"قلق الناتو"... تجهيز البحرية الروسية بصواريخ تهدد الغرب وواشنطن

في منتصف أغسطس/آب الماضي، أقر قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية تشارلز ريتشارد، متحدثًا في الندوة السنوية حول الدفاع الفضائي، بأن التكنولوجيا الروسية التي تفوق سرعة الصوت تمثل تحديًا خطيرًا لحلف الـ"ناتو".
Sputnik
وبحسب قوله، فإن منظومة صواريخ "زيركون" ستوفر للبحرية الروسية ميزة لا يمكن إنكارها في أي نزاع مسلح افتراضي في البحر.
أضاف ريتشارد: "قد لا يكون نظام الاستشعار الأرضي والفضائي الحالي لدينا قادرًا على التعامل مع اكتشاف وتتبع هذه الصواريخ. لذلك يجب الاعتراف بأن روسيا هي الدولة الرائدة في العالم في تكنولوجيا تفوق سرعة الصوت. وإذا لم تتمكن مصانع الدفاع لدينا، وفي وقت قصير، من معرفة كيفية مقاومتها، فإن سفن أساطيل دول الناتو ستصبح عرضة للخطر".
"معمودية القتال"... أسلحة استخدمتها روسيا لأول مرة في سوريا
يتحدث العسكريون والسياسيون والصحفيون الغربيون باستمرار عن "زيركون"، ويشكل الاختبار الناجح لهذا السلاح مصدر قلق كبير لحلف شمال الأطلسي.
على سبيل المثال، في وقت سابق، وصف المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، المنظومات الروسية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مع احتمال وجود معدات نووية، بأنها "عامل مزعزع للاستقرار ويشكل تهديدًا ملحوظًا". مضيفا أنه يتم تطوير هذه الأسلحة في الولايات المتحدة فقط من خلال نسخ غير نووية.
هذا البيان لم يتم تجاهله في السفارة الروسية بواشنطن، وقام الدبلوماسيون هناك بتذكير كيربي بلطف بأن الصوت العالي بدون رؤوس حربية نووية أمر جيد بالطبع، لكن هناك أشياء أكثر خطورة بكثير تضطر روسيا للرد عليها. على سبيل المثال، نشر قاذفات في أوروبا.
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: "إذا كنت تتذكر (المقصود كيربي)، فقد تحدث فلاديمير بوتين مرارًا وتكرارًا حول هذه الموضوعات. علاوة على ذلك، شاهدنا خطوات معينة اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، وأضرت بالفعل بالتكافؤ الحالي... هذا يتطلب اتخاذ خطوات لضمان الأمن. زيركون واحد منهم".
تبلغ سرعة "زيركون"، وكرقم قياسي، أكثر من 10 آلاف كيلومتر في الساعة، أو حوالي تسعة ماخ. وتصل لمدى يصل ألف كيلومتر، برا.
أما بحرا فتصل لـ30-40 كيلومترًا، حيث تكون مقاومة الهواء منخفضة. ويزن الرأس الحربي حوالي 450 كغ.
كيف جرى أول تدريب جوي مشترك بين سوريا وروسيا؟
يوضح إيغور كوروتشينكو، مدير مركز تحليل تجارة الأسلحة الدولية، أن "أساطيل الدول الغربية ليس لديها حتى الآن أنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض زيركون".
ويضيف: "سيسمح نطاق الرماية الكبير لسفننا بتدمير الأهداف السطحية والأرضية تقريبًا دون أن يتم الرد علينا، فمدى الصاروخ أبعد من مدى دفاع العدو".
وبرأيه، فإنه مع بدء الإنتاج المتسلسل لهذه المنتجات، "سيخطو الأسطول الروسي خطوة جادة إلى الأمام".
نقطة مهمة: سيكون "زيركون" قادراً على الإنطلاق من نفس قاذفات صواريخ "بي-800 أونيكس" و"كالبير" المضادة للسفن. من الناحية النظرية، يمكن أن تكون سفن الصواريخ الصغيرة لمشروعي "Buyan-M" و"Karakurt" حاملة أيضًا لهذه المنظومة الصاروخية.
وبالتالي، حتى السفن الصغيرة ستصبح تهديدًا لحاملة طائرات العدو، لأن ضربة رأس حربي واحد تحت خط الماء كافية لغرق المطار العائم.
سيوجه نظام التحكم الآلي الجديد، الذي تم اختباره مؤخرًا خلال التدريبات واسعة النطاق للأسطول الشمالي الروسي، منظومة الصواريخ الواعدة على سفن العدو.
صواريخ زيركون
وبحسب "إزفستيا"، نقلاً عن مصادر في الإدارة العسكرية، فقد سرب طاقمان من طائرات الاستطلاع Tu-142 والمضادة للغواصات خلال المناورات معلومات عن العدو المفترض من مئات الكيلومترات.
بدأ مشروع الصواريخ فوق الصوتية في عام 2010 - وبسرية تامة.
لأول مرة، أخبر فلاديمير بوتين عامة الناس عن هذا المشروع في عام 2018.
هل استوعب الغرب "رسالة بوتين الصغيرة"؟
حتى الآن، تم تنفيذ 9 عمليات إطلاق من حاملات سطحية وغواصات، وكلها كانت ناجحة.
في خريف هذا العام، سيتم إطلاقه على غواصة "سيفيرودفينسك" النووية، وبعد ذلك سيتم الانتهاء من الاختبارات.
وفقًا لخطط وزارة الدفاع الروسية، سيحل "زيركون" في النهاية محل صواريخ "غرانيت بي-700" المضادة للسفن، والتي كانت في الخدمة منذ منتصف الثمانينيات وأصبحت قديمة تمامًا.
سيتم تجهيز الفرقاطات والطرادات النووية الثقيلة "بيتير الأعظم" و"الأدميرال ناخيموف" بهذه المنظومات لأول مرة، بالإضافة إلى الغواصات النووية متعددة الأغراض.
بالإضافة إلى ذلك، يستمر اختبار مركبة "بوسيدون" غير المأهولة تحت الماء، وهي طوربيد نووي مصمم لتدمير القواعد البحرية والبنية التحتية على ساحل العدو.
مناقشة