رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية لـ"سبوتنيك": لم نتوقع "الغدر" من قادة الجيش

رغم أن الكثير من التوقعات خلال الأشهر الأخيرة كانت تشير إلى أن شيئا ما سوف يحدث في السودان، إلا أن أحدا لم يتوقع أن ينقلب الجيش على الثورة التي أعلن مرارا وتكرارا حمايتها، وأكد على أن زمن الانقلابات العسكرية قد انتهى إلى غير رجعة... فماذا جرى؟.
Sputnik
حول أسباب انقلاب الجيش على الثورة وردود الفعل الدولية والمحلية والإقليمية وما يمكن أن تؤول إليه الأمور خلال الفترة القادمة بعد مقتل وجرح العشرات من الرافضين لتلك الخطوات، ومدى إمكانية استمرار هذا الانقلاب في مواجهة تلك الضغوط والخطوات الدبلوماسية في الخارج، أجرت وكالة "سبوتنيك"، المقابلة التالية مع السفير طارق كردي، رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية في سويسرا.
وكالة: سفراء السودان في 12 دولة يقولون إنهم يرفضون الانقلاب
سبوتنيك: ما هو موقفكم من الأحداث الأخيرة في السودان بعد أكثر من عامين على الثورة؟
كردي: لقد أعلنا موقفنا بكل وضوح مما جرى.. نحن ندين بأقوى العبارات هذا الانقلاب العسكري الغاشم على الحكومة المدنية الشرعية و نرفض رفض قاطع كل ما يترتب عليه.
سبوتنيك: برأيك.. هل المواقف الدولية الرافضة لإجراءات البرهان يمكن أن تعيد الأوضاع إلى المسار الصحيح؟
كردي: المواقف الدولية الرافضة للانقلاب والتي عبرت عنها العديد من الدول والمنظمات بكل صراحة ووضوح في بيانات رسمية، ضرورية وتدعم موقف الشعب السوداني، لكن الذي سوف يعيد الأوضاع إلى المسار الصحيح هو الشعب السوداني الثائر بمليونياته الهادرة ورفضه القاطع للديكتاتورية وحكم الفرد .. نحن نعول على الشعب السوداني صانع الأمجاد.
سبوتنيك: العديد من السفارات السودانية بالخارج رفضت تلك الخطوات ووصفتها بالانقلاب العسكري.. ما هى التحركات التي يمكن القيام بها في الخارج لإعادة الأمور إلى نصابها؟
كردي: السفارات السودانية التي رفضت الانقلاب سوف تلعب دور هام في توعية المجتمع الدولي لخطورة النظام الديكتاتوري و انتهاكاته لحقوق الإنسان، وفضح الممارسات اللا إنسانية واللا أخلاقية، علاوة على العنف المفرط الذي تقوم بها قوات أمن الانقلابيين ضد أبناء وبنات شعبنا في مظاهراتهم السلمية.
سبوتنيك: هل كنتم تتوقعون تلك الخطوة ولماذا؟
قائد الجيش السوداني يعلن مكان وجود رئيس الوزراء المعتقل وموعد إطلاق سراحه
كردي: لم نكن نتوقع أن يأتي الغدر من قادة الجيش السوداني، وهو مؤسسة عريقة ولها تاريخ في الانحياز لرغبات الشعب السوداني، و لم يكن في الحسبان أن يقوم رأس الدولة بالانقلاب على الدولة التي يرأسها.
سبوتنيك: خلال الأسابيع الأخيرة كانت هناك مؤشرات بأن الجيش ينوي القيام بشىء ما.. آخرها ما قيل أنه إنقلاب تم إفشاله وأزمة الشرق واعتصام القصر..لماذا لم تكن هناك تحركات لمنع ذلك؟
كردي: الحكومة المدنية بطبيعة تكوينها تؤمن بالحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات، والخلافات لم تكن بالصعوبة التي لا يمكن حلها بالحوار.
سبوتنيك: ما هى الأسباب التي دفعت البرهان لتلك الإجراءات رغم خطورتها.. وهل هى داخلية أم خارجية.. وماذا عن تصحيح مسار الثورة؟
كردي: السبب الرئيسي للقيام بتلك الخطوة الانقلابية هو اقتراب موعد تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين في شهر نوفمبر من العام القادم، وما يترتب عليه من إجراءات كان الشق العسكري يعطلها، مثل تسليم المتهمين في جرائم حرب في دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية وما يمكن أن يترتب عليه من استدعاء القادة العسكريين المشاركين في الجرائم، ثم جريمة فض الاعتصام أمام القيادة العامة، كل هذه الملفات وغيرها، كان يمكن أن ينفض عنها الغبار وتنكشف الأوضاع، لذا بادر البرهان بالانقلاب قبل تسليم السلطة للمدنيين.
سبوتنيك: السودانيون في الشارع مع دعوات العصيان والرفض الشامل .. برأيك هل ينجح البرهان في الاستمرار أم يتراجع؟
البرهان يكشف لأول مرة ماذا حدث مع حمدوك قبل يوم من اعتقاله
كردي: الشعب السوداني قال كلمته ورفض بصورة قاطعة الانقلاب العسكري، وشباب الثورة العظيم مصمم على استرداد ثورته ومكتسباتها، في نهاية النفق كلمة الشعب هي العليا.
سبوتنيك: في حال نجح الثوار في إعادة الأوضاع إلى نصابها.. هل ترى أن هناك أخطاء يجب تصحيحها حتى لا يتكرر المشهد؟
كردي: نعم هناك عمل كثير يجب القيام به بعد القضاء على هذا الانقلاب الغاشم مثل اكمال مؤسسات الدولة من المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية والنيابة العامة والمفوضيات وغيرها من مؤسسات الدولة التي عطلها المجلس العسكري طوال الشهور الماضية من أجل الوصول إلى هذا الانقلاب الغاشم المرفوض داخليا وخارجيا وعلى كل المستويات.
سبوتنيك: هل يمكن أن يقبل العالم بما حدث بعد فترة من الوقت كما حدث في بلدان أخرى؟
كردي: استمرار النضال المدني والثورة الشعبية والمظاهرات السلمية ضد الانقلاب، سوف تقنع العالم أن الشعب السوداني العظيم مصمم على استرداد ثورته و الحكم المدني، وأنه شعب لا تلين له عزيمة، وبالتالي سوف يفرض الشعب السوداني رؤيته على العالم.
سبوتنيك: ما هى رسالتكم للشعب السوداني؟
كردي: رسالتنا للشعب السوداني العظيم هو أن يستمر في احتجاجاته السلمية والمظاهرات الهادرة في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى وإعلان العصيان المدني في كل مؤسسات الدولة، ما عدا أقسام الخدمات الأساسية مثل أقسام الطوارئ في المستشفيات وإمدادات الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الأساسية.
أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب
مناقشة