مجتمع

"تناغم سورية" سوريون يغادرون الحرب صعودا على سلم الموسيقى

لأنهم أحبوا الموسيقى، الشمس، المطر، وبلادهم؛ حولوا مسرح الموت إلى مسرح الحياة، كتبوا رسائلهم إلى العالم، لحنوها، ثم غنوها، ليملأوا بها فراغات أرواح شوهتها الحرب.
Sputnik
حاولوا النهوض والنداء بأقصى ما استطاعوا، استفتوا قلوبهم وتلمسوا طريقهم خروجا من الحرب الإرهابية التي اجتاحت وطنهم وبحت حناجرهم، فتناغمت أصواتهم في دمشق التي احتضنتهم كما احتضنت أبناءها منذ الأزل.
اجتمعت أصواتهم على الحب، فأبصر مشروع "تناغم سورية" النور برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبالتعاون مع فرقة كورال "غاردينيا"، تحت شعار "صوتي وصوتك مسموعين"، بهدف دعم السلام عن طريق الموسيقى والأغاني التراثية.
جمع هذا المشروع أصوات أكثر من 220 مشتركاً ومشتركة من هواة ومحترفي الموسيقى على امتداد المحافظات السورية، وذلك من خلال إقامة ورشات وملتقيات لاختيار مجموعة من المشاركين في الحفل الختامي الذي أقيم في دار الأوبرا بدمشق.
مشروع "تناغم سورية" برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبالتعاون مع فرقة كورال "غاردينيا"، تحت شعار "صوتي وصوتك مسموعين"، دمشق، سوريا 1 سبتمبر 2021
 
غادة حرب، مغنية الأوبرا السورية الشهيرة، ومديرة مشروع تناغم، بينت في حديثها لـ "سبوتنيك"، أن هذا المشروع يستهدف دعم التماسك المجتمعي ونشر قيم السلام والمحبة وتشجيع الشباب السوري على الخلق والإبداع من خلال الموسيقى والغناء الجماعي.
مشروع "تناغم سورية" برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبالتعاون مع فرقة كورال "غاردينيا"، تحت شعار "صوتي وصوتك مسموعين"، دمشق، سوريا 1 سبتمبر 2021
 
وتابعت حرب: "اخترنا الغناء الجماعي لأن الأصوات فيه تكون متوازية لتشكل نغماً جميلا، وهذا ما نسعى لتطبيقه على المجتمع؛ ألا يعلو صوت على آخر، هكذا فقط نصل لمجتمع متعافي وصحي وسليم ومتماسك".
مشروع "تناغم سورية" برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبالتعاون مع فرقة كورال "غاردينيا"، تحت شعار "صوتي وصوتك مسموعين"، دمشق، سوريا 1 سبتمبر 2021
 
مشروع "تناغم سورية" لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة جهد طويل من 8 أشهر على امتداد الجغرافيا السورية، تعرف المشاركون فيه على بعضهم وشعروا بالتواصل والقرب وأصبحوا كعائلة، وهذه التجربة تركت أثراً إيجابياً وتفاجئنا بأن الشباب السوري كان تواقاً للخوض في هذه التجربة التي ساعدتهم على تجاوز هذه الظروف النفسية الصعبة، فالموسيقى ليست رفاهية؛ بل هي حاجة بشرية لتعافي المجتمعات"، بحسب مديرة المشروع.
"قد تكون التجربة الأجمل في حياتنا"، هكذا تصف المشاركة مرح عبدو، تجربتها في "تناغم سورية"، وتوضح في حديثها لـ "سبوتنيك"، أن تواجدها اليوم على مسرح دار الأوبرا بدمشق سبقه خطوات عديدة من قبل، بدءاً من مرحلة الاختبارات إلى ورشات وملتقيات التدريب وليس انتهاءً بالحفل النهائي.
مشروع "تناغم سورية" برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبالتعاون مع فرقة كورال "غاردينيا"، تحت شعار "صوتي وصوتك مسموعين"، دمشق، سوريا 1 سبتمبر 2021
تلخص عبدو الأثر الإيجابي بكلمة "الموسيقا جمعتنا على الحب"، وتتابع: "جميع الحواجز بين المشاركين قد التغت، وعشنا أخوة رائعة أتمنى أن تتكرر على جميع الأصعدة، ستترك هذه التجربة أثراً لن ينسى".
 
مشروع "تناغم سورية" برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبالتعاون مع فرقة كورال "غاردينيا"، تحت شعار "صوتي وصوتك مسموعين"، دمشق، سوريا 1 سبتمبر 2021
أما المشارك، يزن نعيم، فيبين أن "تناغم سورية" قد أضاف لجميع المشاركين معارف جديدة وأتاح لهم الفرصة للاطلاع على ثقافات وبيئات مختلفة، في جو من المحبة والألفة.
مع كل إغماضه عين وفتحها يجد هؤلاء الشبان المستقبل بانتظارهم، مستقبل يصنعوه بأيديهم وأصواتهم، حاملين بلادهم إلى عالم الموسيقى والحب والسلام.
مناقشة