لماذا صعدت إيران ضد معارضيها في شمال العراق وعلاقة ذلك بالانتخابات القادمة؟

وصف الجيش العراقي تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري بشأن وجود تهديدات ضد طهران من الأراضي العراقية، بغير المبررة، مؤكدا رفضه استخدام أراضيه للعدوان على أي من دول الجوار.
Sputnik
وقالت رئاسة أركان الجيش العراقي في بيان لها، اليوم الثلاثاء، "نعرب عن استغرابنا للتصريحات غير المبررة التي نسبت أخيرا إلى رئيس هیئة الأرکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري، بشأن وجود تحركات معادية من الأراضي العراقية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تؤكد رئاسة أركان الجيش العراقي أن العراق يرفض بشدة استخدام أراضيه للعدوان على جيرانه، وأنه متمسك بحسن الجوار والعلاقات الأخوية مع دول الجوار".
إيران تتوعد "مجموعات إرهابية معادية" في شمال العراق
بداية، يقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، السفير السابق، الدكتور غازي السكوتي، في الواقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ تأسيسها في عام 1979 وطبقا لدستورها لا تعترف بالتعدد القومي أو المذهبي والعرقي، كما أنها لا تعترف بالمشاركة السياسية للقوميات، فهى بالأساس لا تعترف بالتعددية السياسية الحزبية.
نظام شمولي
وأضاف لـ"سبوتنيك"، لهذا السبب نلاحظ أن القوميات، بشكل خاص الكردية والعربية والآزارية والبلوشية والتركمانستانية وحتى الفرس تعرضوا لاضطهاد و تنكيل وقمع وعدم الاعتراف بحق أو حرية التعبير عن الرأي والحريات العامة وحرية المرأة والطفل وغير ذلك، هذا النظام الشمولي واجه عدة انتفاضات واحتجاجات عنيفة في بعض الأحيان.
وأشار مدير المركز العراقي إلى أن الثورة الكردية منذ فترة طويلة في كردستان إيران تم قتل زعمائها بطريقة وحشية، وكان هؤلاء القادة يؤمنون بحق الشعب الكردي في إيران بأن يتمتع بحقوق الحكم الذاتي والاعتراف باللغة والثقافة واحترام الجوانب المذهبية والدينية، وفي الواقع هناك ثورة حقيقية جدية داخل كردستان إيران تأخذ في بعض الأحيان طابع الكفاح المسلح وتتخذ من بعض المناطق في شمال العراق مثل السليمانية وأربيل قواعد أو مراكز للتدريب وانطلاق العمليات العسكرية منها ضد النظام الإيراني.
رفض عراقي
الحرس الثوري الإيراني يقصف مجددا مواقع في شمال العراق
وأوضح السكوتي، أن تواجد بعض المعارضة الإيرانية الكردية في شمال العراق لا يعني أن الحكومة العراقية تدعم أو تساند تلك التنظيمات سواء تعلق الأمر بالحكومة الاتحادية أو في حكومة كردستان العراق، لأن تلك العناصر تتخذ من المناطق الجبلية بؤر تختبىء بها خارج نطاق السلطات الإقليمية.
حل سياسي
وحول استمرار إيران في عمليات القصف ضد تلك المناطق قال مدير المركز العراقي، إن هذا القصف يشكل في الواقع انتقاص للسيادة العراقية من جهة، وفي نفس الوقت يؤكد أن إيران لا تريد الذهاب إلى إيجاد حلول سياسية بمعنى الذهاب إلى نظام فيدرالي وإعطاء القوميات الكردية والعربية وباقي القوميات حقوقها داخل إيران، على أن يتحول نظام الحكم من مركزي شمولي أحادي يرفض مشاركة الآخرين في الحياة السياسية إلى نظام يؤمن بالفيدرالية ويكون للفدراليات حقوق إقليمية تضمن كل حقوق الإنسان، لذا فإن تلك المشكلة هى مشكلة إيرانية يواجهها نظام ولاية الفقيه في طهران.
رسالة للداخل
من جانبه قال كفاح محمود، الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الكردية، لا اتوقع أنه تم بحث ملف الأكراد الإيرانيين في شمال العراق خلال الزيارة  الأخيرة التي قام بها رئيس حكومة بغداد مصطفى الكاظمي إلى بغداد
بغداد تنتقد تصريحات إيرانية حول تحركات معادية لطهران من داخل العراق
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة الإيرانية هى امتداد لهجمات مماثلة منذ سنوات على شاكلة الأتراك ايضا، ولا اعتقد بان هذه العمليات الأخيرة لها علاقة بالانتخابات العراقية بقدر ماهي للاستهلاك المحلي الإيراني، ورسالة إلى معارضيها بأن الإدارة الايرانية برئاسة "رئيسي" ستكون أكثر تشددا من سابقتها. 
وأكد محمود، أن هناك تنسيق بين  الإقليم والحكومة الاتحادية، ويعملان مع بعض من أجل إيقاف هذه العمليات ومنع تفاقم الأوضاع والوصول إلى تهدئة ممتدة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، الإثنين الماضي، قصف مواقع تابعة لأحزاب كردية معارضة للنظام الإيراني، في إقليم كردستان شمال العراق.
وقالت قوات "حمزة سيد الشهداء" التابعة للحرس الثوري، في بيان لها، إنها "قامت بقصف أربعة مقار تابعة للجماعات المعادية للنظام الإيراني في إقليم كردستان شمال العراق، بقذائف ذكية، رداً على تحركاتها الحدودية مع إيران"، مضيفة أن "عمليات القصف أدت إلى تدمير المقار الأربعة"، وذلك حسب "وكالة تسنيم" الإيرانية.
وأكدت أن "الجماعات الإرهابية كانت مستقرة على الحدود الإيرانية"، مشيرة إلى أن "القوات المسلحة الإيرانية كانت قد حذرت الحكومة العراقية وسلطات كردستان باستهداف هذه الجماعات الإرهابية في حال استمرت تحركاتها على الحدود". 
وكان رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الإيراني اللواء محمد باقري، حذر يوم الأحد الماضي، من "مغامرات الجماعات الإرهابية المعادية للثورة" في شمال العراق، مشددا أنه على المسؤولين العراقيين في إقليم كردستان وشمال العراق مواجهة الجماعات الإرهابية.
أول رد عراقي على تهديد رئيس أركان الجيش الإيراني
وحذر باقري الأمريكيين من حشد قاعدتهم في المنطقة واستخدامها كمركز لتجمع "الجماعات الإرهابية المعادية للثورة"، موضحا أن "الجيش الإيراني سيستمر في مواجهة الجماعات المعادية للثورة ولن يتسامح مع أي أذى داخل هذه الحدود".
وأكد أن من حق الشعب الإيراني، وخاصة سكان المناطق الحدودية العيش بأمان واستقرار، مطالبا العراق وحكومة إقليم كردستان بعدم السماح لـ"عملاء أمريكا والكيان الصهيوني والجماعات المعادية للثورة الإسلامية أن يتخذوا معسكرات للتدريب في الإقليم، وإنشاء مخيمات ومحطات للإذاعة والتلفزة وتنظيم المؤتمرات"، مشددا على أن بلاده لن تقبل بذلك.
وفي التاسع من الشهر الجاري، كشفت وسائل إعلام عراقية أن "الحرس الثوري الإيراني استهدف مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية في إقليم كردستان العراق".
وذكرت "شبكة رووداو" أن "الحرس الثوري قصف بطائرات مسيرة وبالمدفعية مواقع للأحزاب الكردية الإيرانية في ناحية سيدكان بمنطقة بالكايتي التابعة لمحافظة أربيل"، مؤكدة أن القصف لم يوقع خسائر بشرية بين المدنيين". وأوضحت أن "الحرس استخدم طائرات مسيرة لقصف مناطق من ناحية سيدكان وقضاء جومان يتواجد فيها عناصر بيشمركة تابعون لأحزاب كردستان إيران".
**يمكنك متابعة المزيد من أخبار العراق عبر سبوتنيك.
مناقشة