بعد رفض أمريكا وأوروبا شروط إيران.. ما مدى إمكانية استئناف مفاوضات فيينا قريبا؟

أزمة جديدة ربما تواجهها مفاوضات فيينا التي تسعى المجموعة الدولية لاستئنافها قريبًا، بعد رفض أمريكا مطالب إيران بالإفراج عن 10 مليارات دولار إثباتا لحسن النية، للعودة إلى المحادثات.
Sputnik
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: "حاول الأمريكيون الاتصال بنا عبر قنوات مختلفة (في الجمعية العامة للأمم المتحدة) في نيويورك، وأبلغت الوسطاء إنه إذا كانت نوايا أمريكا جادة ، فهناك حاجة إلى مؤشر جاد... من خلال الإفراج عن 10 مليارات دولار على الأقل من الأموال المجمدة".
إيران ترد على وزير الخارجية الأمريكي: لسنا بحاجة للأرصدة المجمدة
ونقل موقع "أكسيوس الأمريكي"، عن مسؤول أمريكي رفيع للصحفيين، اليوم الثلاثاء إن واشنطن ترفض مطالب إيران بالإفراج عن أموال مجمدة في الخارج، مضيفًا أنها لن تقدم أي تنازلات لمجرد استئناف المفاوضات النووية، وفقا للعربية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن مستقبل مفاوضات فيينا، وإمكانية استئنافها في حال أصرت طهران على مطالبها، ورفضت الولايات المتحدة تنفيذها.
شرط إيراني ورفض دولي
وقال وزير الخارجية الإيراني: "إنهم ليسوا مستعدين للإفراج عن 10 مليارات دولار تخص الشعب الإيراني حتى نستطيع أن نقول إن الأمريكيين وضعوا في اعتبارهم مصالح الشعب الإيراني مرة واحدة خلال العقود العديدة الماضية".
وأعلنت الخارجية الألمانية، أن برلين ترفض طلب طهران أن تفرج الولايات المتحدة عن أصول إيرانية مجمدة كشرط لاستئناف المحادثات النووية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، بعدما طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بالإفراج عن أصول بقيمة 10 مليارات دولار كبادرة حسن نية، "لا يمكن لإيران وضع أي شروط أخرى لاستئناف المحادثات"، وفق وكالة "روينرز".
وأضاف: "ندعو إيران لاستئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى أنه يتوقع موافقة على موعد محدد.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في وقت سابق لاستئناف المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني بأسرع ما يمكن.
وقال لودريان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا يمكن لإيران أن تعتقد أن الوقت يصب في مصلحتها، لأن خطر أزمة كبيرة يتزايد بينما يصبح برنامجها النووي أكثر خطورة".
وأكد أن "فرنسا ستتخذ كافة الخطوات الضرورية للحوار، لكن الطريق الممكن الوحيد يبقى الاتفاق الذي يضمن أن إيران تنفذ التزاماتها من جديد".
وأضاف، "لذلك من الضروري استئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن".
نوايا أمريكية
اعتبر المحلل السياسي الإيراني، الدكتور عماد ابشناس، أن عدم موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على شرط إيران بالإفراج عن جزء من أرصدتها المجمدة لديها يعني أن واشنطن ليس لديها أي نية للوصول إلى نتائج حقيقية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إيران واضحة جدًا في مطالبها، فسياسة الحكومة الإيرانية أساسها القبض نقدًا كما يقولون، وليس المفاوضة على سلف.
ويرى ابشناس أن إيران بعثت برسالة واضحة المعالم، ويبدو أنها وصلت إلى أمريكا، فإذا أرادت واشنطن والمجموعة الدولية أن يروا طهران على طاولة التفاوض في فيينا، فيجب أن يقدموا على اتخاذ قرارات ترضى الإيرانيين لعودة التفاوض مجددًا.
تعقيد مهام المفاوضين
بدوره اعتبر الدكتور محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن عودة طهران إلى آلية فيينا الخاصة بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بات في حكم المؤكد.
إيران: على أمريكا العودة إلى مفاوضات فيينا بنهج مختلف
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، استهدفت إيران في الشهريين الماضيين من حكم إبراهيم رئيسي الحصول على مقبلات ومشهيات أمريكية تحصل بها على مكاسب داخلية تقوي جبهة الرئيس الجديد من جهة وتمنح المظلة السياسية لها حال وقع على أي اتفاق محتمل أمام الإصلاحيين.
ويرى أبوالنور أن رفض الولايات المتحدة الأمريكية الإفراج عن بعض الأموال الكاش المجمدة لديها لصالح إيران، قد يؤخر ذهاب طهران إلى مفاوضات فيينا، ويعقد من مهام المفاوضين في الجولة السابعة.
وتابع رئيس المنتدى العربي بقوله: "بالتالي يمكن التنبؤ بأن محادثات فيينا لن تنتهي في جولة واحدة، أو جولات معدودة في عهد إبراهيم رئيسي".
يذكر أن الجولة السادسة من المفاوضات في فيينا حول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران اختتمت في الـ20 من يونيو/حزيران الماضي.
ومن المتوقع أن تستأنف المفاوضات قريبا، حسبما أعلنت الخارجية الإيرانية.
هذا وانسحبت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق المبرم في عام 2015 مع إيران وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا الذي يهدف لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
>> يمكنك متابعة المزيد من أخبار إيران مع سبوتنيك.
مناقشة