كجزء من الحملة المعلنة في كابول يتم الإمساك بمدمني المخدرات- الذين يجوبون المدينة- بالقوة ونقلهم إلى مستشفيات خاصة، حيث يتم حلق شعورهم وغسلهم وتزويدهم بدورة تدريبية للتخلص من السموم لمدة 45 يومًا. وقد تم بالفعل إرسال عدة مئات من مدمني المخدرات في كابول لتلقي العلاج الإجباري.
وحسب قول "طالبان"، فإن هؤلاء الأشخاص هم "ضحايا النظام القديم"، ولكن إذا تم شفاؤهم وإعادة تأهيلهم اجتماعياً، فيمكنهم أن يصبحوا مواطنين جديرين في أفغانستان.
يتم علاج مدمني المخدرات من قبل أطباء الدولة، الذين بدأت "طالبان" في دفع رواتبهم (في ضوء التغيير المستمر للحكومة، لم يتلق العديد من الأطباء رواتبهم من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ سبتمبر). وذكر ناشطو حقوق الإنسان الغربيون بالفعل أن "طالبان" أقامت معسكر اعتقال لمدمني المخدرات في قاعدة أمريكية سابقة.
كل هذا جميل بالتأكيد، من وجهة نظر إظهار الالتزام بالوعود بمكافحة المخدرات، غير أن المشكلة بالطبع ليست في هؤلاء المدمنين التعساء، فهم فقط عبارة عن نتيجة وأعراض الصناعة الضخمة لإنتاج المواد الخام ومعالجتها إلى الهيروين.
ففي كابول وحدها، التي يبلغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة، وفقًا لتقديرات مختلفة، يوجد من 80 إلى 160 ألف مدمن هيروين وميثامفيتامين.
وأفاد موظف يعمل في منظمة غير حكومية بريطانية تعمل في كابول بأنه:
"بالإضافة إلى محاصرة مدمني المخدرات، فإن عناصر "طالبان" يحرقون منافذ بيع الهيروين والمخدرات الأخرى في العاصمة (التي كانت موجودة في ظل الحكومة القديمة بشكل علني وتغطيها الشرطة المحلية)، لكن برنامج الميثادون الذي كان موجودًا في ظل الحكومة القديمة لايزال يعمل، والأطباء هم من أقنعوا "طالبان" بعدم إلغائه".
يمكن اعتبار النتائج الحقيقية لمكافحة المخدرات في أفغانستان في المقام الأول هي تقليل مساحات زراعة الخشخاش والإنتاج السنوي للهيروين وعدد المعامل لإنتاجه.
بدون هذه المعايير، لن يكون علاج مدمني المخدرات في العاصمة أكثر من مجرد معركة ضد طواحين الهواء!