ما مدى إمكانية إنجاز ملف تبادل السجناء بين إيران وأمريكا وما تأثيره على مفاوضات فيينا؟

في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع الدولي استئناف المفاوضات النووية في فيينا، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض في ملف تبادل السجناء مع إيران.
Sputnik

وأعلنت إيران، أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتبادل السجناء بهدف ضمان الإفراج عن إيرانيين محتجزين في سجون أمريكية وفي دول أخرى بتهمة انتهاك العقوبات الأمريكية.

تبادل وشيك للسجناء بين إيران وأمريكا

وطرح البعض تساؤلات بشأن مدى إمكانية تحقيق أي تقدم في ملف تبادل السجناء بين أمريكا وإيران، وحول إمكانية أن يستغل أي طرف من الأطراف هذا الملف لتحقيق مكاسب في المفاوضات النووية القائمة.

مفاوضات قائمة

ونقلت وكالة "رويترز" تصريحات المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، الذي قال: "المفاوضات جارية لتبادل السجناء بين إيران وأمريكا، وسوف نعلن مزيدا من المعلومات في حالة الإفراج عن سجناء إيرانيين وتحقيق مصالح البلاد ووصول المحادثات إلى نتيجة".

وتابع ربيعي قائلا: "إيران مستعدة، انطلاقا من أهدافها الإنسانية، لتبادل جميع السجناء السياسيين الأمريكيين مقابل الإفراج عن جميع السجناء الإيرانيين الذين احتجزوا في أنحاء العالم بإيعاز من أمريكا".

في السياق ذاته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن بلاده تجري محادثات "غير مباشرة لكن نشطة" مع طهران، لضمان إطلاق محتجزين أمريكيين في إيران.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن واشنطن تجري هذه المحادثات بشكل منفصل عن المحادثات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، بحسب "رويترز".

عملية ممكنة

اعتبر صادق الموسمي، الخبير السياسي الإيراني أن ملف تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حدث عدة مرات في السابق، مؤكدًا أن الممكن أن تتم العملية هذه المرة أيضًا بشروط إيرانية، لأن الولايات المتحدة هي من تبحث دائمًا في هذا الملف.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الولايات المتحدة تعتقل كل من تتهمه بأنه على تواصل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبذرائع وحجج واهية، لا أساس لها من الصحة.

وتابع: "في المقابل يأتي لإيران أشخاص مزدوجي الجنسية، ويدخلون بصفتهم الإيرانية، ويتغلغلون في النسيج الاجتماعي الإيراني، ويحصلون على الأخبار كعناصر مخابرات لأمريكا، وتكتشفهم السلطات الإيرانية وتعتقلهم بتهمة التجسس، وكونهم إيرانيين، لأن القانون الإيران يعتقل الشخص الذي يجمع بين الجنسية الإيرانية وجنسية أخرى، على أنه إيراني، ويتم التعامل معه على أساس أنه يتجسس لصالح دولة معادية".

وأكد أن في كل مرة تتدخل أمريكا بعد الضغوطات التي تمارسها عليهم عائلات وأسر المعتلقين، وتقتضي المصالح الأمريكية أن تنجز خطوة تبادل السجناء.

ويرى موسوي، أن إيران أيضا لا تمانع من الإفراج عن السجناء الذين تجسسوا لأمريكا، في مقابل السجناء الإيرانيين الذين تعتقلهم الولايات المتحدة الأمريكية ظلمًا.

الحكومة المقبلة

بدوره قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني إن ملف تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية قديمًا، وكان مفتوح النقاش فيه قبل بدء المفاوضات الإيرانية الأمريكية في فيينا والمتعلقة بالاتفاق النووي.

وكالة: إيران ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية قبل تولى الرئيس الجديد السلطة 

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": حديث البعض عن إمكانية استغلال أي طرف لملف تبادل السجناء لتحقيق مكاسب في المفاوضات النووية غير صحيح، حيث أن الجانبين لا يريدان خلط الملفات ببعضها البعض، لا سيما وأن الملف النووي سوف تطول فيه المفاوضات بشكل كبير، أكثر من ملف السجناء، الذي يمكن إنجازه سريعًا.

وفيما يخص إمكانية إنجاز ملف تبادل السجناء بين إيران وأمريكا في القريب، يرى ابشناس، أن: الملف بات معقدًا عن ذي قبل، خاصة بعد تصريحات حسن روحاني، مؤكدًا أنه من الضروري انتظار الحكومة الإيرانية المقبلة، وانتظار تحركاتها ورؤيتها في هذا الملف.

وكان قد أعلن مدير مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي، عن محادثات عبر وسطاء لتبادل جميع السجناء مع الولايات المتحدة والدول الأخرى، لافتا إلى أن طهران لم تغلق باب المفاوضات من أجل إطلاق سراح السجناء الإيرانيين في الخارج.

وقال واعظي، في تصريحات لوكالة "تسنيم" الإيرانية، إن: "هناك محادثات حول تبادل السجناء عبر وسطاء حتى نتمكن من إطلاق سراح جميع السجناء مع الولايات المتحدة أو دول أخرى".

وأضاف أن "طهران لم تغلق باب المفاوضات من أجل إطلاق سراح السجناء الإيرانيين في الخارج". وتابع: "لطالما أثيرت قضية تبادل السجناء ولم نعترض عليها ودائما ما تثار بيننا وبين الآخرين".

وأوضح: "مصير مواطنينا في الولايات المتحدة أو الدول الأخرى المسجونين مهم ونسعى لإطلاق سراحهم، وإذا رأينا انفتاحا في هذا المجال، فسنعمل بالتأكيد في هذا الاتجاه، لأن العالم يعتبر هذه القضية عملا إنسانيا".

وفي مايو/ أيار الماضي، نفت الولايات المتحدة تقريرا، أذاعه التلفزيون الرسمي الإيراني، أفاد بأن البلدين توصلا إلى اتفاق لتبادل سجناء مقابل الإفراج عن سبعة مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المجمدة في دول أخرى بموجب العقوبات الأمريكية على طهران.

مناقشة