خطة إسرائيلية لتنمية قطاع غزة... لماذا الآن وهل تقبل حماس بها؟

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها القطاع، ووسط توتر دائم ومتصاعد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، اقترحت إسرائيل خطة تنمية وتحسين الظروف المعيشية في غزة.
Sputnik
وجاء اقتراح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، مقابل التزام حركة حماس بالتهدئة، ومن أجل إيجاد حلول لـ "جولات العنف التي لا تنتهي".
وقال مراقبون إن الخطة الإسرائيلية تأتي في ظل الهزائم التي منيت بها في قطاع غزة، وبعد ضغوط دولية من أجل رفع الحصار عن القطاع الذي يعاني بشكل كبير اقتصاديا.
وبحسب يائير لابيد، تشمل الخطة تأهيل البنى التحتية وإصلاح نظام الكهرباء وتوصيل الغاز وبناء محطة لتحلية المياه، وإدخال تحسينات كبيرة على نظام الرعاية الصحية وإعادة بناء البنية التحتية للإسكان والنقل.
بينيت عن هروب الأسرى الفلسطينيين: سلسلة ضخمة من الأخطاء والفشل المستمر
ويقول لابيد، إن حملة حماس العنيفة ضد إسرائيل هي السبب وراء عيش الفلسطينيين في ظروف من الفقر والشح والعنف والبطالة المرتفعة، بدون أمل، مشيرا إلى أن حماس في المقابل ستلتزم بتهدئة طويلة الأمد.
وأضاف أنه في حال سارت المرحلة الأولى على ما يرام، عندها سوف يتم بناء جزيرة اصطناعية قبالة سواحل غزة تسمح بإنشاء ميناء، كما سيتم إنشاء "رابط للمواصلات" بين غزة والضفة الغربية.
وتابع: "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، نحن لا نزال في مرحلة وضع الخطط، ولكن إذا كان أمام هذه الخطة فرصة للنجاح وحصلت على دعم واسع، عندها سوف أقترح على الحكومة أن تكون الموقف الرسمي".
واعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن إقبال وزير الخارجية الإسرائيلي على مقترح خطة لتنمية قطاع غزة، يأتي لعدة أسباب، أهمها التخوفات الكبيرة لدى الجانب الإسرائيلي من الأوضاع المأساوية الذي يعيشه سكان قطاع عزة، والوضع الاقتصادي المتردي، وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى جولات قتالية بين الجانبين.
قناة عبرية تكشف تفاصيل جديدة عن عملية هروب الأسرى الفلسطينيين.. "مدة حفر النفق"
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي المقترح أيضا في ظل الضغوط الخارجية التي تمارسها أوروبا وأمريكا وروسيا على الجانب الإسرائيلي لتحسين أوضاع القطاع، وتحسين الوضع الاقتصادي، من ناحية العمل داخل القطاع والأيدي العاملة، وشعور المواطن بالأمن والآمان في غزة.
ويرى أن هذه الأسباب فرضت على إسرائيل أن تقدم هذا المقترح، لا سيما في ظل قضية هروب السجناء من سجن جلبوع، وإعادة اعتقال بعضهم، والوضع داخل الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، والأوضاع غير المستقرة في الضفة الغربية، مضيفا: "لذلك سمحت إسرائيل بدخول الأموال القطرية لمساعدة القطاع".
وقال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، إن اقتراح إسرائيل خطة لتنمية قطاع غزة، يؤكد أن إسرائيل في تراجع، وتقدم تنازلات أمام إصرار المقاومة والشعب الفلسطيني على تحقيق ما يريد.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن ما يطرحه يائير لابيد، هو أمور تصر الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على تحقيقها، لكن بشروطها وليس بشروط إسرائيلية، وفصائل المقاومة لن تقبل شروط إسرائيل، ولا تؤمن بها.
ويرى أن إسرائيل عليها أن تنفذ ما تم التوافق عليه قبل اتفاق التهدئة، مؤكدا أنها تحاول تهدئة الجانب الفلسطيني وإغرائه بما يسمى خطة تنمية قطاع غزة.
وقال الصواف: المقاومة تفهم جيدا ما تريده إسرائيل، ولن تحقق أي منها، ومن المتوقع أن تفرض المقاومة شروطها على إسرائيل سواء قريبا أو فيما بعد.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية غارات، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، على مواقع شمالي وجنوبي قطاع غزة.
وقالت وكالة أنباء "صفا" الفلسطينية إن الطائرات الإسرائيلية قصفت أهدافا في قطاع غزة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، كما استهدفت موقعا للمقاومة شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وموقعا شمال القطاع.
يشار إلى أن "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قد أعلنت، في وقت سابق، أنها ستضع الإفراج عن الأسرى الستة الذين هربوا من سجن جلبوع، ضمن صفقة تبادل قادمة مع الجانب الإسرائيلي. وقال أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام"، في مقطع مصور له، إن قرار قيادة "القسام" والمقاومة بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير "الأسرى الستة".
وتمكن 6 من الأسرى الفلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع، الشديد الحراسة شمالي إسرائيل، الاثنين الماضي، ومنذ مساء الجمعة، تمكنت قوات الأمن الإسرائيلي من إعادة اعتقال 4 منهم.
أبرز القادة العسكريين الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل
 
مناقشة