تنديد غربي ومماطلة أمريكية... ما مستقبل مفاوضات فيينا في ظل إدارة إيران الجديدة

بعد أشهر من التفاوض، وفي ظل توقف المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا والمجموعة الدولية لانتظار تولي الإدارة الإيرانية الجديدة السلطة، أكد مراقبون أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود وأن أمريكا فوتت فرصة ذهبية.
Sputnik

أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الجمعة، عن قلقه من تأجيل إيران لاستئناف محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي؛ موضحا أنها تبتعد أكثر فأكثر عن العناصر الأساسية للاتفاق.

وتؤكد إيران أنها لا ترى جدوى من التفاوض حول قضايا خارج إطار الاتفاق النووي ما لم تفِ الأطراف الأخرى بالتزاماتها ضمن ذلك الاتفاق.

قلق أوروبي

ونقلت صحيفة "شبيغل" الأسبوعية عن ماس، قوله: "أرى بقلق متزايد أن إيران، من ناحية، تؤجل استئناف محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي، وفي الوقت نفسه، من ناحية أخرى، تبتعد أكثر فأكثر عن العناصر الرئيسية للاتفاق".

وذكرت الصحيفة، أن المفاوضات بشأن عودة أمريكا للاتفاق النووي مع إيران "وصلت إلى طريق مسدود".

وقال متحدث الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في إيجاز صحفي قبل يومين: "نواصل التمسك بعودة جميع الأطراف لالتزاماتها في الاتفاق النووي وفق نص الاتفاقية دون تنازلات، ولا نعتزم التفاوض على أي قضايا أخرى".

وتابع أنه: "طالما أن الولايات المتحدة وأعضاء مجموعة 4 + 1 الآخرين لم يفوا بجميع التزاماتهم في الاتفاق النووي، فمن غير المجدي التحدث أو حتى التفكير في مفاوضات تتجاوز ذلك".

وأردف: "لقد أوفت الحكومة الحالية بجميع مسؤولياتها حيال رفع العقوبات عبر المفاوضات، ولولا القيود غير الضرورية المفروضة في القانون [الذي أقره البرلمان الإيراني للتراجع عن الالتزامات ضمن الاتفاق] لكنا قد شهدنا نتيجة مختلفة اليوم".

فرصة فائتة

بايدن: اقتصاد أمريكا يعود لمستويات ما قبل الجائحة
قال صادق الموسوي، المحلل السياسي الإيراني، إنه بعد رحيل حكومة حسن روحاني، توقفت المفاوضات النووية لحين تسلم الرئيس الإيراني الجديد السلطة، ومن ثم تعيين فريق وسياسة وأسلوب جديد للتفاوض.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تلكؤ الجانب الأمريكي في العودة للاتفاق النووي، ضيع فرصة ذهبية لخروج أمريكا ومن بعدها إيران من الأزمة القائمة بشأن الملف النووي.

ويرى موسوي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس أمامه سوى تغيير أسلوب التعامل الأمريكي، وهذا لا يمكن إلا بالعودة إلى الاتفاق الذي سبق ووقعه باراك أوباما مع الجانب الإيراني.

وأوضح أن الجانب الإيراني لن يتراجع عما تم إنجازه من قبل فريق روحاني، حيث كانت كل الخطوات بإشراف آية الله خامنئي وموافقته، وهو لن يسمح للرئيس القادم أن يعبث بما تم التوصل إليه.

ووصف المحلل الإيراني التهديدات الإيرانية باستخدام وسائل جديدة للضغط على إيران بـ "الهراء"، مؤكدًا أنه لن يؤثر على الجانب الإيراني، حيث لم يترك ترامب أي نوع من العقوبات إلا وفرضها على إيران، كما أن التصريحات الأمريكية والغربية هي من تطالب طهران الآن بالعودة للمفاوضات بعد أن فوتوا فرصة ذهبية.

وعن السيناريوهات المقبلة، قال إن الجانب الإيراني لم ينتهز الفرصة حتى ذهبت حكومة روحاني، والرئيس الجديد سيسلك المسار نفسه، لكن يحتاج إلى قليل من الوقت، مشيرًا إلى أن الخاسر الأكبر في عدم إنجاز الصفقة حتى اليوم هو الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريق عمله، ولا يوجد أمام الإدارة الأمريكية إلا طريق واحد وهو المسارعة وإلغاء كافة العقوبات والإعلان عن التزامها ببنود الاتفاق من جانب واحد، لعلها تدفع الرئيس الجديد لإعلان عودة إيران لالتزامها ببنود الاتفاقية.

بدوره قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن طهران شاركت في مفاوضات فيينا بشرط أساسي تم الاتفاق عليه، وهو أن يكون البحث في الاتفاق النووي فقط ولا شيء آخر.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الولايات المتحدة الأمريكية تصر على أخذ ضمانات لبحث مواضيع سيادية بالنسبة لإيران، مثل برنامج الصواريخ الباليستية، وعلاقات إيران مع حلفاءها في المنطقة، ورفض أمريكا رفع العقوبات الأساسية، ولهذا توقفت المفاوضات.

باحثون إسرائيليون: إيران على بعد أشهر من تحقيق اختراق نووي
ويرى ابشناس أن عقدة المفاوضات لا تزال في تصرفات وطلبات الولايات المتحدة الأمريكية، رغم علمها مسبقًا رفض إيران لها.

وطالب الدول الأعضاء في الاتفاق النووي بضرورة الضغط على الولايات المتحدة حتى تغير من سياساتها، إذا ما أرادوا العودة إلى الاتفاق النووي ونجاح المفاوضات.

وكانت الولايات المتحدة، قالت الأسبوع الماضي، إنها مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، وإن طهران طلبت مزيدا من الوقت لحين انتقال السلطة للرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي. وقالت متحدثة باسم  وزارة الخارجية الأمريكية: "كنا مستعدين لمواصلة المفاوضات لكن الإيرانيين طلبوا مزيدا من الوقت من أجل الانتقال الرئاسي".

هذا ولم تتوصل المحادثات النووية التي انطلقت في أبريل الماضي في العاصمة النمساوية، بعد 6 جولات من اللقاءات التي تمت بين الدول الغربية وإيران، برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة إلى توافق يعيد إحياء الاتفاق الذي تهاوى منذ العام 2018.

وكان من المفترض أن تطلق الجولة السابعة مطلع هذا الشهر (يوليو)، إلا أن بعض الخلافات على ما يبدو، حول مسائل أساسية عالقة عرقلت تحديد الجولة المقبلة حتى الآن. وتستضيف العاصمة النمساوية، فيينا، اجتماعات لجنة الاتفاق النووي منذ أبريل/ نيسان الماضي، لمحاولة إحياء العمل بالاتفاق.

مناقشة