عقوبات جديدة وتهديدات بعدم انتظار المحادثات... إلى أين سيصل الصدام بين أمريكا وإيران؟

وسط تأخر انطلاق الجولة السابعة من محادثات فيينا النووية، أطلقت واشنطن تحذيرات بشأن تأخر إيران في استئناف التفاوض، كما أعلنت فرض عقوبات جديدة على بعض الشخصيات.
Sputnik
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إدراج إيرانيين على قوائم الحظر، وقالت إن فرض العقوبات بحق المواطنين الأربعة "علي رضا فرحاني ومحمود خزين وعميد نوري وكيا صادقي"، لأنهم على صلة بوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية.
وبحسب واشنطن، صدر بحقهم اتهام من مدعين أمريكيين بالتآمر لخطف الصحفية والناشطة الحقوقية ذات الأصل الإيراني، مسيح علي نجاد، لانتقادها السياسة الإيرانية.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: العقوبات الأخيرة سيناريوهات هوليودية
وقال مراقبون إن الولايات المتحدة تحاول الضغط على إيران لاستئناف المفاوضات في فيينا لتعويض هجوم الرأي العام بسبب الانسحاب من أفغانستان، مؤكدين أن تأخر محادثات فيينا يصب في صالح إيران.
خطوات أمريكية
وأصدرت الخارجية الأمريكية بيانا قالت فيه إن "الولايات المتحدة لا تزال على علم بالاهتمام الإيراني المستمر باستهداف مواطنين أمريكيين آخرين، بمن فيهم مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون".
من جانبه، أكد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن العقوبات الأخيرة التي صدرت بحق أربعة مواطنين إيرانيين ما هي إلا سيناريوهات هوليودية.
وفي تصريحات نقلتها وكالة إرنا الإيرانية، قال زاده: "من المؤسف أن المسؤولين الأمريكيين الحاليين يواصلون المسار الخاطئ للإدارة السابقة"، مستدركا: "لكن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعلم أنه لا سبيل لها سوى التخلي عن إدمان فرض الحظر والتعامل باحترام مع طهران".
ووصف زاده هذا الإجراء بأنه "سيناريوهات هوليودية"، لافتا إلى أنه يؤكد خلو جعبة من وصفهم بـ "الداعمين للحظر والمنتفعين به في أمريكا".
أفغانستان كلمة السر
اعتبر المحلل السياسي الإيراني، صادق الموسوي أن العقوبات التي أعلنتها واشنطن مؤخرًا على شخصيات إيرانية، قسم كبير منها مكرر، فنفس الأشخاص شملتهم عقوبات سابقة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأمريكا تحاول بذلك التأثير النفسي على الرأي العام في إيران.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، استعجال أمريكا المتكرر لعودة إيران لمفاوضات الملف النووي في فيينا، يأتي في ظل الحاجة لتقديم مساعدة عاجلة لـ الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمام الرأي العام الأمريكي المستاء من طريقة خروج الجيش الأمريكي من أفغانستان.
ويرى أن بايدن يريد أن يسجل مكسبًا سياسيًا في المجال التفاوضي النووي، حتى يعوض خسارة الرأي العام، حيث بينت استطلاعات الرأي الأخيرة أن بايدن خسر جزءًا كبيرًا من مؤيديه بسبب أزمة أفغانستان.
ويعتقد الموسوي أن التأخر الأمريكي في التجاوب مع المطالب الإيرانية، يربح طهران الوقت للتقدم في المجال النووي، وهو ما يعتبر خسارة للولايات المتحدة الأمريكية، وليست لإيران.
أوراق ضغط
بدوره اعتبر الدكتور عماد آبشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن کل التصعید الذي نشهده من قبل الولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى سببه أنهم يريدون العودة إلى طاولة المفاوضات ولكن مع أوراق أقوى من ذي قبل.
واشنطن تضيف 4 أفراد على صلة بالاستخبارات الإيرانية إلى قائمة العقوبات
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، بما أن ترامب حرق كل أوراق الأمريكيين وفرض كل العقوبات الممكنة على إيران، ولم تعد هناك أي ورقة ضغط جديدة لدى الأمريكيين فإنهم اليوم مضطرون للقيام بفرض عقوبات على أشخاص إيرانيين.
وتابع: "مع العلم أن معظم هؤلاء الأشخاص ليس لديهم حسابات خارج إيران ولا هم يسافرون خارج البلاد كي تستطيع الولايات المتحدة تطبيق عقوباتها عليهم، خاصة إذا كانوا ضمن شخصيات أمنية أو عسكرية، لأن القوانين الإيرانية عموما لا تسمح لهم بالسفر خارج البلاد إلا في حالات استثنائية".
ويرى آبشناس أنه في المقابل إيران تقوم بزيادة تخصيب اليورانيوم وتخفيض تعهداتها في الاتفاق النووي كي تضغط على الجانب المقابل ليضطر إلى تقديم تنازلات قبل الجولة السابعة المرتقبة في فيينا، لأن الجميع يعلمون بأن زمام المبادرة بات اليوم في يد طهران، وكل ما تأخرت المفاوضات ستستطيع إيران جمع أوراق أكثر.
وقال مبعوث الولايات المتحدة للمفاوضات النووية في فيينا روبرت مالي، إن أمريكا لا يمكنها الانتظار إلى الأبد حتى تقرر إيران أنها تريد استئناف المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018.
يشار إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود أكد في تصريحات صحفية استعداد بلاده للجلوس مع الإيرانيين في فيينا، والدخول معهم في محادثات مباشرة وجادة، لتحقيق العودة إلى الاتفاق النووي.
مناقشة