ما سر زيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي إلى إيران؟

تأتي زيارة مصطفى الكاظمي إلى إيران والمقررة لها غدا الأحد، بحسب وسائل إعلام محلية عراقية، في وقت بالغ الحساسية، لاقتراب الانتخابات المبكرة التي يراهن عليها العرب والإيرانيون، ويطمح فيها الكاظمي إلى ولاية ثانية.
Sputnik
ما الذي دفع الكاظمي لتلك الزيارة بعد ساعات من تصعيد طهران ضد الأحزاب الكردية الإيرانية شمالي البلاد، يقول المحلل السياسي العراقي، الدكتور عادل الأشرم، إن الكاظمي يحاول تهدئة الأوضاع محليا وإقليميا خاصة قبل الانتخابات، فهو يلاحظ تصعيدا واضحا ومكشوفا من قبل طهران باتجاه الأحزاب الكردية الإيرانية المرتبطة بالأحزاب الكردية العراقية.
إعلام: الكاظمي يزور إيران الأحد المقبل
انعكاس خطير
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الكاظمي رأى في التصعيد الذي تقوم به إيران بين الحين والآخر يمثل حالة انعكاس خطيرة على الجانب الكردي العراقي الذي جزء لا يتجزأ من العملية الانتخابية، حيث يطمئن الأكراد للكاظمي أكثر من غيره من الرؤساء السابقين، وبالتالي هناك علاقات تربط الكاظمي مع الأحزاب الكردية، علاوة على ذلك فإن رئيس الوزراء يعلم حجم وثقل إيران في العراق، لذا هو لا يريد أن يخسر أي طرف في تلك المعادلة.
وتابع المحلل السياسي، يطمح الكاظمي من خلال تلك الزيارة إلى طهران، إلى إقناع الجانب الإيراني بألا يصعد باتجاه الأحزاب الكردية خوفا من انعكاس ذلك على الانتخابات المقبلة المقرر لها العاشر من تشرين أول/أكتوبر المقبل، التي يراهن عليها الكاظمي كثيرا خاصة وأنه يحظى بدعم عربي ودولي ودعم إيراني وتوافق حزبي، فالأحزاب التابعة لإيران هى من جاءت بالكاظمي، لكن مع ذلك هناك اتجاه عربي داعم للكاظمي ويحاول أن يخترق الساحة العراقية من خلال الكاظمي والأحزاب الشيعية الموالية لإيران، المعادلة الحالية في العراق "غريبة"، فهناك اهتمام عربي كبير بتلك الانتخابات ويتم الترويج لها في القنوات العربية، وقد ترجمت تلك التوجهات من خلال مؤتمر بغداد الذي كل تلك الأطراف المختلفة فيما بينها، لكن الجميع اتفق على الكاظمي.
الانتخابات والأكراد
وأكد الأشرم أن الكاظمي يعلم جيدا مدى تعقد وتشابك المصالح في العراق إقليميا ودوليا، لذلك هو يسرع بترقيع أي فجوة تظهر هنا أو هناك قبل أن تكبر وتتسع وربما تؤثر كثيرا على ما هو موجود من حالة توافق تجاهها، من أجل ذلك ذهب الكاظمي إلى إيران لبحث الكثير من الملفات، من بينها ملف تصعيد طهران ضد الأحزاب الكردية الإيرانية في كردستان.
أما بالنسبة لعلاقة طهران بالانتخابات العراقية، قال الأشرم: "بكل تأكيد الكاظمي يعلم جيدا علاقة إيران بالانتخابات وأنها المشرف الحقيقي عليها من جانب النتائج، فلا يمكن تمرر النتائج أو اختيار رئيس للحكومة إن لم يكن هناك قبول من طهران، وبالتالي لن تفرز تلك الانتخابات جديدا وستجد إيران بعدها أنها المحرك الرئيسي والفاعل والأساسي في تلك الانتخابات".
تقديم ضمانات
بدوره قال عضو الميثاق الوطني العراقي، عبد القادر النايل، إن زيارة الكاظمي بهذا التوقيت الحساس إلى إيران تهدف إلى عدة مشاريع أهمها، المشروع الاستراتيجي الإيراني الذي يريد الكاظمي تحقيقه إلى إيران، والتعهد لهم بتنفيذه للحصول على دعمهم إلى ولاية ثانية، ولاسيما أن إيران تعتقد أن تسويق الكاظمي لولاية ثانية يمكن الحصول عليه من أمريكا، باعتباره أخف الأسماء المرشحة وسهل تمريره، ولكنها تبحث عن ضمانات من الكاظمي لتنفيذ مشروعها الرئيسي هو الربط السككي من ميناء الخميني إلى ميناء اللاذقية السوري، وصولا للبحر الأبيض المتوسط، ولا يمكن إتمامه دون الأراضي العراقية من البصرة إلى القائم غرب الأنبار، الملاصقة للحدود السورية العراقية وهذه أبرز أسرار زيارة الكاظمي لإيران.
مصدر لـ"سبوتنيك": ظريف بحث مع الكاظمي الوساطة العراقية بين السعودية وإيران
وعود متناقضة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الكاظمي وقّع قبيل الزيارة على إجراءات تنفيذية لمشروع الربط السككي، لأن المعلومات الدقيقة أن إيران كانت غاضبة على وعود الكاظمي الشفهية، حول اتمام مشروع الشام الجديد مع الأردن ومصر، الذي سيشكل إن تم ضربة قاسية لإيران ومشروعها الخطير في الربط السككي الذي يريد تحويل مشروعها السابق نحو الهلال الإيراني في المنطقة إلى الحزام السككي على مستوى أكبر وعالمي، لأنه سيؤسس إلى الوصول إلى شمال إفريقيا وأوروبا، وهذا ما دفع الفرنسيين إلى إقامة مؤتمر بغداد لإجراءات تفاهمية مع إيران، التي وعدت فرنسا بالمساعدة الفعالة في أفريقيا وتجنيد مقاتلين من الميليشيات وإرسالهم إلى إفريقيا لمواجهة النفوذ التركي هناك، مقابل دعم حزب الله اللبناني في تشكيل حكومة لبنان وتخفيف الإجراءات الاقتصادية على لبنان، لذلك الكاظمي يريد التعهد لإيران بأنه سيعمل على إفشال مشروع الشام الجديد وتنفيذ الربط السككي مقابل ولاية ثانية له في العراق.
الولاية الثانية
وأشار عضو الميثاق الوطني إلى أن المواضيع الأخرى المتعلقة بقصف الأحزاب الكردية شمالي العراق هي ورقة يريد الكاظمي إقناع الأكراد بدعمه لولاية ثانية، وإن نفذتها إيران سيكون تكتيك لدعم الكاظمي قبيل الانتخابات، وفي الحقيقة هى مجرد مرحلة مؤقتة ستعود إيران بعدها للتجاوز على سيادة العراق، وقصف إقليم كردستان بعد تحقيق غايتها من ذلك، وليست من الملفات التي يهتم بها الكاظمي مطلقا لكن حاجة الانتخابات القادمة جعلته يطرح هذا الموضوع لكسب الورقة الكردية.
هل يملك الكاظمي انتزاع القرار العراقي من إيران لصالح التقارب العربي؟
واختتم بقوله: الكاظمي يلعب دورا خطيرا في هذه المرحلة، من حيث ازدواجية التعامل تمهيدا لتهدئة الأوراق الإقليمية والدولية قبيل الانتخابات وذر الرماد في العيون، من خلال الكلام والوعود المعسولة للدول العربية وأمريكا لكنه بحقيقته يعمل بجد لصالح إيران ومشروعها الخطير في المنطقة.
كشفت وسائل إعلام محلية، الخميس الماضي، أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، سيزور العاصمة الإيرانية، طهران، الأحد المقبل.
ونقلت قناة "البغدادية" على موقعها الإلكتروني، مساء الخميس، عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية العراقية، أن الكاظمي سوف يزور طهران على رأس وفد كبير، وهي الزيارة الأولى لمسؤول أجنبي في هذا المستوى إلى طهران، منذ تولي إبراهيم رئيسي الحكم في إيران.
يشار إلى أن الكاظمي قد زار العاصمة الإيرانية، طهران، في شهر يوليو/ تموز من العام الماضي، لتصبح زيارته المرتقبة، الأحد المقبل، الثانية له منذ توليه الحكم في العراق.
وأوضح الموقع أن زيارة الكاظمي لإيران جاءت بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، وبأنها تأتي من أجل ضمان التطمينات السياسية لرفع حظوظه في الحصول على ولاية ثانية في بلاده، في ظل دعم زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر للكاظمي.
وأشارت القناة العراقية إلى أن الكاظمي سيرافقه خلال الزيارة وفد عراقي رفيع المستوى، سيبحث خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين.
>>يمكنكم متابعة المزيد من أخبار العراق اليوم مع سبوتنيك.
مناقشة