"مدينة الإنسانية"... كيف جعلت من الإمارات قبلة للفارين من أفغانستان؟

حظيت مدينة الإنسانية الإماراتية باهتمام العالم خلال الأسبوعين الماضيين بعد إعلانها استقبال اللاجئين الفارين من أفغانستان في أعقاب سيطرة حركة طالبان (المحظورة في روسيا) على العاصمة كابول منتصف الشهر الماضي.
Sputnik
لكن كيف تحولت دولة الإمارات إلى محطة عالمية رئيسية في المجال الإنساني؟ وهل كانت مدينة الإنسانية هى البداية؟
الإمارات ترسل مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى أفغانستان
بداية قال رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالإمارات، خالد الظنحاني، إن الإمارات لها تاريخ طويل في مجال الخدمات الإنسانية والتنموية منذ التأسيس على يد الشيخ زايد، ومن قبل هذا أيضا.
وأضاف أن هيئة أبو ظبي للتنمية (أو بنك أبو ظبي للتنمية) تأسس قبل الاتحاد بين الإمارات، وكانت مشروعاته في كل مكان، وبالتالي أصبحت الإمارات هى عاصمة العالم الإنسانية، على حد تعبيره.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أكد أن التقارير تشهد على الدور الإماراتي في المجال الإنساني، وهذا يعود إلى أن الإمارات تحرز مركزا متقدما للغاية بين دول العالم من حيث إنتاجها ودخلها الإجمالي، ما يمكنها من تقديم المساعدات للمحتاجين في أثناء الأزمات حول العالم.
وحول استضافة الفارين من أفغانستان قال الظنحاني: "قضية أفغانستان هى الموجودة على الساحة العالمية الآن، ودولة الإمارات دائما تستقبل اللاجئين. ويمثل الفارون من أفغانستان حالات إنسانية لا يمكن تجاهلها، لذا كانت الإمارات في المقدمة (لتقديم المساعدة)".
وأردف بالقول: "هناك مدينة عالمية في الإمارات لا تقتصر فقط على المساعدات الإماراتية، بل مساعدات العالم أجمع، حيث توفر كل الأمور اللوجستية التي تسهل على المتبرعين عملية إرسال مساعداتهم إلى المناطق التي يريدونها، نظرا للموقع الاستراتيجي للإمارات وقربها من آسيا وأفريقيا وغيرها من المناطق".
أشار رئيس جمعية الفجيرة إلى أن الإمارات استضافت أكثر من 5 آلاف لاجئ أفغاني، كما ساهمت في إجلاء الكثير من الأفغان وجنسيات أخرى من دول العالم مثل، ألمانيا وإسبانيا وأمريكا وعدد من الدول الغربية في هذا الظرف العصيب.
ولفت إلى إشادة رسمية دول العالم ومنظمات المجتمع المدني بالدور الإماراتي الإنساني حول العالم، وكذلك إلى بذل الإمارات جهودا كبيرة خلال أزمة "كوفيد 19" على مستوى المنطقة والعالم العربي.
برامج إنسانية روسية لمساعدة الطلاب الأفغان الموجودين في بلادهم للالتحاق بجامعاتهم في روسيا
من جانبه قال المحلل السياسي بجنوب اليمن، صلاح بن لغبر، إن الإمارات كانت دوما "محطة إنسانية" في كثير من المواقف، وإن الدور الذي تقوم به في هذا المجال ليس بجديد، وسبق أن كانت محطة لمثل هذه المواقف الإنسانية منذ عقود.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "على سبيل المثال عندما علق آلاف اليمنيين في الصين ودول أخرى بداية أزمة جائحة كورونا، لم يلق لهم أحد بالا حتى دولتهم، واضطلعت الإمارات بدور رائد، حيث نقلتهم طائراتها واستضافتهم في مدينة الإنسانية وقدمت لهم الرعاية الصحية والسكن، في وقت كان العالم يرفض قبول أي حد عائد من الصين على وجه التحديد".
تابع ابن لغبر حديثه بالقول:
في أفغانستان تضطلع دولة الإمارات بدور إنساني كبير في مساعدة الشعب الأفغاني منذ عقود طويلة.
وحول كيفية تأهل الإمارات للعب هذا الدور المهم، عزا ذلك إلى جملة من العوامل، أبرزها؛ استقرار وازدهار الإمارات وطبيعة أهلها وقيادتها المستندة على إرث حضاري عربي وإماراتي كبير في الكرم وأهمية إغاثة الملهوف والمستجير وكرم الضيافة.
محمد بن زايد ينشر المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الـ 50 عاما المقبلة
وأردف قائلا: "مثل هذه القيم مزروعة في الأمارات زرعا، وقد رسخها الشيخ زايد في الاماراتيين فأصبحت جزءا من قيمهم، وما يبدو في كثير من بلاد العالم شعارات تجده في الإمارات قيم متأصلة وراسخة".
تفقد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوم الجمعة، مدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، تفقد ولي العهد مرافق المدينة ومنافعها والخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة.
وقال الأمير خلال الجولة إن دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني، مؤكدا أنها لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات.
أنشئت مدينة الإمارات الإنسانية عام 2020 وتراعي في تصميمها الخصوصية وتلبية أفضل معايير الأمن والسلامة، وتضم الساحات الخارجية لها عددا من الملاعب ووسائل الترفيه المخصصة للأطفال والكبار، إضافة إلى مركز للصحة الوقائية والوسائل اللازمة للإعاشة.
مناقشة