ليبيا... اشتباكات طرابلس تهدد إجراء الانتخابات ونواب يحذرون من صراع النفوذ

عادت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين المجموعات المسلحة، في العاصمة الليبية طرابلس، إلى الواجهة مرة أخرى، وسط تحذيرات بتأثيرها على الانتخابات المرتقبة.
Sputnik

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، ليل الجمعة 23 يوليو/ تموز، اشتباكات عنيفة بأسلحة متوسطة وثقيلة بين قوة الردع التي يقودها عبد الرؤوف كاره، وقوة دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي، الشهير بغنيوة.

برلماني: الأزمة في ليبيا أمنية والانتخابات المقبلة لن تكون الحل

صراع على مناطق النفوذ

الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين جاءت إثر دخول دورية من الردع إلى منطقة نفوذ تابعة لغنيوة، حيث تتقاسم القوات والمليشيات مناطق النفوذ في العاصمة الليبية طرابلس حتى اليوم، رغم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق تأكيدات ميدانية.

بشأن انعكاسات الاشتباكات على المشهد يقول محمد معزب عضو المجلس الأعلى لدولة، إن ما حدث هو سيناريو متوقع حدوثه، وأنه يحدث في كل أرجاء ليبيا.

اشتباكات مشابهة

وتابع في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن ما حدث في شارع جرابة بطرابلس حدث مثيل له في مدينة بنغازي، وأن الأمر يرجع لعدم وجود سلطة قوية حازمة تضرب بيد من حديد، كما يحدث في كل بلدان العالم، وتمنع العبث بأرواح وممتلكات وأمن المواطنين.

ويرى معزب أن هذه الاشتباكات لا تأثير لها على سير العملية الانتخابية، وأن العابثين يلهثون وراء المال والمنافع ولا علاقة لهم بالعمل السياسي.

على الجانب الآخر قال طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، إن ليبيا لن تصبح دولة إلا بتفكيك المليشيات وتسليم سلاحها وخروج الأتراك والمرتزقة من غرب البلاد.

تأثيرات مباشرة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذه العمليات هي تهديد حقيقي للعملية الانتخابية في ديسمبر من العام الجاري.

فيما قال سعد بن شرادة، عضو الأعلى للدولة بليبيا، إن الاشتباكات التي تحدث في طرابلس، يكون على إثر مناطق النفوذ.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الاشتباكات التي حدثت وتحدث تؤكد التأثير على عملية الانتخابات، خاصة أن صناديق الاقتراع ستكون تحت سيطرة الجماعات أو الكتائب.

وشدد بن شرادة أن الواقع الحاصل وتعدد وتباين النفوذ على المناطق في ليبيا له تأثيراته السلبية على العملية الانتخابية.

دعم الانتخابات

وفي وقت سابق، أكد قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، اليوم السبت، دعم الجيش الليبي لكل الجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

رئيس وزراء ليبيا لا يعلم باتفاق بين روسيا وتركيا لسحب المقاتلين الأجانب

وطالب حفتر، خلال لقائه رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة بتقديم الدعم لهذه الجهود حتى الوصول إلى هذا الاستحقاق الذي يطمح له كل أبناء الشعب الليبي، وذلك حسب "بوابة الوسط" الليبية.

وأشار إلى أن أهداف القيادة العامة للقوات المسلحة والبرلمان، تتوحد في تحقيق الوحدة الوطنية والمحافظة على السيادة الليبية، ودعم جهود المصالحة الوطنية.

ودعا حفتر إلى تعزيز آليات التشاور بين الطرفين ليكونا يدا واحدة من أجل العبور إلى مرحلة الاستقرار ومواجهة كل الاستحقاقات برؤية موحدة، هدفها الأساسي حماية الوطن وسلامة مواطنيه ووحدة أراضيه.

يشار إلى أن مؤتمر برلين-2 الدولي حول ليبيا كان قد أكد في بيانه الختامي في 23 يونيو/ حزيران الماضي، أهمية انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير، وإجراء الانتخابات العامة في موعدها.

وفي 17 يوليو/تموز الجاري، طالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بضرورة تفعيل عقوبات ضد المحرضين والمعرقلين للانتخابات داخليا وخارجيا.

وأوضح الدبيبة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام ليبيا، عقب عودته من نيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن بشأن ليبيا، أن الحكومة لن تقف أمام رغبة الليبيين، داعيا إلى "تفعيل العقوبات ضد المحرضين والمعرقلين في الداخل والخارج".

مناقشة