باحثة روسية: الصين توجه أنظارها إلى الشمال الأفريقي

تعمل الصين حاليا على زيادة مشاركتها الاقتصادية والاستراتيجية والدبلوماسية مع دول شمال أفريقيا، وإقامة علاقات ودية مع مجموعة متنوعة من الدول، خاصة المسيطرة على الممرات المائية المهمة.
Sputnik

الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون بين بلاده والدول العربية في مبادرة الحزام
مبادرة "الحزام والطريق"

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الخميس الماضي، إن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لبناء الحزام والطريق بشكل مشترك بجودة عالية ودفع الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية إلى مستوى أعلى.

وتقوم مبادرة "الحزام والطريق" النهج التنموي الذي تتبناه الصين- على إحياء طريق الحرير القديم، من أجل تعزيز الترابط والاعتماد المتبادل في ظل التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم على مستوى الاقتصاد والتوازنات الجيوسياسية.

وتروج بكين باستمرار لمبادرة "الحزام والطريق" لإنشاء طرق تجارية جديدة بين آسيا وأوروبا وربط أفريقيا بها. وتشارك جامعة الدول العربية فيه بنشاط.

تأمين مسارات النقل

قالت الباحثة الروسية ماريا باخوموفا من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية لـ "سبوتنيك": "مع بدء مبادرة الحزام والطريق، تميل بكين إلى إدراج جميع مشاريع التعاون الاقتصادي ضمن أولويات سياستها الخارجية".

وأضافت باخوموفا: "تهتم الشركات الصينية ببناء منشآت صناعية ومنشآت بنى تحتية لدخول أسواق إقليمية جديدة، مع الأخذ بالاعتبار متطلبات كل بلد".

وتابعت باخوموفا: "تأمين مسارات النقل أهم عنصر في مبادرة "الحزام والطريق" لضمان نجاح المشروع".

وأكدت باخوموفا أن "الدول العربية منفتحة على الاستثمارات الصينية، كون الصين لا تملك تاريخ في استعمار المنطقة العربية، ولا التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مما يميز بكين عن باقي الدول الأوروبية والولايات المتحدة".

وختمت الباحثة الروسية بالقول: "تستخدم جمهورية الصين الشعبية عدة أدوات لدخول دول شمال أفريقيا، تشمل استثمارات في البنية التحتية والصناعة، والقروض للحكومات المحلية، والمساعدة الإنمائية وتحرير التجارة".

دور مصر في مبادرة "الحزام والطريق"

توجه الصيني نحو أفريقيا، خاصة أن الطريقة القديمة التي كانت تتعامل بها الصين في أفريقيا، وهي البيع المباشر لبعض المنتجات، أصبحت غير مجدية، حيث تتجه الآن للاستثمار الفعلي في أفريقيا، وهو ما يجعل مصر في دائرة الأهمية كونها بوابة أفريقيا، كما أنها الأنسب للاستثمار في الوقت الرهن.

وتقوم مجموعة السكك الحديدية الصينية ببناء خط سكة حديد جنوبي العاصمة الإدارية الجديدة، وتستعد شركة "CRRC Qingdao Sifang" بتزويد مصر بـ 22 قطارا كهربائيًا.

وترى الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية المصرية، أن الصين يمكن أن تدخل مصر بالتكنولوجيا الحديثة، فيما تشارك مصر بالثروات الهائلة الموجودة لديها، فضلا عن التشريعات وتهيئة البنية التحتية وتشريعات الاستثمار وكل ما يمثل تسهيلات في إطار التعاون الاستثماري.

الاستثمارات الصينية في الجزائر

الجزائر هي أكبر دولة ورابع أكبر اقتصاد في أفريقيا، وهي دولة رئيسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية، فضلا عن كونها شريك تعاون مهم للصين.

أصبحت الجزائر عام 2014 أول دولة عربية تقيم شراكة استراتيجية شاملة مع الصين. ومنذ ذلك الحين، دخلت العلاقات بين الصين والجزائر مرحلة جديدة من التطور. وتشترك الصين والجزائر في أساس سياسي متين، وقد أسفر تعاونهما العملي عن نتائج مثمرة.

ونفذت الشركات الصينية مشاريع أكثر من مصر، وتمكنت من الفوز بالعديد من العقود الحكومية. فتم بناء مبنى جديد لأوبرا الجزائر والمسجد الكبير في الجزائر والعديد من الطرق السريعة التي تربط مناطق مختلفة من البلاد.

التعاون المغربي الصيني

في المغرب، الشركات الصينية أقل حظوظًا من غيرها، لا تزال معظم البضائع المغربية مستوردة من إسبانيا وفرنسا، على الرغم من نمو الواردات الصينية بسرعة في هذا البلد.

وتهتم الصين بالاستثمار في المغرب نظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط. على سبيل المثال، تخطط الشركات الصينية لإنشاء مراكز لوجستية إقليمية في ميناء طنجة.

ويعتبر الشرق الأوسط من أكثر المناطق أهمية بالنسبة للصين، لأنه يقع على مفترق طرق 3 قارات مهمة، أوروبا وأفريقيا وآسيا. ويُعتقد أن كل هذه القارات مرتبطة بمشروع مبادرة الحزام والطريق الصيني.

"الحزام والطريق" هي مبادرة صينية لإنشاء حزام يربط الصين بدول العالم، تعرف هذه المبادرة باسم "طريق الحرير"، وكان لهذا الطريق دور كبير في ازدهار العديد من الحضارات القديمة، مثل المصرية، والصينية، والرومانية، والهندية، والتقاء الثقافات، والتبادل الفكري والثقافي.

مناقشة