رحلة محفوفة بالموت... تزايد هجرة الشباب من مناطق السيطرة الأمريكية شرقي سوريا...صور

يخوض الفارون من مناطق سيطرة الجيش الأمريكي شرقي سوريا، تجربة مريرة قبل وصولهم إلى وجهتهم الأوروبية.
Sputnik

سيئو الحظ ممن قد يتم ضبطهم في هذه الرحلة الخطيرة، ينتهون قتلى، فيما يمكن للمحظوظين منهم قضاء أشهر في مداواة كسورهم وجراحهم الناجمة عن إلقائهم من ارتفاع 5 أمتار، وهو علو الجدار الحدودي الذي يفصل الأراضي السورية عن التركية في تلك المنطقة.

رغم خطورة الرحلة، فقد سجلت الحدود السورية-التركية بريف محافظة الحسكة شرقي سوريا خلال الآونة الأخيرة، ازديادا كبيرا في محاولات اجتياز الحدود باتجاه الأراضي التركية، بغية الوصول إلى أوروبا أو للعمل ضمن تركيا هربا من ممارسات مسلحي تنظيم "قسد" والجيش الأمريكي.

رحلة محفوفة بالموت... تزايد هجرة الشباب من مناطق السيطرة الأمريكية شرقي سوريا...صور

مصادر متابعة في ريف محافظة الحسكة، أكدت لمراسل "سبوتنيك" بأنه: رغم خطورة الخطوة، إلا أن الكثير من المدنيين، خصوصا من فئة الشباب، يحاولون عبور الحدود (السورية- التركية) من مناطق سيطرة مسلحي تنظيم "قسد" والجيش الأمريكي نتيجة ممارساتهما المستمرة بحق السكان، وما ينجم عن ذلك من ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة، إلى جانب الجفاف الذي ضرب تلك المناطق خلال الموسم الزراعي الماضي.

وتابعت المصادر أن العشرات من المدنيين وصلوا بالفعل إلى داخل الأراضي التركية من محافظات المنطقة الشرقية (الحسكة- دير الزور- الرقة) التي يقع أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة مسلحي "قسد" الموالي للجيش الأمريكي، وذلك عبر مهربين من مسلحي التنظيم والمحسوبين عليهم من طرف، أم عبر مهربين ينتشرون في مناطق سيطرة الفصائل "التركمانية" الخاضعة للجيش التركي بمنطقة راس العين الحدودية، من أخر.

وأشارت المصادر إلى أن المهاجرين يدفعون مبالغ مالية كبيرة للمهربين للوصول إلى الحدود (السورية- التركية) دون أن يتعرضوا للاعتقال والمضايقات من قبل مسلحي "قسد" والتنظيمات "التركمانية" أو "الجندرمة التركية" وهي قوات حرس الحدود.

وارتفعت أرقام المهاجرين من المنطقة الشرقية من سوريا،مع قيام مسلحي "قسد" بفتح البوابة الحدودية بريف مدينة الدرباسية شمالي محافظة الحسكة، أمام الراغبين بالدخول والهجرة إلى داخل الأراضي التركية دون منعهم أبداً، ثم قامت بإغلاقها بعد فترة وجيزة، حيث اعتبرت مصادر مطلعة لـــ "سبوتنيك" بأن التنظيم الموالي للجيش الأمريكي يتعمد تهجير العوائل في المناطق الحدودية التي يسيطر عليها.

هجرة محفوفة بالموت

رحلة الهجرة التي يقطعها لا تخلو من المخاطر ونتيجة ما تقدم فقد تعرض العشرات من المدنيين السوريين، الذين حاولوا عبور الحدود (السورية– التركية)، لاعتداءات جسدية على يد الجندرمة التركية كان أخرها ما تعرض له، مساء الثلاثاء 24 أغسطس/ آب، كل من الشبان علي الصالح (32 عاماً)، ثامر محمد (17 عاماً)، محمد محمد (30 عاماً)، من ضرب مبرح أثناء محاولتهم عبور الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا، بريف مدينة القامشلي الواقع تحت سيطرة تنظيم "قسد".

وبينت مصادر محلية لــ"سبوتنيك" أن الجندرمة التركية (حرس الحدود) انهالت بالضرب عليهم بقضبان حديدية، إضافة إلى نهب كافة أموالهم والأغراض التي بحوزتهم، ومن ثم رميهم من أعلى الجدار الحدودي الذي يبلغ علوه حوالي 5 أمتار إلى داخل الأراضي السورية، وأصيب الشبان بكسور في القفص الصدري والأنف والظهر، وخدوش في الجسم والوجه.

وفي يوم 21 أغسطس الحالي، وبحسب ما أفادت المصادر، قتل الشاب حمادي عبد الحسين، وهو من سكان بلدة الدشيشة جنوبي الحسكة برصاص الجندرمة التركية في حين أصيب الشاب محمد لطيف العزاوي، وهو من بلدة مركدة جنوبي الحسكة بجروح وكسور ورضوض في كامل جسمه، أثناء محاولتهما الشابان العبور إلى تركيا من الجهة الحدودية المقابلة لقرية العطشان غرب مدينة الدرباسية شمالي الحسكة.

رحلة محفوفة بالموت... تزايد هجرة الشباب من مناطق السيطرة الأمريكية شرقي سوريا...صور

وأضافت المصادر: كما تعرض القاصرين أحمد صالح (16 عاماً) ومحمود صالح مطر (17 عاماً)، للضرب المبرح أثناء محاولتهما عبور الحدود الفاصلة بين مدينة الدرباسية شمالي محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة "قسد" والأراضي التركية فجر يوم 18 من هذا الشهر، كما أصيب أكثر من 10 شبان منذ بداية الشهر الحالي أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية - التركية.

اعتقالات وفديات مالية

من جانب أخر، تواظب الفصائل "الكردية" المتمثلة بتنظيم "قسد" وذراعها الأمني "الاسايش"، على اعتقال الشبان الذين يتم رميهم من قبل "الجندرمة التركية "من جدار الفاصل الحدودي، أو من يتم إلقاء القبض عليهم أثناء محاولتهم عبور الحدود دفع مبلغ مالي يصل إلى مليون ليرة سورية، بعد توقيعه على ما يسمى"تعهد خطي" وسجنه لمدة 10 أيام، بحسب مصادر أهلية لمراسل "سبوتنيك".

رحلة محفوفة بالموت... تزايد هجرة الشباب من مناطق السيطرة الأمريكية شرقي سوريا...صور

وتابعت المصادر في حين مازال مسلحي الفصائل "التركمانية" الخاضعة للجيش التركي يعتقلون عشرات الشبان الذي وصلوا إلى منطقة رأس العين شمالي غربي الحسكة ،الواقعة تحت سيطرتهم، عبر مهربين بهدف الوصول إلى الحدود السورية - التركية حيث يقومون بابتزاز ذوي الشبان لدفع الأموال الكبيرة مقابل إطلاق سراحهم.

مناقشة