مجتمع

أقمار صناعية تكشف تشكيلات كونية للمقابر الإسلامية ذات القباب تشبه "المجرات"... صور

تعتبر منطقة "كسلا" إحدى أكثر المناطق غموضا وسحرا وفرادة، ليس في السودان فقط، بل في العالم أيضا، بسبب وجود العديد من الهياكل الجنائزية، مثل التلال الحجرية القديمة والأضرحة الإسلامية ذات القباب المميزة، والتي شُيدت عبر الأجيال لتمثل ثقافات مختلفة.
Sputnik

ويسبب الموقع البعيد جدا لهذه القباب مصاعب كبيرة للخبراء وعلماء الآثار، الأمر الذي جعل أسرارها تبقى غامضة إلى يومنا هذا، لكن بعض العلماء استخدموا طريقة مخصصة لعلوم الفضاء بهدف دراسة هذه المنطقة.

كشف سر السحر الضوئي لمشاعل المشتري بعد 40 عاما من الغموض... صور وفيديو
واستخدم العلماء، بحسب البحث المنشور في مجلة "PLOS One" العلمية طريقة كونية لدراسة طبوغرافية توزع آلاف المقابر الإسلامية الرائعة المبنية في العصور الوسطى في شرق السودان.

وفي محاولة لإلقاء الضوء على غموض المشهد الجنائزي الغريب المنتشر على مساحة واسعة جدا نصب عليها حوالي 10000 نصب وقباب لقبور في منطقة كسلا بشرق السودان، استخدم فريق من الخبراء من جامعة "نابولي لورينتال" والهيئة الوطنية السودانية للآثار والمتاحف صور الأقمار الصناعية.  

وتشمل الآثار التي تم مسحها ضمن منطقة المدافن الحجرية، "هياكل مرتفعة بسيطة نسبيًا، منتشرة في جميع أنحاء عصور ما قبل التاريخ والتاريخ الأفريقي"، بالإضافة إلى القباب الإسلامية المميزة جدا والتي تجسد مقابر ومزارات إسلامية منتشرة في بعض مناطق العالم العربي.

وبالرغم من التقنية الفريدة المستخدمة، واجه الخبراء صعوبات بعد تجميع البيانات، حيث حاولوا اكتشاف الأهمية الكامنة وراء الأنماط المعقدة والفريدة في المنطقة.

وقال الباحث ستيفانو كوستانزو، طالب الدكتوراه في علم الآثار بجامعة "نابولي لورينتال" في إيطاليا والمؤلف الرئيسي للدراسة في تصريحات لمجلة "لايف ساينس" العلمية، "واجهنا تحديا يتمثل في تفسير أسباب إنشاء هذا المشهد الجنائزي مع عدم وجود أي بيانات أثرية تقليدية مشابهة له، ولكن كان لدينا مجموعة بيانات كبيرة بما يكفي لنكون قادرين على افتراض وجود عمليات معقدة على الصعيدين الإقليمي والمحلي".

وقرر أعضاء الفريق تطبيق نموذج يطلق عليه اسم "Neyman-Scott Cluster"، طور بهدف مراقبة الأنماط المكانية للنجوم والمجرات، وهو أمر يعتقد الفريق أنه لم يسبق تجربته في علم الآثار من قبل.

وقال الباحث: "تكمن الميزة الأكبر لهذا النموذج في حقيقة أنه يمكنه التعامل مع مجموعات البيانات الأثرية لكنها تتكون من عدد كبير جدًا من العناصر".

وكشفت تقنية النمذجة أن المدافن "الأصلية" غير المحددة استضافت مجموعات فرعية من المقابر، "يبدو أنها مدفوعة بالقدسية العامة للموقع".

وفقًا لذلك، تم تعيين المعالم الأثرية في نمط يشبه المجرة، مثل الشمس والكواكب التي تدور حولها. وكتب الفريق أن "التجمعات المحلية هي على الأرجح مقابر قبلية وعائلية لشعب البجا"، مضيفًا أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المواقع الدقيقة لمقابر "الآباء" ومن دفن فيها.

مناقشة