راقصو التانغو من دمشق... مسرح صغير يسدل ستائر الحرب (فيديو وصور)

يغمض الراقصون أعينهم على اتساعها، ثم يفتحونها كمن عاد من رحلة طويلة، تتداخل أصوات خطواتهم مع همس الموسيقا، فيما تنقاد أجسادهم وحدها تحت الأضواء الباهتة التي تنبثق من قلب الليل كمشهد ساحر في فيلم سينمائي.
Sputnik
خفيفو الحركة، ممتلئون بارتياح وسلام يتعاظم مع كل خطوة، جمعهم البيت العربي بعراقته وسط العاصمة السورية دمشق، بجو من الألفة والحميمية التي اعتلت وجوههم.
قالت راقصة التانغو هاسميك سلكيان، في مقابلة مع "سبوتنيك":  "يختلف التانغو عن أنواع الرقص الأخرى، فهو أكثر هدوءاً ورقياً يليق بفرحنا"، مبينة أن التانغو يشبه حياتنا، فيه الفرح والحزن والحب والحرب، فهو يعكس واقعنا تماماً لذلك نلجأ له".
مهرجان التانغو في دمشق، سوريا 3 أكتوبر 2021
وأضافت سلكيان "أشعر أنني أدور في فلك آخر، أحلق، وأنسى الحرب والألم وصعوبات الحياة، عندما نرقص التانغو نتعانق ونطير، فهي رقصة مليئة بالعاطفة والشغف، وهي تبعدنا عن الواقع السيئ الذي نعيشه".
مهرجان التانغو في دمشق، سوريا 3 أكتوبر 2021
المهندس فواز الدقر، يرقص التانغو منذ كان عمره 16 عاماً، إلى الآن، ويتابع في حديثه لـ"سبوتنيك": "التانغو طب نفسي لأنه ينسي الألم ويندمج بالموسيقا، وهو رياضة فالرقص مفيدة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية وهو نشاط ضروري يدفع الإنسان للتمسك بالأمل والعثور على جوهر الحياة".
مهرجان التانغو في دمشق، سوريا 3 أكتوبر 2021
أما عمار مغربي، يدير معهدا لتعليم الرقص ويدرس التانغو، يوضح أن الرقص يساعد الأشخاص على كسر الخجل الذي قد يعانون منه في البداية، ومع أولى خطواتهم على حلبة الرقص تحرر أجسادهم وأرواحهم.
لم يملك هؤلاء الراقصون من العالم إلا مساحة أجسادهم، فحلموا وغنوا ورقصوا وكسروا قيودهم في فلكهم الصغير، بعيداً عن فوضى الحياة وقسوتها.
مناقشة