عمران خان: باكستان تريد علاقة "حضارية" مع أمريكا

أكد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أمس الجمعة، أن بلاده ترغب في إقامة علاقة "حضارية" مع أمريكا، وأن تكون "منصفة" مثلها مثل علاقات واشنطن الحالية مع المملكة المتحدة والهند.
Sputnik

وأعرب خان في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سُجلت يوم الأربعاء ونُشرت أمس الجمعة، عن أسفه للعلاقة غير المتوازنة بين باكستان والولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الإرهابية عام 2001، والتي أسفرت عن انهيار برجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك الأمريكية.

الرئيس الأفغاني: لم أطلب من بايدن تعليق سحب القوات الأمريكية
وفي إشارة منه إلى مقتل 70 ألف باكستاني وتكبد خسائر اقتصادية تجاوزت 150 مليون دولار بسبب مشاركة إسلام أباد في الحرب على الإرهاب، قال رئيس الوزراء الباكستاني إن الولايات المتحدة لا تزال تتوقع "المزيد" من باكستان.

وقال عمران خان للصحيفة الأمريكية: "لقد حاولت الحكومات الباكستانية للأسف تقديم ما لم تكن قادرة عليه"، إن ما نريده في المستقبل هو علاقة تقوم على الثقة والأهداف المشتركة، هذا في الواقع ما لدينا الآن مع الولايات المتحدة"، وأردف موضحا أن "أهدافنا الحالية في أفغانستان هي نفسها ولم تتغير".

وردا على سؤال من الصحيفة حول ما إذا كانت باكستان ستحتفظ بأهميتها الاستراتيجية لدى أمريكا بعد انسحاب قواتها من أفغانستان، قال خان إنه "لم يفكر في الأمر بهذه الطريقة" ولم تتضح الأمور بعد بشأن مستقبل العلاقات الثنائية المتعلقة بالجيش والاهتمامات الأمنية.

وقال:

"بعد انسحاب أمريكا، لا أعرف نوع العلاقة العسكرية التي ستكون، لكن في الوقت الحالي، يجب أن تستند العلاقة إلى هذا الهدف المشترك المتمثل في وجود حل سياسي في أفغانستان قبل مغادرة أمريكا لأن باكستان لا تريد حربا أهلية أو حربا أهلية دموية في أفغانستان، وأنا متأكد من أن أمريكا بعد مغادرتها لا تريد أن تشتعل النيران في البلاد بعدما أنفقت والله أعلم 1 أو 2 تريليون دولار، إذا هذا هو هدف مشترك".

النفوذ على "طالبان"

وفي معرض مناقشة دور باكستان في محادثات السلام الأفغانية، وخوفه من اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، زعم رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أن "إسلام أباد استخدمت بالفعل أقصى قدر ممكن من النفوذ لجلب طالبان إلى طاولة المفاوضات".

وتابع مشيرا إلى أن "باكستان كانت من بين ثلاث دول اعترفت بحركة "طالبان" بعد عام 1996، ولفت إلى أنه "منذ أن أعطت أمريكا تاريخا لانسحاب قواتها من أفغانستان، فقد تضاءل نفوذنا على "طالبان"، والسبب هو أنه في اللحظة التي حددت فيها الولايات المتحدة موعد الخروج، أعلنت "طالبان" انتصارها بشكل أساسي، فهم يعتقدون أنهم انتصروا في الحرب، وبالتالي فإن قدرتنا على التأثير عليهم تقلل من شعورهم بالقوة".

وردا على سؤال من صحيفة "نيويورك تايمز" حول ما إذا كان هذا يعني أن باكستان لم يعد لها أي نفوذ على حركة "طالبان"، أجاب عمران خان إنه حث المتمردين على السعي لحل سياسي بدلا من الصراع المباشر بعد الانسحاب الأمريكي.

وشدد على أن الدولة التي ستتأثر بالحرب الأهلية بعد أفغانستان ستكون باكستان، مؤكدا أنه "سوف نتأثر لأن هناك المزيد من البشتون في باكستان مقارنة بأفغانستان، وهو ما سيؤدي إلى تدفق جديد للاجئين ويعرقل خطط التجارة"، بحسب قوله.

وبين رئيس الوزراء الباكستاني أن "رؤيتنا المستقبلية تتمثل في رفع اقتصادنا والتجارة عبر أفغانستان إلى آسيا الوسطى، إذ وقعنا اتفاقيات تجارية جيدة للغاية مع جمهوريات آسيا الوسطى، لكن لا يمكننا الذهاب إلى هناك إلا عبر أفغانستان، وإذا كانت هناك حرب أهلية فإن كل ذلك يذهب هباء".

وشدد عمران خان على أن باكستان لن تعترف بالحكومة الأفغانية المستقبلية إلا إذا اختارها الشعب الأفغاني.

معادلة الصين

وفي معرض مناقشته لعلاقة باكستان مع الصين، وكيفية تأثيرها على كل من أمريكا والهند، أكد رئيس الوزراء الباكستاني أنه وجد أنه من "الغريب جدا" أن تصبح الصين والولايات المتحدة خصمين عظيمين.

وقال: "هذا غير منطقي لأن العالم سوف يستفيد حقا إذا كان العملاقان الاقتصاديان متوافقين حقا ويتبادلان التجارة مع بعضهما البعض، وهذا سيكون مفيد لنا جميعا".

وواصل أن "باكستان ليس لديها سبب للانحياز إلى جانب واحد وتريد علاقات إيجابية مع الجميع".

وأردف عمران خان: "إن الصين هي الدولة التي جاءت لمساعدة باكستان، ومن الواضح أن لدينا علاقة طويلة معها، ولا أفهم لماذا يجب على أمريكا أن تعتقد أن الهند ستكون هذا الحصن ضد الصين، وإذا تولت الهند هذا الدور، فأعتقد أنه سيكون ضارا للأخيرة لأن تجارتها مع الصين ستكون مفيدة لكلا منهما، وكذلك بين واشنطن وبكين ودلهي.

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التقى أمس الجمعة، الرئيس الأفغاني، أشرف غني.

وقال بايدن خلال لقائه مع غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغاني عبدلله عبدلله: "على الأفغانيين اتخاذ قرار إزاء مستقبلهم".

وفي وقت سابق، قالت إدارة بايدن: أن "الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بدعم الشعب الأفغاني عن طريق تقديم مساعدة دبلوماسية واقتصادية وإنسانية".

وشدد البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة، حتى بعد إخراج قواتها، مصممة على "التعاون النشط مع حكومة أفغانستان لكي لا تصبح البلاد أبدا مرة أخرى مخبأ للجماعات الإرهابية".

وتصاعد القتال بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان منذ أن أعلن بايدن في أبريل/نيسان أن جميع القوات الأمريكية في أفغانستان ستنسحب قبل 11 سبتمبر/أيلول لتنهي أطول حرب أمريكية بعد ما يقرب من 20 عاما من بدء الصراع.

وفي 29 فبراير/شباط 2020 وقعت الولايات المتحدة بقيادة رئيسها آنذاك، دونالد ترامب، وحركة "طالبان" في الدوحة أول اتفاق سلام بين الطرفين، ينص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد 14 شهرا، أي في مايو 2021، وإطلاق حوار أفغاني داخلي في الدوحة، بعد عقد صفقة مع الحكومة الأفغانية حول تبادل الأسرى.

مناقشة