خطوة استراتيجية أم إعلامية... ما دلالات الانتقادات التي وجهتها أمريكا لإسرائيل بشأن الاستيطان؟

في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية في مخططها الاستيطاني في مدينة القدس، أعربت أمريكا عن معارضتها الشديدة لخطط إسرائيل المضي قدما في التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
Sputnik
وأكدت أن هذه التحركات تضر بآفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في أقوى انتقاد علني من إدارة الرئيس جو بايدن لسياسة الاستيطان الإسرائيلية حتى الآن، وفقا لما ذكرته "سكاي نيوز".
منسق الأمم المتحدة: تجميد خطط الاستيطان الإسرائيلية يجب أن يصبح دائما
انتقاد أمريكي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس: "نشعر بقلق عميق إزاء خطة الحكومة الإسرائيلية للمضي قدما الأربعاء في (خطط بناء) آلاف الوحدات الاستيطانية، والعديد منها في عمق الضفة الغربية".
وتابع: "نعارض بشدة التوسع في المستوطنات، والذي يتعارض تماما مع جهود خفض التوتر وضمان الهدوء، ويضر بآفاق حل الدولتين".
وقال برايس إن واشنطن تواصل طرح وجهات نظرها إزاء هذه المسألة مباشرة مع كبار المسؤولين الإسرائيليين.
خطوة استراتيجية
اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن انتقاد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس خطوة استراتيجية مهمة جدًا، وتنسجم مع التزام واشنطن بحل الدولتين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الشعب الفلسطيني متفائل من موقف الرئيس الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية والاستيطان الإسرائيلي، وموضوع إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، لكن فلسطين تنتظر ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال واتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإرغامها على وقف أنشطتها الاستيطانية التي تتعارض مع القانون الدولي وأسس حل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد الأيوبي أنه يقع على عاتق إدارة بايدن باعتبارها الراعي الأول لعملية السلام مع الفلسطينيين والإسرائيليين، اتخاذ إجراءات سياسية حاسمة بحق الحكومة الإسرائيلية وخصوصا فيما يتعلق بإصرارها على الاستمرار والمضي قدمًا بالاستيطان وتغيير معالم المدينة المقدسة.
وناشد القيادي في حركة فتح المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جدية تجاه جريمة الاستيطان وأن لا تقف مواقفهم عند الأقوال فقط، معتبرًا أن الرأي العام العالمي بدأ يلتزم أكثر بالقضية الفسطينية ودليل ذلك تصويت حزب العمال البريطاني لصالح القضية الفلسطينية ونبذ جرائم إسرائيل.
مجرد رسالة
بدورها اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية أن خطوة الولايات المتحدة الأمريكية مجرد رسالة انتقاد فقط ولا تمنع ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من الاستحواذ على الأراضي الفلسطينية.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، تقول الإحصاءات إن إسرائيل سيطرت على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27.000 كم2 ولم يتبق للفلسطينيين سوى نحو 15% فقط من مساحة فلسطين التاريخية.
وترى المصري أن المستوطنات الإسرائيلية هي كالخلايا السرطانية التي تتكاثر وتتوسع بشكل مستمر، فقد بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أكثر من 435 موقعا، منها 150 مستعمرة و116 بؤرة استعمارية.
وتابعت: "جاء رد فعل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد 4 سنوات منحت خلالها الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب إسرائيل ضوءا أخضر للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى أن وزير الخارجية السابق مايك بومبيو زار مستوطنة في نهاية فترة ولايته فكان حري بالإدارة الأمريكية أن تمنع المستوطنات من قبل.
وأكدت أن نحو 475 ألف يهودي إسرائيلي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، على أراضي يطالب بها الفلسطينيون كجزء من دولتهم المستقبلية، وعدد المستوطنات في الضفة الغربية بلغ أكثر من 653.621 مستعمرة  نحو 47% منهم يسكنون في محافظة القدس.
وأوضحت أن نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 22.6 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس نحو 70 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني لذلك يعتبر قرار بايدن هو مجرد رسالة لم يعد لها أي تأثير إيجابي في دعم القضية الفلسطينية.
ونشرت إسرائيل، مطلع الأسبوع الجاري، مناقصات لبناء نحو 1300 منزل استيطاني جديد في الضفة الغربية، ومن المتوقع أيضا أن تناقش السلطات مقترحات لبناء 3000 منزل آخر.
وتوقفت محادثات السلام التي دعمتها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2014. وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية.
مناقشة