بطولة "جريح الوطن" في سوريا.. الأرواح التواقة للانتصار من ميادين الحرب إلى الملاعب... فيديو وصور

في اليوم الذي اعتقد فيه عدنان ربيع أن عبوة ناسفة وشظاياها قد أنهت حياته، أدرك أن للحياة دائمًا أبوابًا أخرى ليتجدد الأمل في طريقه.
Sputnik

سلبت الحرب من الملازم أول في الجيش السوري، عينيه، فتلمس طريقاً جديداً نحو البطولة التي لطالما حلم بها، ومضى متسلحاً بالإرادة والعزيمة، واضعاً لقب الفوز نصب عينيه.

يقول ربيع في حديثه لـ"سبوتنيك": "كلفتني عبوة ناسفة نظري، انفجرت أمامي فتسببت شظاياها لي بإصابات متفرقة في كامل جسدي، فقدت النظر لكن لم أفقد الأمل، وعدت لأمارس شغفي القديم، فسارعت للاشتراك بدورة ألعاب (جريح الوطن) الرياضية، اختصاص ألعاب قوى وألعاب رومانية كرمي الرمح، الكرة الحديدية، لتكون هذه الدورة بداية تجربة جديدة وخطوة نحو طريق البطولة".

المنافسات التي ستبدأ في العشرين من الشهر الجاري، هي أول حدث رياضي يخص جرحى الحرب على الإرهاب في سوريا، يتنافس خلالها رجال الجيش والقوات الرديفة وقوى الأمن الداخلي الذين أصيبوا خلال معارك الدفاع عن الوطن، مع أقرانهم المخضرمين من دولتي روسيا الاتحادية والعراق في ألعاب السباحة وكرة الطاولة وكرة السلة وتنس الريشة وألعاب القوى وألعاب القوة البدنية في صالات وملاعب مدينة الأسد الرياضية في مدينة اللاذقية.

بطولة "جريح الوطن" في سوريا.. الأرواح التواقة للانتصار من ميادين الحرب إلى الملاعب... فيديو وصور

السباح مدحت رياض منتجب، لم يسمح للخجل أن يمنعه من ممارسة رياضته المفضلة.

يتحدث منتجب لـ"سبوتنيك"، عن مشاركته في دورة ألعاب (جريح الوطن) الرياضية، قائلا: "في المرحلة الأولى التي تلت إصابتي، كنت أشعر بالخجل من الظهور العلني، ومن نظرة المجتمع حالي الجديدة... أما اليوم، فأشعر فخور بمشاركتي، ومتحمس للفوز، كما أن التواجد مع الجرحى هنا في المعسكر التدريبي بدمشق يحفزني ويزيد من حماسي".

لا تقتصر نشاطات مشروع (جريح وطن) على تعزيز النشاط الحركي لهؤلاء الشبان، كما تؤكد منسقة المشروع، زينب يونس، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي هو توفير الرعاية اللائقة والمناسبة للجرحى لتمكينهم في المجتمع.

بطولة "جريح الوطن" في سوريا.. الأرواح التواقة للانتصار من ميادين الحرب إلى الملاعب... فيديو وصور

وتضيف يونس في حديثها لـ"سبوتنيك": "نسعى لتأمين حياة كريمة للجرحى على أكثر من صعيد، ابتداءً من تقديم الدعم للمشاريع الاقتصادية ليصبح الجريح قادر على الإنتاج ولديه مصدر رزق، إلى الدعم التعليمي الذي لا يقل أهمية عن المادي، بالإضافة إلى تعزيز النشاط الحركي للجرحى من خلال تأمين الأطراف الاصطناعية والمعدات التسهيلية كالهاتف الناطق الذي نساعد من خلاله الجريح الكفيف على التواصل مع مجتمعه بشكل سليم".

اختار هؤلاء الجرحى ألا يستسلموا، فتآزروا بالعزيمة وتابعوا طريق البطولة من ساحات المعارك إلى ملاعب الرياضة.

بطولة "جريح الوطن" في سوريا.. الأرواح التواقة للانتصار من ميادين الحرب إلى الملاعب... فيديو وصور
مناقشة