اكتشاف قبر جماعي لـ751 طفلا في كندا... هل حان وقت تقديم الأدلة على إبادة السكان الأصليين؟

قالت جماعة من السكان الأصليين الكنديين، اليوم الخميس، إنه تم اكتشاف رفات 751 شخصًا، معظمهم من أطفال السكان الأصليين، في موقع مدرسة سابقة في مقاطعة ساسكاتشوان.
Sputnik

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن هذا الاكتشاف، وهو الأكبر حتى الآن، تم في مدرسة تسمى "ماريفال الهندية"، وهي على بعد 87 ميلا شمال عاصمة المقاطعة.

إيران ترفض انتقادات كندا وتتهمها بتنفيذ "إبادة" ضد السكان الأصليين

وأوردت أن هذا الاكتشاف يأتي بعد أسابيع من العثور على رفات 215 طفلاً في قبور لا تحمل علامات على أرض مدرسة داخلية سابقة أخرى في كولومبيا البريطانية.

كانت كلتا المدرستين جزءًا من نظام يأخذ أطفال السكان الأصليين في البلاد من عائلاتهم على مدى مايقارب 113 عامًا، أحيانًا بالقوة، وإيوائهم في مدارس داخلية، حيث مُنعوا من التحدث بلغاتهم.

وقد أُنشئت لجنة وطنية للحقيقة والمصالحة في عام 2008، للتحقيق في تاريخ المدارس الداخلية وفضحها وتوثيقها وعواقبها، وأطلق عليها اسم "الإبادة الجماعية الثقافية".

وكان لدى كندا حوالي 150 مدرسة داخلية، ومرّ ما يقدر بنحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين عبر هذه المدارس، بين افتتاحها عام 1883، وإغلاقها في عام 1996.

وقد قدرت اللجنة أن نحو 4100 طفل في عداد المفقودين في جميع أنحاء البلاد، لكن موراي سينكلير، القاضي السابق، وهو من السكان الأصليين الذي ترأس اللجنة، قال في رسالة بريد إلكتروني هذا الشهر إنه يعتقد الآن أن العدد "يتجاوز الـ10 آلاف".

كما قال بوبي كاميرون، رئيس اتحاد الشعوب الأصلية ذات السيادة: "كان هناك دائمًا حديث وتكهنات وقصص، ولكن رؤية هذا الرقم جعلت الأمر صعبًا ومؤلمًا ومفجعًا."

وأضاف: "هذا ما فرضته الكنيسة الكاثوليكية في كندا وحكومة كندا اليوم على أطفالنا".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذا الاكتشاف بالنسبة لـ 1.7 مليون مواطن من السكان الأصليين في كندا، والذين يشكلون نحو 4.9 في المئة من السكان، هو تذكير عميق بقرون من التمييز وسوء المعاملة، مما أدى إلى صدمة بين الأجيال الناجين من المدارس الداخلية وأسرهم، كما أنه إثبات قوي لشهاداتهم، في حين أن النتائج الأخيرة زادت الانتباه إلى هذه القضية، حيث كان السكان الأصليون يؤكدون لعقود ولكن بطريقة شفوية، ليس عليها دليل مادي، أن آلاف الأطفال قد اختفوا من المدارس، ولكنهم غالبًا قوبلوا بالتشكيك.

يشار إلى أنه وفي سبتمبر عام 2017، أقر رئيس الوزراء جاستن ترودو بما تعرض له السكان الأصليون من "إذلال وإهمال وسوء معاملة" في الماضي، وتعهد في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحسين حياة السكان الأصليين في البلاد.

مناقشة