راديو

بعد تكرار استهدافها... هل تنجح القوات العراقية في تأمين خطوط نقل الطاقة الكهربائية؟

مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في العراق، ومع تكرار استهداف محطات الطاقة من قبل مجاميع مسلحة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن تخصيص قوات مشتركة لتأمين خطوط نقل الطاقة الكهربائية، التي تعرضت للاستهداف في الأيام الأخيرة.
Sputnik

وقال المتحدث باسم القيادة، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح صحفي إن "هناك ما بين 44 إلى 45 برجا لنقل الطاقة استهدفت من قبل الإرهابيين خلال الأيام الماضية، لكن أغلبها أصلحت، مضيفا أن تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) يسعى إلى خلق قلق أمني عبر استهداف أبراج الطاقة.

وأفاد مصدر أمني عراقي أمس الأحد بأن "مجهولين" استهدفوا ثلاثة أبراج لنقل الطاقة في محافظة نينوى شمالي البلاد، كما أعلنت خلية الإعلام الحكومي في العراق عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين بهجمات طالت شبكات الكهرباء، وأدت إلى تخريب 61 خطا رئيسيا للطاقة.

 كان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد أصدر الجمعة سلسلة قرارات نتيجة لما تعرضت له منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد من توقف ولضمان معالجة سريعة.

 وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال المحلل السياسي كفاح محمود:

إن "ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين يؤكد بما لا يقبل الشك تورط جماعات مسلحة خارجة عن القانون في عملية استهداف أبراج الطاقة، كما أن هناك مقاولين مستفيدين من عمليات إعادة إعمار هذه الأبراج لحساب جهة إقليمية معينة، وهناك من يتهم تنظيم داعش الإرهابي وهي الشماعة التي يعلق عليها الكثير من الأعمال التخريبية، رغم أنه لا يمكن تبرئة التنظيم، إلا أن ما حصل في الآونة الأخيرة لمنظومة الكهرباء هو لجماعات تخريبية تقوم بهذه الأعمال للضغط علي حكومة رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي وإفشال حكومته وبالتالي احتمال فرض هيمنتها علي الشارع الانتخابي".

وأوضح محمود أن "العراق يملك العديد من أجهزة الاستخبارات لكنه لم تستطع حتى الآن الإعلان عن الجهة التي قامت باستهداف محطات الكهرباء، ويبدو أن هناك اختراق لهذه الأجهزة من قبل الجماعات

الكاظمي يكلف الجيش العراقي بحماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية
المسلحة وبالتالي تتم إعاقة الكشف عن الكثير من الجرائم والتجاوزات".

من جانبه قال الخبير الاقتصادي مصطفي أكرم حنتوش:

إن "أبراج الطاقة في العراق قليلة وعندما يتم استهداف أحدها يتوقف الخط بشكل كامل وتخرج حوالي 15 % من المنظومة الكهربائية عن العمل، وقد يكون مشروع الربط الكهربائي حل مؤقت لأزمة الكهرباء إلا أنه مكلف للجانب العراقي، كما أن العراق لم يبرم أي صفقة مع أي من الشركات الدولية التي تبني المنظومة الكهربائية بالدين".

وأوضح حنتوش أن "تكلفة عملية الاستثمار في الغاز أعلى بكثير من عملية استيراد الكهرباء، وقد تم إبرام عقد من قبل وزراتي النفط والكهرباء مع إحدى الشركات الأمريكية الإماراتية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهذا حل قد يخفف من الأزمة إلا أنه لن يحلها".

وقال المحلل السياسي إبراهيم السراج:

إن"الخطوات التي اتخذتها الحكومة لحل أزمة الكهرباء بحاجة إلى دراسة أعمق وجاءت متأخرة، والقضية ليست في حماية أسلاك الطاقة فالمشكلة الأكبر هي قلة كمية الانتاج على الرغم من الأموال الطائلة التي أنفقتها الحكومات المتعاقبة علي هذا الملف".

وانتقد السراج "عمليات التجاوز على شبكات الكهرباء من قبل جهات متنفذة، بالإضافة إلى الاستثناءات التي تمنحها وزارة الكهرباء لبعض الشخصيات والأحزاب، ومن المستبعد أن تؤدي أزمة الكهرباء إلى تأجيل الانتخابات". 

للمزيد تابعوا برنامج "بوضوح"...

إعداد وتقديم: دعاء ثابت

مناقشة