القوات اليمنية المشتركة تتهم "أنصار الله" باستغلال الملف الإنساني لإطالة الحرب

أكدت القوات اليمنية المشتركة التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، اليوم السبت، أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، قبل رفع قيود التحالف العربي على مطار صنعاء وميناء الحديدة اللذين تديرهما جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، متهمةً الجماعة باستغلال الملف الإنساني لإطالة الحرب.
Sputnik

القاهرة - سبوتنيك. وقال المتحدث باسم "المقاومة الوطنية" إحدى تشكيلات القوات المشتركة المتمركزة في الساحل الغربي لليمن، العميد صادق دويد، عبر "تويتر"، إن "وقف النار وإطلاق الأسرى والمعتقلين خطوة تمهيدية وأساسية لرفع المعاناة الإنسانية عن اليمنيين".

تجدد المواجهات بين الجيش اليمني و"الحوثيين" في تعز

وأضاف: "يهمنا رفع المعاناة عن أبناء شعبنا وتسهيل حركة التنقل وعودة الحياة إلى طبيعتها، فيما يستخدم الحوثيون الملف الإنساني للابتزاز والتضليل".

وأردف دويد: "نجدهم (في إشارة إلى الحوثيين) في معارك مأرب يشترطون المسار الإنساني قبل وقف إطلاق النار، بينما كانوا في 2018 يطالبون بوقف النار في الحديدة ثم الشروع في المسار الإنساني".

واستطرد: "لم ينفذ الحوثيون أي بند من الجانب الإنساني في اتفاق ستوكهولم (توصلت إليه الحكومة والجماعة أواخر 2018) والآن يقايضون وقف عدوانهم على مأرب برفع ما يسمونه الحصار أولاً"، معتبرا أنه "الحوثيون يستغلون الموضوع الإنساني لإطالة الحرب".

وتشترط جماعة الحوثيين، رفع الحظر المفروض من التحالف العربي على حركة الملاحة في مطار صنعاء الدولي منذ 6 أغسطس/ آب 2016، وإلغاء القيود على وصول السفن إلى ميناء الحديدة الذي تديره الجماعة غرب اليمن، قبل وقف إطلاق النار في مأرب وبقية المناطق.

وفي حين تتمسك الحكومة اليمنية بالبدء بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، تمهيداً للذهاب إلى مفاوضات الحل الشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها ومخرجات مؤتمر الحوار والقرارات الدولية ذات الصلة، وهو ما ترفضه جماعة الحوثيين، معتبرةً ربط الملف الإنساني بالعسكري غير مقبول.

وتوصلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، خلال جولة مفاوضات السلام التي استضافتها العاصمة السويدية ستوكهولم، أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2018، إلى اتفاق بشأن الحديدة، تضمن إعادة الانتشار المشترك للقوات من مدينة الحديدة وموانئها، الحديدة والصَليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ.

إلا أن الاتفاق لم ينفذ بسبب خلافات بين الطرفين حول تفاصيله، وسط اتهامات متبادلة بالخروقات للهدنة الأممية المعلنة في المحافظة الساحلية على البحر الأحمر.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة الحوثيين، وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وأودى الصراع المستمر في اليمن وأسباب أخرى ذات صلة، بحياة 233 ألف شخص، في حين بات 80 في المئة من السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، فضلاً عن نزوح كبير للسكان، وتدمير البنية التحتية الأساسية للبلاد، وانتشار الأوبئة والأمراض.

مناقشة