إيران وروسيا... بين القلق من الوضع في أفغانستان والتعاون العسكري

القلق من الوضع القائم في أفغانستان وتوسيع التعاون العسكري وصفقات التسليح، إحدى أبرز الملفات التي دفعت برئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري لزيارة روسيا بعد زيارة أجراها إلى باكستان.
Sputnik
طهران – سبوتنيك. وتعكس هذه الزيارة التي جاءت بدعوة رسمية من وزير الدفاع الروسي، دور إيران وموقعها في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين، حيث تؤكد روسيا مرارا أنه لن يكتمل أي مشروع في المنطقة دون مشاركة إيران فيه والاستفادة من دورها المهم نظرا لوجودها الكبير في المنطقة.
روسيا تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم تسييس التعامل مع إيران
كما تأتي الزيارة في إطار إدامة وتعزيز التعاون بين البلدين، لزيادة واستخدام قدرات الجانبين في مجال تعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية بينهما، وذلك بعد رفع الحظر التسليحي على إيران العام الماضي وسعيها لتطوير سلاحها الجوي والدفاعي.
وقال اللواء باقري، عقب لقائه قائد أسطول بحر الشمال ونائب قائد البحرية الروسية الأميرال فلاديمير كاساتونوف: "توصلنا إلى اتفاق مع روسيا بشأن أنشطة إرساء الأمن في المنطقة"، مضيفا أنه "لدينا وجهات نظر متقاربة جدا مع روسيا بشأن سورية والقوقاز والخليج الفارسي والبحر الأحمر".
تنفيذ الاتفاقيات بين طهران وموسكو
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، صالح القزويني، أن زيارة اللواء باقري إلى موسكو تصب في إطار تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بصفقات الأسلحة وتطوير الأسلحة وتزويد إيران بالتقنيات العسكرية الحديثة.
وقال في تصريحه لـ"سبوتنيك": "عندما تصل أي علاقات بين البلدين إلى التعاون العسكري والأمني فهنا يمكن القول إن هذا المستوى من العلاقات هو أرقى وأرفع أنواع العلاقات وأقوى نوع من التعاون بين بلدين، وقد رأينا أن التعاون بين طهران وموسكو تبلور في سوريا وأثمر عن نتائج طيبة كطرد الإرهابيين".
وتابع: "إيران تولي أهمية بالغة للتشاور مع موسكو في قضايا المنطقة وقضايا المنطقة والعالم، وكذلك تولي إيران أهمية بالغة لعقد صفقات تسليحية مع روسيا بعد أن خرجت من الحظر التسليحي العام الماضي، وقد توقع صفقات تسليح مع روسيا حيث لاشك أن القدرات العسكرية الروسية متطورة والتعاون بين الطرفين قد يتمخض عنه اتفاقيات خاصة على صعيد شراء الطائرات والدفاعات الجوية، انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي والاتحاد الأوراسي، وهذه المنظومات سوف تساعد طهران على تطوير صناعاتها سواء كانت العسكرية او المدنية ولا يستبعد أن تكون قضية شراء الأسلحة بعيدة عن هذه المشاورات".
من جانبه، لفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، محمد صادق كوشكي، إلى أن زيارة قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية إلى روسيا تعد بوابة لتقوية وتوسيع العلاقات بين البلدين في المجلات المختلفة، ويمكن أن" تسفر هذه الزيارة عن التعاون في مجال الصناعات العسكرية المشتركة، حيث أن الجميع يعلم أن الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا كانت وما زالت من أقوى دول العالم على الصعيد العسكري والصناعات العسكرية وطهران تريد أن تستفيد من تجارب روسيا في توسيع وتقوية صناعاتها العسكرية".
رئيسي لبوتين: نجاح إيران وروسيا في سوريا فتح نوافذ جديدة لمزيد من التعاون
وقال كوشكي، في حديثه لــ"سبوتنيك": "إن القضايا الإقليمية خاصة في سوريا وأفغانستان تحتاج إلى تنسيق مختلفة بين القيادات العسكرية الإيرانية والروسية، وكانت هذه التنسيقات موجودة دائما بين القيادات العسكرية الإيرانية والروسية في القضية السورية، وفيما بعد أضيف إليها قضية أفغانستان، مضيفا أنه "طبعا المصالح المشتركة بين البلدين في المنطقة يحتاج إلى مباحثات وتنسيق مستمر بين الطرفين لهذا أصبحت زيارة باقري إلى موسكو والاجتماع مع القادة في روسيا نوع من المفاوضات بين الطرفين على هذه الملفات بشكل علني، رغم أن التنسيق بين الطرفين كان موجود في السابق خاصة في الملف السوري".

أفغانستان تقلق الدول المجاورة

ورأى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، صالح القزويني أن الوضع في أفغانستان يقلق الدول المجاورة لهذا البلد.
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"إن:
"القلق يساور سائر البلدان أيضا وان القلق لا يساور إيران وحسب، بل يساور دول العالم أيضا لأن الغموض الذي يحيط بـ "طالبان" [المحظورة في روسيا]، قد يؤدي الى نتائج خطيرة، حيث أن حتى الآن طالبان ليست واضحة وتعلن فقط أنها سوف تحترم حقوق الإنسان وتحترم تطلعات الشعب الأفغاني، وترفض أن تتحول أفغانستان إلى مصدر لتهديد الدول المجاورة لكن كل ذلك يبقى في إطار التصريحات فقط والإعلام فقط" .
وأوضح أن مجرد التنسيق والتعاون والمشاورات بين الدول المجاورة لأفغانستان يكفي، وأن إيران تريد أن تساعد الشعب الأفغاني لكي يستطيع تحديد مصيره بعد أن تجرع الألم والمعاناة لأكثر من خمسة عقود، وحان الوقت لكي يعيش الشعب الأفغاني الاستقرار، وطهران لاتريد ان تقرر بمفردها أو مع الآخرين لمستقبل أفغانستان وأي تحرك إيراني تجاه أفغانستان يصب في موضوع مساعدة كابل والشعب الأفغاني".
وذكر القزويني، أن التشاور بين إيران وروسيا وصل الى مديات بعيدة، ولا يقتصر فقط على المستجدات الإقليمية والظروف الإقليمية والعسكرية والأمنية فقط.
كذلك، أوضح استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، محمد صادق كوشكي، أن طهران تفصل القضايا الإقليمية عن العلاقات الثنائية ولديها علاقات تمتد لعقود طويلة مع أفغانستان والشعب الأفغاني، "ولدينا حدود كبيرة مشتركة مع أفغانستان وفيما يخص القضايا الأمنية في أفغانستان فإن إيران هي الدولة الأولى المعنية في هذه القضايا في هذا البلد".
زيادة حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران إلى 1.4 مليار دولار
وأضاف: "لإيران تنسيق مشترك مع عدة بلدان حول الملف الأفغاني، باكستان وروسيا، وإيران تحتاج في الملف الأفغاني إلى تنسيق مع باكستان وروسيا وربما في المرحلة القادمة يكون التنسيق مع الصين لضبط الأزمة في أفغانستان كي لاتتحول إلى حرب أهلية ويستطيع الشعب الأفغاني تحديد مصيره".
ووصل اللواء محمد باقري، قبل يومين، إلى موسكو، في زيارة رسمية لبحث آليات تطوير التعاون المشترك بين إيران وروسيا.
وكان في استقباله جمع من القادة العسكريين الروس بمن فيهم نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال سيرغي إيستراکوف، ومبعوث الرئيس الروسي الخاص الجنرال سيرزينوف، إلى جانب السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي.
وأجرى رئيس هيئة الأركان الإيراني، خلال هذه الزيارة، محادثات كبار المسؤولين العسكريين الروس حول آليات توسيع العلاقات والتعاون الدفاعي والعسكري بين إيران وروسيا، ومكافحة الإرهاب والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وتستمر الزيارة لأربع أيام يبحث فيها باقري العديد من الملفات أهمها شراء الطائرات والمروحيات والتقنيات العسكرية الروسية.
**يمكنكم متابعة المزيد من عبر موقع سبوتنيك.
مناقشة