حوار خاص لـ"سبوتنيك" مع منظمة دولية رائدة في تحقيق الاستقرار لـ11 مليون عراقي... صور

"UNDP" هو مختصر اسم منظمة دولية منضوية في الأمم المتحدة تعد المنفذ الرائد لأنشطة تحقيق الاستقرار في العراق منذ نحو ستة أعوام، متمكنة من دعم ملايين العراقيين من أجل حياة كريمة متماسكة في المناطق المحررة من بطش "داعش" الإرهابي في كبرى المدن العراقية مساحة وسكانا.
Sputnik
كشفت زينة علي أحمد، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق "UNDP"، في حوار أجرته معها مراسلة "سبوتنيك" في بغداد، عن دعم أكثر من 11 مليون عراقي من خلال استعادة الخدمات الأساسية مع تفاصيل تأهيل وترميم مستشفيات ومراكز صحية دمرها "داعش" الإرهابي لدى استيلائه على نينوى ومركزها الموصل شمالي البلاد.
إلى نص الحوار...
كم بلغ عدد المستشفيات التي أعيد ترميمها في نينوى ومركزها الموصل؟ أسمائها وتخصصها ومواقعها بالضبط.
زينة علي أحمد: ركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إعادة تأهيل وإعادة بناء 11 مستشفى وجناحاً استشفائيا في محافظة نينوى حتى الآن منها المستشفيات العامة في الحمدانية والقيارة لتوسيع القدرات الصحية في مناطق العودة الرئيسية هذه؛ أما المستشفى العام في بعاج فهو المستشفى الوحيد في دائرة نصف قطرها 150 كم. بالإضافة إلى سبعة مستشفيات متخصصة في الموصل للجراحة وطب الأطفال والأورام والولادة والأشعة والخصوبة وبنك الدم.
حصيلة... نهوض مؤسسات لإنقاذ البشر من جحيم "داعش" في نينوى شمالي العراق
وقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ببناء ردهات عزل لمرضى وباء كورونا (كوفيد-19) تحوي 20 سريراً في الموصل لدعم التدخلات الصحية أثناء الوباء، كما وقام البرنامج أيضاً بإعادة تأهيل 46 مركزاً صحياً عاماً في جميع أنحاء نينوى.
كم بلغت تكلفة إعادة ترميم المستشفيات ومنذ متى بدأتم العمل عليها ومتى اكتمل؟ وما سعتها للأسرة؟
زينة علي أحمد: منذ تحرير الموصل في عام 2017، استثمر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حوالي 80 مليون دولار في إعادة تأهيل أو إعادة بناء المستشفيات والمراكز الصحية في نينوى، بتمويل من العديد من المانحين وخاصة حكومات ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة، وهذا يجعل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكبر لاعب دولي في دعم قطاع الصحة في شمال العراق.
ما هي خطتكم لإعادة ترميم المستشفيات في نينوى؟ هل هناك مستشفيات أخرى سيتم العمل عليها غير التي أنجزتم تأهيلها وترميمها؟
مستشفى الشفاء في الموصل، العراق 29 أبريل 2019
زينة علي أحمد: يتم الآن إعادة تأهيل مستشفى البعاج العام "الواقع في قضاء البعاج غربي الموصل"، ومستشفى ابن الأثير للأطفال، ومستشفى البتول للولادة، ووحدة الأشعة، وبنك الدم، وعيادة الخصوبة، ومستشفى الأورام في الموصل.
هل زودتم المستشفيات المرممة التي أعيد تأهيلها بأجهزة طبية حديثة؟
مستشفى الشفاء في الموصل، العراق 29 أبريل 2019
زينة علي أحمد: تم إعادة تصميم معظم المستشفيات من قبل شركات استشارية دولية لتتماشى مع المعايير الدولية الحديثة، ويتم مناقشة التصميمات في سلسلة من ورش العمل مع وزارة الصحة ودائرة الصحة ليتم اعتمادها، وسيكون لدى معظم المستشفيات سعة أكبر من ذي قبل..على سبيل المثال، سيكون حجم مستشفى الأورام أكثر من ضعف مساحته قبل التأهيل ويتسع لثلاثة أجهزة تعجيل/تسريع خطية.
إلى جانب إعادة تأهيل المباني الإستشفائية، يقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أثاثاً متخصصاً ومعدات طبية لجميع المستشفيات التي يتم تأهيلها، باستثناء مستشفيات الموصل للأورام وطب الأطفال، حيث طلبت وزارة الصحة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استخدام الميزانية التي كانت مخصّصة لشراء المعدات لتوسيع هذين المستشفيين والتزمت بتوفير المعدات والأثاث من قبلها.
كم خلقت المستشفيات عند ترميمها من فرص عمل لأبناء نينوى؟
زينة علي أحمد: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو المنفذ الرائد لأنشطة تحقيق الاستقرار في العراق منذ عام 2015، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكثر من 11 مليون عراقي من خلال استعادة الخدمات الأساسية، ودعم سبل العيش المدنية، وبناء القدرات المحلية، وتعزيز التماسك في المناطق المحررة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
مستشفى الشفاء في الموصل، العراق 29 أبريل 2019
إن قدرتنا على تقديم أعلى المعايير بسرعة وعلى نطاق واسع جعلت من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق الشريك المفضل لحكومة العراق والدول المانحة لتنفيذ مشاريع الإستقرار، وما مكننا من ذلك أن أكثر من 95 في المائة من عملنا يتم التعاقد عليه من خلال القطاع الخاص المحلي، مما يقلل التكاليف ويعزز الاقتصادات المحلية ويوفر مداخيل طارئة.
الجدير بالذكر، أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكمل قرابة 200 مشروع خاص بالبنية التحتية للمياه في كل أنحاء المناطق المحررة في الأنبار وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين، ضمن برنامج إعادة الاستقرار، كما وفر لأكثر من 3.5 مليون نسمة تحسين إمكانية الحصول على المياه، فيما يجري العمل أيضاً في 50 مشروعاً آخر.
وأعلن العراق، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد.
أجرى الحوار: نازك محمد
مناقشة