آلاف الأجانب جنوبي ليبيا... هل تحسم اجتماعات القاهرة آلية خروجهم؟

حذر خبراء من اندلاع اشتباكات قوية في الجنوب الليبي، حال اللجوء لإخراج المرتزقة والأجانب هناك عن طريق القوة.
Sputnik
وبحسب الخبراء، فإن الآلاف من دول الجوار الليبي موجودون في الجنوب منذ سنوات، ومنهم مجموعات مسلحة تنتمي لقبائل مشتركة في الجنوب وبعض دول الجوار.
القاهرة تستضيف اجتماعات للجنة "5+5" ومندوبي دول الجنوب الليبي
وتسعى اجتماعات لجنة "5+5" التي تعقد الأسبوع الجاري في القاهرة، إلى وضع آلية شاملة لإخراجهم، بحيث تتعاون فيها الأطراف المعنية من الدول التي ينتمون إليها وليبيا، وكذلك بدعم من الأمم المتحدة.
 وبحسب تقديرات غير رسمية، يوجد الآلاف من غير الليبيين في الجنوب دون أي أوراق ثبوتية، حيث يسعون للحصول على الجنسية الليبية، وهو ما ترفضه السلطات المحلية.
وكشف مصدر عسكري ليبي لـ"سبوتنيك"، في وقت سابق، أن اجتماعات القاهرة تضم أعضاء اللجنة العسكرية الليبية ("5+5")، إضافة إلى ممثلين من دول الجوار منها السودان والنيجر وتشاد لبحث آلية إخراج المواطنين والعناصر المسلحة أيضا.
آلاف الأجانب والمرتزقة
من ناحيته قال مفتاح أبو خليل عميد بلدية الكفرة السابق، إن آلاف الأجانب من غير الليبيين يوجدون في الجنوب الليبي، من الجنسيتين التشادية والنيجيرية، وبعض الجنسيات الأخرى من الدول الأفريقية.
تركيبة ديموغرافية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذه المجموعات موجودون تحت مسمى "التبو" إلا أنهم لا ينتمون للتبو، بل ينتمون لشمال تشاد "القرعان"، وأن مكون التبو في ليبيا يدعمونهم من أجل الحصول على الجنسية الليبية.
ويشير أبو خليل إلى أن المسلحين والأجانب من هذه الجنسيات لهم ارتباطات ببعض الدول التي تسعى لضرب استقرار الجنوب، وإشعال الأزمة مجددا وبشكل مستمر.
خصوصية الأزمة في الجنوب
المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح، يؤكد أن المرتزقة في الجنوب الليبي، يختلفون عن المرتزقة في المناطق الأخرى في عموم ليبيا.
هذه الاختلافات بحسب مفتاح تتمثل في أنهم يرون أن وجودهم في الجنوب طبيعي، استنادا إلى التركيبة الديموغرافية.
ويشير إلى أن الأمر يعود للقبائل الموجودة في دول الجوار وفي ليبيا ومنها "التبو" و"الطوارق"، والقبائل العربية، ومنهم مجموعات مسلحة تعرض استعدادها للانضمام لأي طرف مقابل المال.
وأوضح  مفتاح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذا الملف تبحثه لجنة "5+5" خلال اجتماعات القاهرة الأسبوع الجاري، بحضور ممثلين عن دول الجوار.
مصدر في الجيش الليبي يكشف عدد القوات الأجنبية والمرتزقة في البلاد
خطة شاملة
ويرى أنه من المحتمل وضع خطة للتعامل مع هذه المجموعات برؤية شامل من كل الأطراف والمجتمع الدولي، لتفادي سيناريو الاشتباكات.
وشدد على أن سيناريو القوة يمكن أن يحول المنطقة إلى منطقة حرب غير معلوم نهايتها، خاصة في ظل تداخل المكونات الموجودة في الجنوب وما تمتلكه من أسلحة.
وأشار إلى أن أعداد المرتزقة في ليبيا غير دقيقة، حتى ما يصدر عن المنظمات الدولية، حيث أن هناك الكثير من المرتزقة دخلوا إلى ليبيا دون علم أو تنسيق مع أي طرف، ما يعني أن الأعداد لا يمكن رصدها بشكل دقيق.
وفي وقت سابق، أشاد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، بالإنجازات التي حققتها اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في جنيف قبل عام من الآن.
وقال كوبيش، الأحد الماضي، في الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار: "إننا نشارك الليبيين الاحتفاء بمرور عام على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمخض عنه وقف للمواجهات المسلحة في ليبيا".
وأضاف المسؤول الأممي: "مهد اتفاق وقف إطلاق النار الطريق أمام العملية السياسية الشاملة، التي يقودها ويملك زمامها الليبيون، نحو الاستقرار والوحدة والازدهار والسيادة الكاملة لليبيا".
وشدد على "الأهمية الحاسمة لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه من قبل المشاركين في المؤتمر الوزاري لدعم الاستقرار في ليبيا الذي عقد يوم 21 أكتوبر في طرابلس".
وتابع كوبيش أن "اللجنة العسكرية حققت أيضا مطلع الشهر الجاري، منجزاً آخر مهما والمتمثل بالتوقيع على خطة عمل شاملة للانسحاب التدريجي والمتوازن والمتسلسل للمرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا".
مناقشة