لماذا تزايدت عمليات التخريب والعنف مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية؟

تزايدت وتيرة العنف وعمليات التخريب التي طالت أبراج ومحطات الكهرباء، ومعسكرات القوات الأمريكية في العراق، يأتي ذلك تزامنا مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في البلاد.
Sputnik

هل هناك علاقة بين استهداف مرافق الكهرباء والعمليات ضد معسكرات واشنطن. ومن يقف وراء تلك الأحداث ولماذا؟ 

مفوضية الانتخابات العراقية تعلن عن ضوابط وآليات جديدة لعملية التصويت

بداية، يقول المحلل السياسي العراقي، رعد هاشم، إن الكثير من الأحزاب والكتل السياسية فقد شعبيته على وقع التظاهرات في الشارع، ما جعلهم يتخوفون من أي عملية سياسية قادمة، نظرا لأن معظم التوقعات والاستطلاعات تؤيد تراجعهم على الساحة، الأمر الذي أصابهم بالكثير من الإحباط، والكثير من تلك الكتل تمتلك فصائل مسلحة، وأغلب تلك الفصائل تتبع إيران.

الضغط على الأمريكان

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، وقد تستخدم طهران تلك الفصائل من أجل الضغط على الأمريكان والناتو في مفاوضاتها الجارية في "فيينا"، بالإضافة إلى تلك الأحزاب التي يمكن أن نطلق عليها الولائية بالعراق، حيث التقت المصالح، وتم الاتفاق على أن تقوم تلك الفصائل التابعة للأحزاب بالتصعيد قدر الإمكان، في محاولة على ما يبدو لتعطيل الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين القادم.

وتابع هاشم، المعادلة السياسية الحالية على ما يبدو أنها متوائمة من الرغبة الإيرانية، هذا الأمر يقابله الوعي الشعبي الذي صنعته ثورة تشرين، والتي كشفت الأحزاب السياسية أثبتت عدم جدوى البرامج والتوجهات التي تنتهجها تلك الأحزاب، الأمر الذي ينذر بتغيير المعادلة السياسية فيما لا يتوافق مع الرغبة الإيرانية، فإذا نصف عدد أعضاء البرلمان القادم على غير الرغبة الإيرانية، هذا الأمر يعد خسارة لطهران.

تغيير المعادلة

وأكد المحلل السياسي، على أن الكثير من الأحزاب لا ترغب في تغيير المعادلة السياسية التي فرضتها القوى الثورية في الشارع، والكثير من الأحزاب أعلنت أنها تؤيد التوجه نحو التمديد للبرلمان الحالي إلى العام القادم 2022. 

وأضاف أن:

"عمليات ضرب أبراج الكهرباء والمحطات تحمل أكثر من وجه، إما هو تعزيز لما دأبت عليه إيران من قطع التيار الكهربائي في أوقات محرجة للحكومة في أشد أوقات الصيف من أجل الضغط على الولايات المتحدة لتحصيل ديونها بالدولار".

ولفت هاشم إلى أن ذلك التقي مع مصالح الكثير من الفصائل في المناطق المحررة، وهي التي تقف وراء تفجير أبراج ومحطات الكهرباء، على الرغم من أن تصريحات حكومة بغداد تتهم الإرهاب وداعش بالوقوف وراء تلك العمليات ولم تتطرق إلى الفصائل.

الميليشيات الولائية

من جانبه قال الدكتور عادل الأشرم، المحلل السياسي العراقي، قبل اتهام أي طرف بأنه من يقف وراء تفجير أبراج ومحطات الكهرباء، يجب أن نبحث عن المستفيد على أرض الواقع، وبكل تأكيد الميليشيات الولائية والتي يتهمها الشارع هي من تقوم بهذا الدور وذلك لاعتبارات عدة.

مستشار رئيس الوزراء العراقي: الانتخابات ستجرى في أجواء هادئة

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، من الاعتبارات التي يستند إليها الشارع في اتهامه للمليشيات الولائية، أن هناك التزامات للحكومة العراقية مكبلة من قبل الإيرانيين والمتعلقة بملف الطاقة، حيث ترغب طهران في الوصول إلى تكبيل كامل للعراق في هذا الملف الحيوي، والذي بات مطروحا أمام الشارع ولدى الجماهير التي تتظاهر يوميا ضد الحكومة بسبب الكهرباء، خاصة وأن حكومة الكاظمي تحاول أن تجد منفذا لتخفيف هذا العبء الكبير الذي يقع على عاتقها، بدفع الأموال الطائلة إلى إيران أو إيجاد منافذ أخرى للتخفيف عن الشارع العراقي.

ولفت الأشرم، إلى أن إيران لا تعجبها بعض توجهات حكومة الكاظمي في هذا الملف، لذا حركت مليشياتها لتعطل أي جهد بخصوص ملف الطاقة بعدة محاورة واتجاهات، منها اتجاه الطاقة واتجاه المفاوضات المزمع عقدها أو التي تستمر بين فترة وأخرى مع الأمريكان وبعض الدول الأوروبية ضمن الملف النووي، حيث تريد طهران أن تثبت لواشنطن أن لديها أجندتها ومليشياتها التي تستطيع فعل الكثير. 

رفض التغيير

وشدد الأشرم على أن، طهران تريد تدشين نفس الواجهة السياسية الحالية في الانتخابات القادمة، لأنها عملت تحت إمرتها وخدمتها، وهي اليوم تحاول استخدام كل الأوراق ضد الأمريكان لإثنائهم عن التدخل من أجل إحداث تغيير أو استبدال الوجوة، ضمان بقاء نفس الوجوه السياسية المؤيدة لها في الانتخابات القادمة.

وكانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت تناميا في العمليات الإرهابية التي استهدفت محطات الكهرباء وخطوطها، حيث شهد النصف الأول من العام الحالي 2021 م، 15 عملية استهداف لخطوط نقل الكهرباء في محافظة ديالى وحدها، بينما سجل العراق خلال شهر، ما يقرب من 34 تفجيرا لأبراج نقل الطاقة الواقعة ضمن المناطق الشمالية من البلاد.

وفي الثالث من يوليو/ تموز الحالي تم استهداف خط الكهرباء بشرق الموصل، إثر تفجير برج في منطقة الدرناج، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، فيما تعرض خط القيارة - كركوك إلى تفجير خمسة أبراج، مساء الجمعة الماضية، مما تسبب في خروجها من العمل نهائيا.

مناقشة