بعد اتهام الجزائر للمغرب بدعم جماعة إرهابية... خبراء يوضحون موقف المملكة

تتصاعد التوترات بين المغرب والجزائر منذ فترة طويلة، حيث زادت حدة التوتر في الأيام الأخيرة بعد اتهام الأخيرة للمغرب بدعم جماعة جزائرية إرهابية.
Sputnik

قبل يومين اتهمت الرئاسة الجزائرية، جماعتين تم تصنيفهما مؤخرا ضمن التنظيمات الإرهابية، بالتسبب في اشتعال حرائق الغابات المدمرة في البلد خلال الشهر الجاري، وقالت إن إحداهما مدعومة من المغرب والأخرى من إسرائيل، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في الشارع المغربي.

أمام هول الحرائق... هبة تضامنية تاريخية من الشعب الجزائري

التوترات الرسمية انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل هجوم متبادل، فيما انخرطت بعض الصحف أيضا في البلدين في تبني نفس المواقف الهجومية. 

 قبل إعلان الرئاسة الجزائرية كان فؤاد سبوتة نائب رئيس مجلس الأمة قال في تصريحات لـ "سبوتنيك"، إن الحرائق اندلعت في توقيت واحد، واستهدفت في البداية منطقة بعينها، وهو ما رجح وجود أياد إجرامية وراء الأمر.

وأضاف أن الانطباع السائد في الجزائر أن حركتي "الماك" و"رشاد" الإرهابيتين وراء الحرائق التي انتشرت، وكذلك عملية القتل والحرق التي وقعت منذ أيام لأحد المواطنين الجزائريين، وهو ما قاله البيان الأخير للجزائر. 

على الجانب الآخر أثارت الاتهامات للمغرب ردود فعل غاضبة، حيث قال عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب العدالة والتنمية، إن خطاب الملك الأخير يؤشر ويؤكد بما لا يقبل الشك بأن الموقف الرسمي لا يمكن أن يضر بالشقيقة الجزائر. 

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التأكيد في ذات الخطاب على مقاربة اليد الممدودة للأشقاء في الجزائر تؤكد موقف المملكة المغربية. 

وأوضح أن ما صدر عن مسؤول مغربي في وقت سابق في مناسبة معزولة، كان بمثابة الرفض والاستنكار من طرف فاعلين أساسيين سياسيين ومدنيين بحكم القناعة الراسخة مغربيا في البناء المغاربي، وتحديدا العلاقة العضوية والبنيوية والعميقة بين شعوب الاتحاد المغاربي، وتحديدا القناعة في صيانة الجوار الأخوي التاريخي بيننا بين البلدين.

وأشار إلى محاولة تحويل الأنظار عما يجري في بلد بعينه، والبحث عن تعبئة مغلوطة لمواجهة خصم مزعوم ( يقصد المغرب)، وأن الشعب الجزائري لن ينساق وراء هذه المحاولات. 

فيما قال المستشار الدبلوماسي سمير بنيس، إن الاتهامات التي وجهتها الجزائر للمغرب كانت مرتقبة متوقعة، وأنها لا تنفصل عن السياق الحاصل بين البلدين. 

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن خطاب الملك محمد السادس الذي تقدم عبره بمبادرة للحوار وفتح الحدود لم يكن متوقعا بالنسبة للجزائر، وهو ما أحرج الرئاسة والحكومة في الجزائر أمام الرأي العام المحلي والدولي. 

ورأى أن خطاب المغرب دفع الجزائر للرد بهذا الشكل، خاصة أنه لا يسعى لإقامة علاقات ودية مع الغرب، حيث أنها تقيم مشروعها السياسي على العداء مع المغرب. 

واعتبر أن: "الموقف الجزائري هو تحصيل حاصل، وأنها أرادت أن تقدم إخفاقها في السيطرة على الحرائق باتهام المغرب بأنه يدعم الحركات التي قالت إنها تقف خلف الحرائق". 

ويرى أن إشارة السفير المغربي عمر هلال بشأن منطقة القبائل، جاء كرد على السفير الجزائري الذي تحدث عن قضية "البوليساريو" في اجتماع غير مخصص للأمر، وأن المغرب لم تكن تسعى لاستخدام الورقة. 

رئيس كتلة حركة مجتمع السلم الجزائرية: على طالبان القيام بمراجعات عديدة

وفيما يتعلق بالرد المغربي على الموقف الجزائري، أوضح بنيس أن الجزائر تسعى لدفع المغرب لقطع العلاقات بين البلدين، إلا أن المغرب لن يتسرع في رده على اتهامات الجزائر، وأنها لن تقدم على خطوة قطع العلاقات. 

وفي وقت سابق هذا العام، صنفت السلطات الجزائرية الجماعتين ضمن المنظمات الإرهابية.

وقالت الرئاسة الأربعاء إن الماك "تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني" في إشارة لإسرائيل.

وتشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا منذ عقود، حيث تدعم الجزائر "جبهة البوليساريو" المسلحة التي تطالب باستقلال "الصحراء" عن المغرب وهي منطقة تعتبرها الرباط ضمن أراضيها، فيما.

ولا تعترف الجزائر بإسرائيل ولا تشير إليها في البيانات الرسمية سوى بوصف "الكيان الصهيوني". وقالت إسرائيل هذا الشهر إنها ستقيم قريبا علاقات دبلوماسية كاملة مع المغرب.

واجتاحت حرائق الغابات الجزائر هذا الشهر ووصفت بأنها الأشرس التي تشهدها البلاد وتسببت في أضرار وسقوط ضحايا في عدة محافظات خاصة تيزي وزو في منطقة القبائل شرقي العاصمة.

وأضافت الرئاسة بعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن "تكثف المصالح الأمنية جهودها من أجل إلقاء القبض على باقي المتورطين... وكل المنتمين للحركتين الإرهابيتين اللتين تهددان الأمن العام والوحدة الوطنية".

واستدعت الجزائر الشهر الماضي سفيرها في الرباط بعد أن دعا دبلوماسي مغربي في نيويورك بحق شعب منطقة القبائل في تقرير المصير.

مناقشة