دبلوماسية إسرائيلية تضغط على جامعة أمريكية لطرد مدرسة فيها بعد انتقادها لإسرائيل

اتهمت القنصل العام الإسرائيلي في منطقة جنوب شرقي الولايات المتحدة، عنات سلطان دادون، أستاذة في العلوم التاريخية تدعى كايلي برودريك في جامعة نورث كارولينا بالإساءة لبلدها أثناء تدريسها مقررا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
Sputnik
في آب/أغسطس، رتّب مسؤولو القنصلية الإسرائيلية في جنوب شرق الولايات المتحدة اجتماعات مع عميد في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل لمناقشة المحتوى التاريخي لمادة تدرسها كايلي برودريك حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ووفقًا لوكالة " TheIntercept" الأمريكية للأنباء، اتهم المسؤولون الإسرائيليون الأستاذة بمعاداة السامية، وأكدوا إنها غير مؤهلة لتدريس المادة.
​جاء تدخل دادون في أعقاب حملة ضغط من قبل مواقع يمينية مؤيدة لإسرائيل ومجموعة مدرسين يريدون إبعاد بروديريك، من التدريس في قسم التاريخ في الجامعة.
وكانت المادة التي تحضرها بروديريك بعنوان "الصراع على إسرائيل / فلسطين"، وأشارت المواقع اليمينية إلى أن التغريدة التي نشرتها بروديريك على تويتر تنتقد فيها إسرائيل والصهيونية دليل على اتهامها معاداة السامية، بحسب الوكالة.
قال بروديريك تعقيبا على الاتهامات: "إنها ليست ظاهرة جديدة حيث حاولت أطراف خارجية خنق الحرية الأكاديمية مرارا في هذا الموضوع، لكن هؤلاء الأشخاص لم يروني أبدًا أقوم بالتدريس، ولم يروا تقييماتي السابقة التي تظهر أنني أعامل الطلاب بإنصاف، وبالتالي لدي الحق في إملاء ما أقوله داخل الفصل.، بحسب الوكالة"
وأشارت إلى أن تدخل مسؤولي الحكومة الإسرائيلية مباشرة في جامعة أمريكية بشأن تدريس مقرر ما يمثل تهديدًا جديدًا مقلقًا للحرية الأكاديمية.
ورفضت برودريك الاتهامات التي وجهها مسؤولو القنصلية الإسرائيلية بأن انتقاداتها لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي تشكل معاداة للسامية، قالت: "إن انتقاد إسرائيل والأيديولوجية السياسية للصهيونية لا يشكل تعصبًا أكثر من انتقاد إيران، التي تسمي نفسها جمهورية إسلامية، الدول ليست ديانات"، بحسب الوكالة.
وأكدت بروديريك أنها توقعت تدقيقًا في بعض تفاصيل مقررها، لأن إسرائيل دائمًا ما تكون قضية حساسة في الولايات المتحدة، لكن ما لم تتوقعه هو مدى تضخم حملة التشهير ضدها، بما في ذلك تدخلات الدبلماسيين.
أكدت القنصل الإسرائيلي دادون أخبار لقاء عميد كلية الآداب والعلوم بالجامعة بخصوص بروديريك، على الرغم من رفض دادون التعليق على تفاصيل اللقاء، إلا أنها أكدت أنه من وجهة نظرها فبرودريك معادية للسامية وغير لائقة لتدريس دورة عن تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ورفض مكتب العميد وقيادة الأمم المتحدة التعليق على الاجتماع مع المسؤولين، ومع ذلك يبدو أن مسؤولي الجامعة يدافعون عن بروديريك على الرغم من الضغط الخارجي الثقيل الرافض تدريسها للدورة.
أشار مكتب العميد إلى أن الدورة ستمضي قدمًا كما هو مخطط لها منذ شهر آب/إغسطس، وبدأت بروديريك منذ ذلك الحين بتدريس المقرر دون جدل أو شكاوى من الطلاب.
مناقشة