رمطان لعمامرة يكشف موقف الجزائر من التطورات في ليبيا وتونس وفلسطين

قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، اليوم الخميس، إن ما يؤثر على أمن واستقرار تونس يؤثر على بلاده.
Sputnik
وتحدث لعمامرة في حواره مع "سبوتنيك"، عن العديد من الملفات، خاصة فيما يتعلق بالمشهد في ليبيا، وأزمة المرتزقة وكذلك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقمة العربية المرتقبة... فإلى نص الحوار:
المجلس الرئاسي الليبي يثمن دور الجزائر الداعم لاستقرار ليبيا
الاجتماع الأخير جاء بناء على المواقف الواضحة التي أطلقها الرئيس عبد المجيد تبون فيما يخص ليبيا، ومنذ أشهر قال العديد من الأشياء بشأن الأزمة في ليبيا، بما فيها أن طرابلس "خط أحمر"، وأن الجزائر ستبذل كل جهدها من أجل نصرة الشعب الليبي الشقيق.
في مسار تاريخي لا بد من كثرة التأويلات، أي أن المؤثرين دائما حديثهم قابل للتأثيرات، والمهم أنه أنجز ما كان يريد أن ينجزه.
أما ما كان يريده الرئيس هو المحافظة على أمن سلامة طرابلس وعلى استقلال ليبيا، وعلى قدرة الشعب الليبي على تحمل مسؤوليته وإيجاد حلول ليبية للمشاكل الليبية دون تدخلات وتأثيرات أجنبية.
الاجتماع ناجح بكل المعايير، خاصة أن الاجتماعات بشأن ليبيا تعددت خلال السنوات الماضية، في أوروبا وغيرها في المناطق العربية ضمن تنقلات مدروسة، وكانت الأزمة الليبية تدرج في كل هذه اللقاءات، في حين أن اجتماع دول الجوار جاء لنستمع لرأي الحكومة الليبية الشقيقة الشرعية لتتضافر جهودنا تأييدا لحكومة الوحدة الوطنية.
الهدف المنشود هو تمكين هذه الحكومة من خلال تنظيم الانتخابات مثل ما تقرر في مخرجات برلين.
نحن مع خروج كل القوات من ليبيا، وليس فقط المرتزقة، إلا أن هذا الخروج لا بد أن يكون منظما وتحت إشراف دولي، ولا يجب أن يكون فوضويا وغير منظم ما يؤثر على استقرار دول الجوار، حيث أن هذا الجزء لفت الانتباه للمشاركين في اجتماع الجزائر، واعتقد أن المشاورات التي نجريها مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن تجعل الجميع يشعر بخطورة الأمر.
نحن نريد إخراج هذه القوات من ليبيا للتأكيد من أن الانتخابات ستجرى دون تأثير أجنبي، وللتأكد من أن ليبيا ستسترجع كل مواصفات الاستقلال والسيادة.
كما لا نريد أن تتحول التوترات في ليبيا إلى بلدان أخرى، وقد رأى الجميع ما حدث في تشاد.
نحن سنحتضن القمة العربية، ونعتقد أن احتضان القمة العربية هو حق وواجب، فمن حيث الحق فإن الجزائر دولة عربية محورية وتؤثر، حيث برهنت عبر التاريخ، أنها حين تقوم بمبادرات وتترأس الجهد العربي المشترك كانت قادرة على تحريك الأمور بطريقة إيجابية.
كما نعتبر أن احتضاننا للقمة العربية واجب تجاه الشعوب العربية،التي تنظر للجزائر وما تمثله وتمسك بلادنا بمقدسات هذه الأمة، ما يعني أن بلادنا من الدول المؤهلة لخلق نقلة نوعية من العمل العربي المشترك، وجعل الإيجابيات تتغلب على السلبيات.
الأمر معقد، لكن نعتقد أن دخول الجزائر على الساحة إيذانا بإطلاق مرحلة الدبلوماسية الهادئة، ونعتقد أن الدول المعنية قبلت بأسلوب الجزائر في المساعي الحميدة، وهي دبلوماسية هادئة، وبطبيعة الحال أمتنع عن إطلاق وعود وحديث رنان، وإنما أقول إن عملنا مستمر، ونعتقد أن ثقة الأطراف الثلاث فينا هي ثقة كاملة.
تونس هي جزء منا ونحن جزء منها وما يؤثر على أمن واستقرار تونس يؤثر علينا كذلك.
وزراء الخارجية العرب... ما الذي سيقدمه اجتماع الدوحة لحل أزمة سد النهضة؟
الاجتماع هو دوري، ونظرا للظروف التي تمر بها المنطقة العربية والمستجدات على الساحتين الإقليمية والعالمية، فإن لكل اجتماع أهمية خاصة، لاسيما وأن البشرية تستعد للخروج من جائحة فيروس كورونا في أقرب وقت ممكن، وسيترتب على إثر ذلك إعادة تشكيل العلاقات الدولية.
العرب مطالبون الآن بالتفكير في "مكانهم من الإعراب" في عالم الغد، وترتيب أولوياتهم للتركيز على كل ما من شأنه أن يجمع كلمة العرب، ويجعل من الطاقات العربية التي توظف في أمور قد لا تكون أساسية، إذ يمكن توظيفها من جديد نحو الأساسيات وما من شأنه أن يوفر المكانة اللائقة للعرب ويخدم مصالحهم من كافة الجوانب.
كما أن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني من أولويات الأولويات، خاصة أنه يجب تجاوز ضعف الموقف العربي تجاه هذا الأمر بأسرع وقت ممكن واسترجاع قدراتنا على التأثير على مجريات الأمور.
ما الذي يمكن أن يقدم الآن للقضية الفلسطينية بشكل مغاير عن الحديث الدائم عن القضية دون نتائج؟
يجب أن نذهب الآن لما هو أبعد من الحديث العادي، بحيث أن هناك مواقف مبدئية للدول العربية من القضية الفلسطينية، إلا أن المستجدات التي طرأت تجعل من الأهمية التفكير في عمل استرجاع المبادرة التي ربما ضاعت من أيدينا حين فرضت بعض المعطيات على الساحة الدولية والمنطقة ككل.
استرجاع المبادرة العربية يعني إعادة ترتيب مبادرة السلام العربية كأولوية الأولويات، إذ تبقى آخر ما أنتجه العرب بالتزام سياسي وتكاتل حول فكرة موضوعية وإيجابية.
حوار محمد حميدة
مناقشة