طارق صالح: أمريكا تعاملت مع "الحوثيين" من زاوية الصراع الانتخابي

انتقد رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية، طارق محمد عبد الله صالح، تعامل الولايات المتحدة مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وتوظيفه ضمن الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال طارق صالح وهو نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، في مقابلة مع صحيفة "عكاظ" السعودية، في عددها الصادر اليوم، حسب موقعها: "من المؤسف أن أمريكا تعاملت مع ملف الحوثيين من زاوية الصراع الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وهو خطأ لا يقل سوءاً عما حدث في أفغانستان، غير أن موضوع الحوثي لم يحظَ بنفس الصدى الدولي".
طارق صالح يكشف لـ"سبوتنيك" تفاصيل مهمة بشأن ملفات شائكة عن اليمن
وأضاف: "الحوثي لم يلتزم باتفاق ستوكهولم، كما لم يلتزم بأي عهد أو اتفاق مع أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي، والمجتمع الدولي يدرك ذلك ويتحدث عن ذلك، وفي وقت الأفعال تتحكم به عوامل لا تمت بصلة لمصلحة الشعب اليمني ولا لدماء اليمنيين ولا لحقوقهم".
وفي رده على سؤال عن كيف يمكن للمجتمع الدولي "إجبار" جماعة الحوثيين على وقف إطلاق النار، قال صالح: "نحن لا نطالب المجتمع الدولي بإجبار الحوثي، لأن إجبار الحوثي مهمة يمنية، وعلى مختلف الأطراف اليمنية أن تتوحد لإجباره على احترام الشعب وحقوقه".
وتابع: "كل ما نريده من المجتمع الدولي تطبيق قرارات مجلس الأمن، وأهمها قرار منع تصدير السلاح للحوثي، فالقرار الحوثي في طهران وليس بيد هذه الجماعة [في إشارة إلى جماعة الحوثيين]، لأنها مجرد كتيبة متقدمة من كتائب الحرس الثوري وفيلق القدس".
واعتبر أن "المجتمع الدولي يستطيع الضغط عبر دعم نضال اليمنيين المشروع ضد هذه الجماعة التي دمّرت دولة ذات سيادة وأدخلت شعباً كاملاً في أتون محرقة كبرى"، على حد تعبيره.
ورأى رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية، أن "ما دامت الجماعة لا تريد السلام ولا تملك قرار السلام أصلاً فإن المجتمع الدولي يصبح معنياً بدعم معركة اليمنيين ودعم التحالف العربي الذي اضطلع بمسؤولية مواجهة هذه المليشيا دفاعاً عن أمن اليمن ومصالح وأمن المنطقة والعالم بشكل عام"، حسب قوله.
ودعا صالح إلى "توحيد الجهود ورص الصفوف"، معتبراً أن "المليشيا تستفيد من تجزئة المعركة وتشتت الجبهات والجهود".
وأكد أن "الرغبة موجودة لدى الجميع لتوحيد الجهود، لكن البعض يتعثر بمخاوفه ووساوسه غير المنطقية وغير الواقعية، والبعض يمنعه الفساد وواقع الفساد داخل المعركة، والذي يستفيد منه بطريقة أو بأخرى"، وفق تعبيره.
وأبدى طارق صالح الذي يقود ألوية "حراس الجمهورية" العاملة ضمن قوام القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن والموالية للحكومة،
"الاستعداد لرفد جميع الجبهات بلا استثناء لمواجهة الحوثي"، مؤكداً "القدرة على ذلك".
وأكد أن "الجيش بفضل الأداء البطولي الكبير لأبناء قبائل مأرب وباسناد الدعم الجوي لقوات التحالف، يستطيع حماية مأرب بل واستعادة تقدماته السابقة".
طارق صالح يكشف تفاصيل زيارته إلى روسيا وعلاقة أحمد علي عبد الله صالح
وبشأن اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وصف رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الاتفاق بأنه "إنجاز وطني سياسي"، مؤكداً أنه "لا تزال فرصة هذا الاتفاق في تحقيق اختراق إيجابي في إصلاح أداء الشرعية وتوحيد الصفوف في مواجهة الحوثي".
ودعا طارق صالح، طرفي اتفاق الرياض إلى "تدارك الوضع قبل فوات الأوان"، مضيفاً: "الحوثي لن يفرق بين أحد وسيدفع الجميع الثمن ولا قيمة لتبادل الاتهامات حينها".
وعن الخلافات بين الحكومة والمجلس الانتقالي، رأى صالح أن "الحكومة مشكّلة من الأطراف السياسية بمن فيهم الانتقالي، لذا لم تعد الحكومة طرفاً والانتقالي طرفاً، بل هي حكومة تمثل أطرافاً جميعهم يمثلون الشرعية، والخلافات بين الأطراف السياسية، وحكومتهم هي ضحية خلافاتهم، والمناطق المحررة واليمن كلها تدفع الثمن جرّاء ذلك".
مناقشة