هل تبرم أمريكا صفقات جديدة لبيع صواريخ وقاذفات نووية إلى حلفائها؟

تسببت اتفاقية "أوكاس"، التي تمكّن أستراليا من تطوير غواصات نووية، في إغضاب الصين من الناحية العسكرية، ورغم ذلك ربما تقدم الولايات المتحدة على إبرام معاهدات جديدة تسمح لحلفائها في آسيا بالحصول على صواريخ وقاذفات نووية بعيدة المدى.
Sputnik
وتتضمن الاتفاقية، التي تم الإعلان عنها في منتصف الشهر الجاري، التزام كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بتقديم الدعم اللازم لحصول أستراليا على غواصات نووية.
ما هي الغواصات النووية ومن هي الدول التي تمتلكها؟... تعرف أكثر على اتفاقية "أوكاس"
أما من الناحية الاقتصادية، فإن تلك المعاهدة تسببت في إلغاء صفقة غواصات فرنسية بمليارات الدولارات كان من المقرر أن تحصل عليها أستراليا، وهو ما تسبب في غضب باريس.
ويقول تقرير عن معاهدة أوكاس، نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن هناك 5 خطوات سيتم اتخاذها عقب الاتفاقية، التي ستكون بداية مسار طويل لخلق توازنات اقتصادية وعسكرية في المنطقة.
أشارت المجلة إلى وجود مجموعة من الخطوات التي سيتوجب على الولايات المتحدة اتخاذها في المستقبل بشأن منطقة المحيط الهادئ بعد توقيع اتفاقية "أوكاس" مع أستراليا، وتشمل:
ستتأثر إندونيسيا بمعاهدة "أوكاس" لأن الغواصات النووية الأسترالية سيكون لديها القدرة على العمل في المياه المحيطة التي تشمل أرخبيل الجزر الإندونيسية.
وتقول المجلة: "لذلك ربما تقدم الولايات المتحدة الأمريكية على وضع إطار للتعاون الثلاثي بينها وبين إندونيسيا وأستراليا في هذا المجال".
تسمح المعاهدة لأستراليا بالحصول على تكنولوجيا تصنيع الغواصات النووية محليا، وهو ما يعني أنها ستكون قادرة على إنتاج أولى غواصاتها في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.
لكن أستراليا تريد أيضا الحصول على غواصات نووية في وقت أسرع من ذلك، وهو ما يعني إمكانية إقدام الولايات المتحدة على تصنيع عدد من الغواصات النووية محليا مثل الغواصات فئة "فيرجينيا" وإرسالها إلى أستراليا في وقت قصير.
وفي هذا الحالة سيكون لدى الأستراليين الحق في الحصول على الخبرة اللازمة لتشغيل الغواصات النووية مبكرا، بينما سيكون من حق الأمريكيين العمل في ميناء بيرث الأسترالية، وهو ما يطلق عليه قادة صينيين "التعاون ذو النفع المتبادل".
تقول المجلة إنه يمكن للولايات المتحدة الأمريكية إمداد أستراليا بالقاذفات الشبحية طراز "بي 21"، مشيرة إلى أن ما تقوم به في السماء يشبه ما تقوم به الغواصات النووية تحت الماء.
ولفتت المجلة إلى أن القوات الجوية الأمريكية أكدت أخيرا أن 5 طائرات من هذا النوع يجري تصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابعت: "تاريخ الدولتين (الولايات المتحدة وأستراليا) يؤكد قدرتها على تخطى التحديات الخاصة بتبادل تقنيات عسكرية فائقة، مشيرة إلى أن واشنطن منحت أستراليا قبل عقود طائرات "إف 111 إس" وهي قاذفات بعيدة المدى يمكنها القيام بمهام الحرب الإلكترونية.
تتفاوت الاحتياجات العسكرية وفقا لاحتياجات كل دولة، وهو سبب عدم انضمام دول أخرى إلى معاهدة "أوكاس".
وتقول المجلة إن اليابان لا تحتاج وحدات بحرية نووية مثل أستراليا، لكنها تحتاج إلى امتلاك صواريخ مجنحة بعيدة المدى مضادة للسفن الحربية.
وتابعت: "لذلك يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتعاون مع اليابان في تطوير قواعد صواريخ أرضية بعيدة المدى"، مشيرة إلى أن التعاون بين البلدين في هذا المجال يمكن أن يساهم في تعميق التعاون بين البلدين.
وأوضحت المجلة أنه إذا تم إنجاز التعاون الأمريكي الياباني في مجال الصواريخ الأرضية بنجاح سيكون ذلك عامل جذب لدول أخرى مثل أستراليا والفلبين وفيتنام وتايوان.
قالت المجلة إنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد أستراليا إلى اتفاقيات التجارة العالمية ضمن جهودها لمواجهة الصين، التي كان ردها على إبرام معاهدة "أوكاس" بتقديم طلب للانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة عبر المحيط الهادئ (سي بي تي بي بي).
ولفتت المجلة إلى أن الخطوة الصينية جاءت بعد ساعات من الإعلان عن معاهدة "أوكاس" لقلب الدفة على الولايات المتحدة، التي كانت تأمل في استخدام نفوذها في إعادة صياغة قوانين التجارة العالمية.
وتابعت: "أصبحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحت ضغط اقتصادي، أمام الخطوة الصينية الخاصة بالانضمام لاتفاقية الشراكة الشاملة عبر المحيط الهادئ".
معلومات عن قاذفة "بي 2 سبيريت" الشبحية الأمريكية
>> يمكنكم متابعة المزيد عن أخبار العالم الآن عبر سبوتنيك بالعربي
مناقشة