نفوق مأساوي لأسماك العراق إثر كارثة اجتاحت الأهوار... صور

بدأت آخر أنواع الأسماك المتبقية للأهوار الخلابة في جنوب العراق، بالنفوق في كارثة بيئية سببها انقطاع المياه من الجانب التركي بالتزامن مع الصيف اللاهب وسط ظروف صعبة دفعت سكان الريف إلى الهجرة نحو مصادر المياه للحفاظ على حياة الثروة الحيوانية الشهيرة هناك.
Sputnik

وأعلن مدير منظمة الجبايش للسياحة البيئية في جنوب العراق، رعد الأسدي في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الإثنين، نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في الأهوار الوسطى إثر انخفاض مناسيب المياه بشكل كارثي.

وأوضح الأسدي، في الفترة الأخيرة إثر انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وانعكاس ذلك على الأهوار الوسطى التي تتغذى من الفرات الذي قطعته تركيا بالكامل باتجاه العراق، لوحظ نفوق كميات كبيرة من الأسماك في مجرى أبو صوباك والسحاكي والكسرة وهي جزء مهم من الأهوار الوسطى والتي تعتبر عمق الأهوار.

وحذر قائلا ً: "للأسف الشديد نحن مقبلين على كارثة إذا لم يتم تدارك الأمور وتوفير حصة مائية كافية للأهوار قبل فوات الأوان".

وبين الأسدي، الآن معدلات الملوحة أصبحت عالية جدا في الأهوار، والجفاف أصبح يسيطر على مساحات كبيرة منها.

حلول

وقدم الأسدي حلولا لإنقاذ الأهوار من الجفاف ونفوق الثروات السمكية والحيوانية، وهي : توزيع الحصص المائية على المحافظات رغم قلتها ومحاسبة المتجاوزين على هذه الحصص، منوها إلى أن أكثر من ألف بحيرة مائية خاصة بالأسماك  تتجاوز على الحصص خصوصا في محافظتي واسط وكربلاء بالإضافة إلى أمور أخرى ترجع لسوء إدارة ملف المياه في العراق.

وتابع، أن الحال وصل بالأهوار إلى نفوق الأسماك اليوم، وإذ استمر الوضع على ما هو عليه ممكن أن ينفق الجاموس لافتا إلى بدء هجرة بعض سكان مناطق الأهوار.

جفاف 

وأفاد الأسدي، بأن هور الحويزة في ميسان أنتهى بالكامل وأصبح الجفاف يسيطر على أكثر من 90% منه، وهذا مصير كل الأهوار بسبب سواء إدارة ملف وستراتيجية المياه في العراق.

نفوق مستمر

وأكمل، أن الأسماك بدأت بالنفوق منذ أسبوع بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الملوحة وانخفاض مناسيب المياه، ويرجح نفوق المزيد من الأسماك والجاموس وباقي الحيوانات الأخرى إذا لم تحل المشكلة عاجلا.

وأختتم مدير منظمة الجبايش للسياحة البيئية في ذي قار جنوبي العراق، مشيرا ً إلى اختفاء عدد من الأسماك العراقية منها البني التي باتت أعدادها قليلة جدا في الأهوار، أما الكطان فقد انقرضت من الأهوار الوسطى، وحاليا بدأت أسماك الكارب والبلطي بالنفوق.

وتحدث الناشط البيئي العراقي البارز من محافظة ميسان، أحمد صالح في وقت سابق من السبت 31 تموز/يوليو الماضي، لـ"سبوتنيك"، قائلا: "الأهوار الوسطى في المحافظة والتي هي جزء من الأهوار التي أدرجت على لائحة التراث العالمي في اليونسكو والمشتركة مع ذي قار تعاني من شح مائي كبير أدى إلى جفافها بشكل كامل بضفتيها (البطار والعودة)".

وأضاف صالح أن: "ضفة العودة من الأهوار الرئيسية والأساسية في ميسان وهي ليست فيضية موسمية بل أصيلة موجودة، وعانت من شح كبير في المياه أدى إلى جفافها ..واليوم انتهت الأهوار الوسطى بشكل كامل بسبب قلة واردات المياه التي تأتيها".

وأطلق أبناء محافظة ميسان، خلال الأعوام الماضية حملات لإنقاذ الأهوار في مدينتهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبثوا من خلالها صورا تظهر الجفاف الذي أكل من جسد نهر دجلة، لدرجة أن الأطفال نزلوا إلى منتصف النهر الذي جف تماما، للعب الكرة والمرح بالتراب.

واستطاع العراق، أن يدخل بأهوار من ميسان، على لائحة التراث العالمي، بعد أن كانت تواجه الجفاف والهلاك لسنوات طويلة وحدها دون منقذ تموت معها نباتات القصب والبردي التي استخدمها السومريين للكاتبة المسمارية العائدة إلى 300 سنة قبل الميلاد.

مناقشة