قائد الجيش اللبناني: الكل يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لاتزال فاعلة في البلاد

أكد قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، اليوم الجمعة، أن "الكل يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة، والجيش هو الرادع للفوضى".
Sputnik

وتابع أن "الوضع الراهن في لبنان يزداد سوءا، والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم"، بحسب قوله.

قناة لبنانية تكشف عن التشكيلة الحكومية التي طرحها الحريري على عون قبل اعتذاره
جاء ذلك خلال تفقد جوزيف عون وحدات الجيش المنتشرة في البقاع، واطلاعه على الوضع الأمني وكيفية تنفيذ المهمات العملاتية، وفقا لـتلفزيون "إل بي سي" اللبنانية.

وشدد في كلمة له خلال الزيارة على أن "مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة، ومطلوب منا المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى، تجربة الأمس كانت مثالا لذلك، أهنئكم على ضبط أعصابكم وتفويت الفرصة على من أراد إحداث فتنة".

وتعليقا منه على تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان، أشار قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون،  إلى أن "الشعب اللبناني تزداد معاناته على مختلف الأصعدة، وكذلك معاناة العسكريين، أعلم حجم المهمات الملقاة على عاتقكم في هذه الظروف الصعبة والدقيقة، في وقت تعيشون هاجس توفير أدنى مقوّمات الحياة الكريمة لعائلاتكم بسبب تدنّي قيمة رواتبكم، نتابع أوضاعكم عن قرب، ونسعى بكل جهودنا عبر التواصل مع الدول الصديقة والشقيقة إلى طلب المساعدات وتوفيرها لكم".

وأردف:

"يتهموننا بالتسول، لأجلكم ولأجل عائلاتكم سنفعل المستحيل، لا وطن من دون جيش ولا استقرار أو أمن من دون وجودكم وتضحياتكم، عندي ثقة كاملة بأنكم، ورغم هذه المعاناة، ستستمرون بأداء واجبكم على أكمل وجه، لأنكم أنتم أمل الشعب وأنتم استقرار لبنان".

وتابع عون مؤكدا أن "المجتمع الدولي يراهن على الجيش اللبناني لأنه العمود الفقري للبنان وعامل استقراره وكل ذلك بفضلكم"، بحسب قوله.

وتأتي تصريحات قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، بعدما أعلن سعد الحريري أعلن في وقت سابق من أمس الخميس، اعتذاره عن تشكيل الحكومة، قائلا: "قدمت اعتذاري والله يعين البلد".

وذلك بعد أن تقدم بتشكيلة حكومية من 24 وزيرا من "الإختصاصيين حسب المبادرة الفرنسية وحسب مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري".

ونشرت الرئاسة اللبنانية، في وقت لاحق بعد الاعتذار، على حسابها بموقع "تويتر"، بيانا قالت فيه، إن "رفض رئيس الوزراء المكلف لمبدأ الاتفاق مع رئيس الجمهورية ولفكرة التشاور معه لإجراء أي تغيير في الاسماء والحقائب يدلّ على أنه اتخذ قراراً مسبقا بالاعتذار ساعيا إلى إيجاد أسباب لتبرير خطوته وذلك على رغم الاستعداد الذي أبداه رئيس الجمهورية لتسهيل مهمة التأليف".

ويواجه لبنان حاليا مايصفه البنك الدولي بأنه أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها العالم منذ قرن ونصف القرن؛ حيث تدهور الوضع المالي منذ خريف العام 2019، وانخفضت قيمة العملة الوطنية أكثر من 10 مرات مقابل الدولار الأميركي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات غير المدعومة بنسبة تتجاوزمن 400 بالمئة.

ويأتي ذلك في وقت يزداد النقص في الأدوية والبنزين والكهرباء، نتيجة لتراجع احتياطيات العملات الأجنبية في المصرف المركزي.

وفاقم من حدة الأزمة تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، على الرغم من تكليف زعيم تيار "المستقبل"، سعد الحريري بتشكيلها قبل أكثر من سبعة أشهر، لاصطدامه بعراقيل توزيع الحصص الوزارية والتوازن السياسي في لبنان.

وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، مؤخرا من أن البلاد على مسافة أيام من "الانفجار الاجتماعي"، حيث تدفع الأزمات الحالية (الوقود، الدواء، الكهرباء)، التي تمر بها نحو الكارثة؛ داعيا المجتمع الدولي إلى عدم معاقبة الشعب اللبناني على ما ارتكبه "الفاسدون"، وفق وصفه.

وأكد المجتمع الدولي مرارا، استعداده لتقديم المساعدة المالية للبنان، ويربط ذلك بتشكيل الحكومة الجديدة، وإقرار الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتنفيذها.

مناقشة