رسالة العراق ما بعد صدام والاجتياح الأمريكي في قمة دول الجوار

تقدم تاريخي للعراق في استعادة دوره بالمنطقة بعد سنوات طويلة من القطيعة مع دول الجوار إثر الحروب التي خاضها صدام حسين الرئيس العراقي السابق، وتداعيات الاجتياح الأمريكي للبلاد في عام 2003 وما بعده من سنوات شهدت توترات أمنية وسياسية إقليمية أسفرت عن نزاعات بين دولة وأخرى.
Sputnik

ووجه العراق دعوات إلى تسع دول مجاورة وأخرى كبرى معنية بالشأن العراقي للمشاركة في مؤتمر "التعاون والشراكة بين الجوار" الذي سيعقد اليوم السبت في بغداد.

رسالة

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، بإن مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" هو رسالة اطمئنان وقوة للجميع تفيد بأن العراق أخذ موقعه الحقيقي في أن يكون حلقة وصل ما بين جميع الدول.

وأضاف رسول، بنفس الوقت نؤكد من خلال المؤتمر على التعاون والتنسيق واحترام هذه الدول لسيادة العراق واحترام لعراق لسيادتها.

دحر الشكوك

وأفاد مستشار العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، عباس العنبوري، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، السبت، بإن فائدة المؤتمر الذي ينعقد ظهر اليوم في العاصمة بغداد، هي كما هو معلوم أن العراق كان محاصر من الدول التي تشارك اليوم في المؤتمر إذ كان هناك تشكيك بعد عام2003 بطبيعة النظام السياسي واتهامات تكال على العراق بإنه يرمي في أحضان دولة دون دولة أخرى.

رسالة العراق ما بعد صدام والاجتياح الأمريكي في قمة دول الجوار
وأوضح العنبوري، أن الكثير من الدول المشاركة في المؤتمر كانت مشككة بطبيعة النظام لسياسي منها على سبيل المثال الدول الخليج مثل قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات وهذه الدول التي كانت في قطيعة مع العراق في السنوات الأولى بعد التغيير لكن في السنوات الأخيرة شهد العراقيون والعالم ووسائل الإعلام طبيعة التغييرات التي جرت من تبادل الوفود والزيارات بينهن والعراق.

دور فعال

ويقول العنبوري عن فائدة المؤتمر "بتقديري أن هذا المؤتمر هو للكشف بشكل أوضح على مستوى المجتمع الدولي والرأي العالم ووسائل الإعلام، أن الحكومة العراقية خطت خطوات جدية ولها القدرة على جمع الفرقاء المتناقضين في هذا المؤتمر مثلا المملكة العربية السعودية وإيران معلوم بينهما تشنجات وكذلك بين الإمارات وقطر، وبين مصر وتركيا كل هذه الدول لتي بينها تقطاعات تشارك في هذا المؤتمر".

وأختتم مستشار العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، مؤكدا أن الحكومة العراقية تريد أن ترسل رسالة مفادها "أنها قادرة على أن تجمع الأطراف المتقاطعة داخل العراق، والعراق قادر على أن يلعب دور دولي أكبر مما كان عليه في السابق".

المشاركون

أعلن مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي، حسين علاوي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن العراق وجه دعوات رسمية لتسعة من دول الجوار منها تركيا والسعودية وإيران وباكستان والكويت، ودعوات إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا باعتبارها من الدول الكبرى والمعنية بالشأن العراقي، للمشاركة في القمة.

وأضاف علاوي، كما وجه العراق دعوات للدول الكبرى ودول العشرين وأخرى ستحضر إلى المؤتمر بصفة مراقب.

غاية

وينوه علاوي، إلى أن غاية مؤتمر بغداد، هو دعم العراق سياديا وامنيا وكمحور مهم في المنطقة وهذه العلامة في المؤتمر أنه ليس اقتصاديا كما حدث في مؤتمر الكويت دعم العراق اقتصاديا، بل ذو طابع سياسي ودعم لتوجهات الحكومة العراقية على المستوى الدبلوماسي لاسيما وأن العراق بدء يشكل لاعب مهم وحلقة مهم في المنطقة.

رسالة العراق ما بعد صدام والاجتياح الأمريكي في قمة دول الجوار

مواجهة الخطر

يلفت مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي، إلى أن التوجهات لتي تشترك بها الدول المشاركة في قمة بغداد، هي مواجهة الإرهاب لاسيما بعد التحولات الأخيرة التي حدثت في أفغانستان حتما سيناقش الموضوع من وجهة نظر دعم سياسات السلم الأهلي ومواجهة التحديات الأمنية الكبرى إذ أن ملف الإرهاب هو ملف عالمي وإقليمي ووطني معربا عن اعتقاده "أن مثل هكذا ملف سيكون جزء من التوجه العام للمؤتمر".

ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى العاصمة بغداد بعد منتصف ليلة أمس، للمشاركة في المؤتمر.

هذا ووجهت الحكومة العراقية، في وقت سابق، دعوة لكل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لحضور قمة دول جوار العراق، التي تستضيفها العاصمة بغداد اليوم السبت 28 أغسطس/آب.

مناقشة