مواطنون ألمان يشكون من تأخر التنبيهات الحكومية قبل الفيضان ويصفون ما حدث بأنه فيلم رعب

شكا مواطنون في البلدات التي ضربتها الفيضانات في ألمانيا من تأخر التنبيهات الحكومية بوجود خطر الفيضان، ما تسبب وفقا لهم في ارتفاع عدد الضحايا والخسائر.
Sputnik

وبحسب إي بي نيوز، فمع تجاوز عدد القتلى المؤكد من فيضانات الأسبوع الماضي في ألمانيا والدول المجاورة 210، حتى أمس الجمعة، ومع الخسائر الاقتصادية المتوقع أن تصل إلى المليارات، تساءل كثيرون في ألمانيا تحديدا، عن سبب عدم نجاح أنظمة الطوارئ المصممة لتحذير الناس من الكارثة الوشيكة.

ميركل تزور مناطق الفيضانات غربي ألمانيا

فقد توقفت صفارات الإنذار في بعض البلدات عندما انقطعت الكهرباء، وفي أماكن أخرى لم تكن هناك صفارات إنذار على الإطلاق؛ حيث اضطر رجال الإطفاء المتطوعون أن يطرقوا أبواب الناس ليخبروهم بما يجب عليهم فعله.

ونقلت "إي بي نيوز" شهادات بعض المواطنين عما عايشوه في تلك الكارثة، حيث أكد ولفينج هوست البالغ من العمر 66 عاما، أن التحذير الجاد الأول للإخلاء أو الانتقال إلى طوابق أعلى من المباني القريبة من نهر أهرا، جاء من خلال مكبرات الصوت في حوالي الساعة 8 مساءً، يوم الـ 14 من يوليو / تموز، لافتا إلى أنه سمع بعد ذلك دوي صفارة الإنذار القصير ودق أجراس الكنائس، تلاه صمت، مشددا: "كان وقت التحذير قصيرا جدا".

وأكد هوست: "ما كان يجب على الدولة فعله، لم تفعله، على الأقل إلى الآن".

ووصف الموقف بأنه كان مخيفا، قائلا: "كما في فيلم رعب"، مؤكدا أنه هرع لإنقاذ سيارته من مرآب تحت الأرض.

وأشار هوست الذي يعمل بائعا للكتب القديمة إلى أنه وبعد خمس دقائق، رأى سيارته تطفو في الشارع، وعلم لاحقًا أنه فقد أيضًا كتبًا تعود إلى أوائل القرن السادس عشر ويقدر خسائره الإجمالية بأكثر من 200000 يورو (235000 دولار).

أما هايكو ليمكي المقيم في بلدة سترينغ، فيتذكر كيف طرق رجال الإطفاء الأبواب في الساعة 2 صباحًا، بعد فترة طويلة من تسبب الفيضانات في أضرار جسيمة في منبع النهر في أهرويلر.

وقال ليمكي إنه على الرغم من فيضان في عام 2016، لم يكن أحد يتوقع أن ترتفع مياه نهر أهرا بنفس مستوى الارتفاع الذي حدث الأسبوع الماضي.

قال: "كانوا يقومون بإجلاء الناس، لقد كنا مرتبكين تمامًا لأننا اعتقدنا أن ذلك غير ممكن"، مؤكدا أنه "في غضون 20 دقيقة غمرت المياه الطابق الأرضي من منزل عائلته، لكنهم قرروا أن الخروج من المنزل أمر خطير للغاية".

المسؤولون المحليون الذين كان يفترض أن يطلقوا أجهزة الإنذار بالكوارث في وادي أهرا في الليلة الأولى للفيضانات، ظلوا بعيدين عن الأنظار في الأيام التي تلت الطوفان.

وقد تولت السلطات في ولاية راينلاند بالاتينات مسؤولية الاستجابة للكوارث في أعقاب الفيضانات، لكنها رفضت التعليق على الأخطاء التي ربما ارتكبت في الكارثة الليلية التي حدثت.

من جهته قال توماس لينيرتس، المسؤول الحكومي الذي ينسق الآن الاستجابة للكارثة: "ينظر الناس إلى حياة مدمرة هنا، لقد فقد بعضهم أقاربهم، وكان هناك الكثير من القتلى، يمكنني أن أفهم الغضب جيدًا، لكن من ناحية أخرى، يجب أن أقول: كان هذا حدثًا لا يمكن لأحد توقعه".

واعترف رئيس وكالة الكوارث الفيدرالية الألمانية "بي كيه كيه"، أرمين شوستر، لمحطة "إيه آر دي" العامة هذا الأسبوع أن "الأمور لم تعمل بالشكل المطلوب".

وأكد أن وكالته تحاول تحديد عدد صفارات الإنذار التي تمت إزالتها بعد نهاية الحرب الباردة، وتخطط لاعتماد نظام يُعرف باسم "البث الخلوي" يمكنه إرسال تنبيهات إلى جميع الهواتف المحمولة في منطقة معينة.

يشار إلى أن خبراء أكدوا أن مثل هذه الفيضانات ستصبح أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ، وستحتاج البلدان إلى التكيف معها، عن طريق مراجعة الحسابات حول مخاطر الفيضانات المستقبلية، وتحسين أنظمة الإنذار، وإعداد السكان لكوارث مماثلة.

مناقشة