راديو

الخيارات الأمريكية في آسيا الوسطى بعد الانسحاب من أفغانستان

دخلت الولايات المتحدة في متاهة انسحابها الفوضوي من أفغانستان ما جعلها مرتبكة أمام العالم ومبهمة الاستراتيجية .
Sputnik

يأتي ذلك في وقت أصرت فيه حركة طالبان (المحظورة في روسيا) على انسحاب القوات الأمريكية بحلول 31 من آب / أغسطس الجاري، مهددة بعواقب سلبية في حال لم تنفذ واشنطن الاتفاق، على الجانب الآخر مجموعة السبع تبحث وضع طالبان وروسيا تؤكد حصول الحركة على أسلحة تهدد أمنها. ما هي خيارات واشنطن في آسيا الوسطى وما هي استراتيجيتها الجديدة؟

الخبير بشؤون آسيا الوسطى الدكتور باسل الحاج جاسم في حديثه لبرنامج "ما وراء الحدث" قال "الاهتمام الأمريكي بآسيا الوسطى ليس جديداً، وقد تكون واشنطن قد بدأت بتنفيذ مخططاتها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي لما لهذه المنطقة من أهمية جيواستراتيجية ، اقتصادية وسياسية، خاصة أنها تقع بين العملاقين الروسي والصيني وعلى طريق الحرير القديم، بالإضافة إلى وجودها بين قوى إقليمية، باكستان والهند وإيران، زد على ذلك موضوع ثروات بحر قزوين. كل هذا جعل هذه المنطقة محوراً جديدا للاهتمام الأمريكي الذي يجدد استراتيجيته دوما وقد تكون بداية دخول الأمريكي عسكرياً إلى هذه المنطقة بعد عام 2001 عندما بدأت عملياتها العسكرية في أفغانستان، وهنا يكون الروسي هو الضامن الأمني الأول لهذه المنقطة".

الدكتور سومر صالح الباحث في القضايا الجيوسياسية رأى أن "موضوع آسيا الوسطى مهم للاستراتيجية الأمريكية وكما قال بريجينسكي سابقاً أن آسيا الوسطى هي الجائزة الجيوبوليتيكية لأمريكا فإن فازت بها فازت بزعامة العالم وإن خسرتها خسرت العالم، بالحقيقة الأمر مرتبط بما يسمى استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة والتي تسمى "استراتيجية ما وراء الأفق" والتي ستعلن قريبا، إذ أن واشنطن من خلال انسحابها الفوضوي من أفغانستان لزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة وبالتالي يصبح تطبيق هذه الاستراتيجية حاجة لدول آسيا الوسطى وليس فقط للولايات المتحدة ما يخدم استعادة القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة" والعين على قيرغستان".

 بدوره الكاتب الصحفي والخبير بالشؤون الإقليمية إدريس أحميد قال" الحقيقة في ظل ما شهده العالم من انسحاب غريب للأمريكي بعد التدخل في أفغانستان منذ أحداث سبتمبر عام 2001، وبعد الأموال التي صرفت والأرواح التي أزهقت وتدمير أفغانستان والوعود التي قدمها جورج بوش الابن بأن تكون أفغانستان واحة للديمقراطية في وقت تحولت فيه إلى ساحة للحرب، أعتقد أن السياسة الأمريكية مرتبكة بين عهد ترامب وبايدن وما حدث أمر مستغرب جداً إذا ما تمت مقاطعته مع بعض القضايا المهمة مثل الملف الإيراني وتواجد الأمريكي في عدة ملفات أخرى كالسوري والليبي والوضع في الخليج  ومحاولات التضييق على روسيا كما في الملف الأوكراني فوجدت الولايات نفسها مشتتة ومرتبكة وجاء الانسحاب من أفغانستان كخطوة في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة الصين ولا أحد يعلم كيف ستتعامل واشنطن مع هذا الواقع ".

التفاصيل في التسجيل الصوتي ....

إعداد وتقديم : نواف إبراهيم

مناقشة