ففي وقت سابق أكد مسؤول رسمي في الجزائر لـ"سبوتنيك"، بأن القرار يدرس على أعلى مستوى، في حين رجحت مصادر أخرى عدم التمديد لما بعد 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
خبراء من الجانب الجزائري قالوا إن القرار النهائي في الجزائر هو عدم تمديد الاتفاق.
تصريحات إسبانية
قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباراس بوينو، في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن بلاده تلقت تطمينات من السلطات الجزائرية بشأن استمرار إمداد مدريد بموارد الطاقة الجزائرية.
جاء تصريح الوزير الإسباني بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في الجزائر العاصمة، وهو ما اعتبره الخبراء من الجانب الجزائري تأكيدا على أن الجزائر اتخذت قرارها، كما أنها اتخذت كافة الإجراءات التي تضمن نقل الحصة الكاملة من الغاز الجزائري إلى إسبانيا.
وتقول المصادر في الجزائر إن إمدادات الغاز ستكون حصريا عبر الأنبوب "ميدغاز" الذي يربط الجزائر مباشرة مع إسبانيا.
وفي سبتمبر الماضي، صرحت شركة "سوناطراك" للنفط والغاز المملوكة للدولة، إن الجزائر ستزيد سعة خط أنابيب ميدغاز الذي ينقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا لتصل إلى 10.5 مليار متر مكعب سنويا بحلول نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من 8 مليارات متر مكعب حاليا، بحسب بيانها.
آفاق التعاون
في هذا السياق قال الخبير الجزائري، أحمد سواهلية، إن تصريحات وزير الخارجية الإسباني تؤكد أن الجزائر قدمت كل ما يلزم من أجل إمداد إسبانيا والشركاء في أورويا بكل ما يحتاجونه من الغاز.
وأوضح أن زيارة وزير الخارجية الإسباني للجزائر، تأتي في إطار تزايد الطلب على الغاز خاصة قبل فصل الشتاء، وأنه أراد أن يطمئن على الحصة التي تصل بلاده عبر الجزائر.
وتابع أن سعة الخط المباشر من الجزائر إلى إسبانيا عبر البحر تصل إلى نحو 11 مليار متر مكعب، وأنه من المحتمل أن يصل إلى 14 مليار متر مكعب، بحيث تكون الكمية كافية لإمداد الشركاء في أوروبا، بحسب قوله.
ويرى أن التعاون بين إسبانيا والجزائر خلال الفترة المقبلة، يمكن أن ينعكس بدرجة كبيرة على الميزان التجاري بين البلدين وأيضا خلق فرص عمل كبيرة في الجزائر.
الاتفاقية لن تجدد
من ناحيته، قال إسماعيل خلف الله المحلل السياسي الجزائري، إن تصريحات وزير الخارجية الإسباني، تؤكد أن الشراكة الجزائرية الأوروبية مستمرة، وأن الغاز سينقل عبر الخط الجديد من الجزائر إلى إسبانيا.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن قرار إلغاء اتفاقية مرور الغاز عبر الأراضي المغربية تم الفصل فيه، وأن الاتفاقية لن تجدد بعد انقضاء مدتها بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويرى خلف الله أن الجزائر يمكنها أن تمد إسبانيا بنفس الكميات وربما أكثر من التي كانت تنقل عبر الخط الممتد فوق الأراضي المغربية.
ومنذ عام 2011، تم إنشاء خط أنابيب الغاز "ميدغاز" لتزويد إسبانيا مباشرة من الجزائر.
وينتهي العمل باتفاقية استخدام خط أنابيب الغاز المغاربي - الأوروبي الأهم بين هذين الخطين في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويوفر الأنبوب الغاز لإنتاج الكهرباء في محطتين لتوليد الطاقة في المغرب، توفران 17 % من إنتاج الكهرباء. كما يحتضن المغرب أربعة مراكز صيانة خاصة بالأنبوب في بني مطهر ومسون وعين دريج وطنجة.
** تابع المزيد من أخبار العالم الآن على سبوتنيك