تثبت أركانها، لكنها تخلق أيضا أزمات جديدة، وتجلب التوتر من جديد، وقد تجر المنطقة إلى مواجهة واسعة، لا تقتصر على غزة والأراضي الفلسطينية فقط.

حرب مستبعدة

بدوره استبعد محمد حسن كنعان رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي السابق، اندلاع حرب جديدة بين قطاع غزة وبين إسرائيل، على خلفية استهداف الأخيرة لمواقع تابعة لحماس، للمرة الأولى منذ إقرار الهدنة.

ووقال في حديثه لـ "سبوتنيك"، إن الطرفان (إسرائيل والفصائل الفلسطينية بقطاع غزة) لا يريدان الدخول في جولة جديدة من الحرب، فهناك حكومة إسرائيلية جديدة تريد أن تعطي نفسها فرصة من أجل العمل، وقطاع غزة لا يزال تحت الإعمار بسبب ما دمرته الحرب السابقة من مؤسسات ومبان.

وأكد كنعان أن القوى الدولية والعربية التي ضمنت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة مؤخرًا، لا سيما مصر وقطر، لن تسمح لهذا التوتر أن يكبر، ويؤدي لحرب جديدة، وستتدخل هذه القوى من أجل منع أي احتكاك من شأنه توتير الأجواء بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفق قوله.

وكانت حماس قد هددت باتخاذ إجراء للرد على مسيرة للقوميين الإسرائيليين، أمس الثلاثاء، في القدس الشرقية.

وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت أن الحكومة الإسرائيلية يجب ألا تتسامح مع إطلاق البالونات الحارقة، ولا بد أن ترد إذا أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل.

مناقشة