هل تغيرت موازين القوة بين أنصار الله والشرعية اليمنية في جبهة "مأرب"؟

لا تزال المعارك في محافظة مأرب بين أنصار الله والشرعية تمثل الحدث الأهم في الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات، نظرا لما تمثله من أهمية اقتصادية وعسكرية لكل الأطراف.
Sputnik

فهل تبقى المعارك بلا حسم لفترة طويلة.. وما الدور الإقليمي والدولي في تلك الجبهة بشكل خاص؟

اليمن... 18 قتيلا وجريحا في مواجهات بين القوات المشتركة و"أنصار الله" جنوبي الحديدة

يرى مراقبون، أن الأطراف المعنية في الحرب اليمنية لن تسمح بسيطرة أي من أطراف الصراع على تلك المحافظة النفطية والاستراتيجية الهامة التي تحرك أطراف الصراع فيها جهات إقليمية، لذا فإن الأوضاع في مأرب قد تبقى على حالها إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، سوف تظل الجبهة مشتعلة تهدأ أحيانا وتشتعل مرة أخرى، لكنها لن تتوقف في كل الأحوال.

بداية يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، العميد عزيز راشد، أن المعارك في جبهة مأرب لم تتغير، لكن نتيجة عمليات لفت الأنظار من قبل الإعلام العالمي إلى البيضاء، تم التركيز عليها ونسوا مأرب، على الرغم من عمليات التصعيد من قبل التحالف عن طريق الغارات الجوية الكثيفة، حيث يتراوح عدد الغارات اليومية في جبهة مأرب ما بين 20-23 غارة يوميا.

تقدم مستمر

وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التقدم من جانب الجيش واللجان الشعبية في مأرب لم يتوقف، وبالتالي الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات صنعاء في البيضاء عززت من قدراتها في مأرب باعتبارها جبهة هامة واستراتيجية، من أجل القضاء على تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية التي تتواجد في البيضاء ومأرب، حيث تعد هاتين المحافظتين آخر المعاقل الرئيسية لتلك التنظيمات في البلاد والتي تستخدمها دول التحالف كآخر أوراق الضغط ضد الجيش واللجان الشعبية.

وأوضح راشد، أن قوات صنعاء حررت أكثر من 100 كم في محافظة البيضاء في بداية المعارك، بعدها تم تحرير ضعفي تلك المساحة ووصلنا إلى بيحان شبوة، ومشارف مدينة يافع التي هى ضمن المحافظات الجنوبية، كذلك تم أسر وقتل عدد كبير من الطرف الآخر يصل إلى المئات، وهذا يعني أننا حققنا نجاحا في جبهة البيضاء لم نكن نتوقعه، حيث تم تكبيد العدو خسائر فادحة في الأفراد والعتاد العسكري.

واستطرد: الجيش واللجان الشعبية حافظوا على المكتسبات التي حققوها خلال السنوات الماضية ولم يتراجع، وهناك تقدم مستمر في كل الجبهات، ونظرا للتطور في معارك مأرب لصالح قوات صنعاء، قامت دول العدوان بتعزيز مواقعها والدفع بتعزيزات إلى جبهة مأرب لوقف تقدم قواتنا، بعد أن تم إشغالنا بجبهة البيضاء الجنوبية من أجل استغلالها للتقدم في جبهة مأرب الاستراتيجية، وهو ما لم يتمكنوا من تحقيقه حتى الآن.

أوراق ضغط

وحول ما يتردد عن خضوع المعارك في مأرب لاعتبارات سياسية إقليمية ودولية قال الخبير العسكري: "كل القوى الدولية والإقليمية تحاول أن تمنعنا من السيطرة على منافذ الطاقة والبترول في مأرب، لأنها تستخدم تلك الأدوات كأوراق ضغط فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والقرصنة البحرية، هذا بجانب عمليات النهب والتبديد للثروات المعدنية اليمنية كما يحدث في سوريا والعراق، لذلك هم يسعون للحفاظ على تلك المحافظة الاستراتيجية، لكننا لن نخضع لضغوطهم  ولا للمساومات التي يقومون بها، الأمر الذي يعني أن مبادرات السلام التي يطلقونها غير صحيحة وغير مفعلة.

غياب التخطيط

وعلى الجانب الآخر قال ثابت حسين، الخبير الإستراتيجي الجنوبي، إن: "من أهم أخطاء حرب التحالف والشرعية ضد الحوثيين (أنصار الله)، هو غياب التخطيط الاستراتيجي سواء للحرب كلها أو للمعارك على مستوى الجبهات والمحاور. حيث تبدو المعارك وكأنها موسمية أو أشبه بإثبات حضور في هذه الجبهة أو تلك".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتيك": لأن معركة البيضاء أعلن عنها وزير إعلام الشرعية الدكتور معمر الإرياني في تغريدة وأطلق على هذه المعركة عناية "النجم الثاقب" كما أتذكر وسرعان ما اختفى تسليط الضوء حول هذه العملية وكانت النتيجة لصالح الحوثيين.

الانفصال عن الواقع

وأشار حسين إلى أن، إعلام الشرعية عاد الآن مرة أخرى لتسليط الضوء عن معارك مأرب التي كانت قد اختفت أثناء تسليط هذا الإعلام الضوء على معارك البيضاء، وتلك هى مشكلة سلطة الشرعية وإعلامها، " الانفصال عن الواقع والميدان".

وحققت جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، يوم السبت، تقدما ميدانيا خلال معارك ضد الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا في محافظة البيضاء وسط البلاد.

مجلس النواب في صنعاء يسقط عضوية 39 من نوابه بتهمة تأييد التحالف العربي

وقالت وكالة "سبوتنيك" نقلا مصدر عسكري يمني السبت الماضي إن مقاتلي "أنصار الله" سيطروا خلال معارك مع الجيش اليمني وقبليين موالين له على مواقع في جبهة ناطع شمال البيضاء، بينها "عقبة مالح"، المرتفع الاستراتيجي المطل على مديرية بيحان شمال غربي محافظة شبوة الغنية بالنفط.

وأضاف المصدر، أن الموقع الاستراتيجي يمهد لـ "أنصار الله" التقدم باتجاه مديرية بيحان التي تبعد نحو 200 كم عن مدينة عتق، مركز محافظة شبوة.

 وذكرت جماعة أنصار الله، أنها سيطرت الخميس الماضي ، على "عقبة القنذع"، وهي سلسلة مرتفعات استراتيجية في مديرية نعمان شمال البيضاء التي تطل على محافظة شبوة.

من ناحيتها أعلنت قوات الشرعية مطلع الشهر الجاري تحقيقها تقدمات ميدانية والسيطرة على مناطق واسعة في مديريتي الصومعة و الزاهر بمحافظة البيضاء خلال إطلاقه عملية "النجم الثاقب" لاستعادة المحافظة من قبضة "أنصار الله".

و منذ مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.

وعلى الجانب الآخر تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.

 و اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة. 

مناقشة