إسقاط طائرة مسيرة ورسائل تحذيرية متكررة... هل تتجدد المواجهات بين إسرائيل وحماس في غزة؟

في ظل الرسائل التحذيرية والتهديدات المتبادلة بينهما، وبعد إسقاط طائرة مسي!ّرة تابعة لحركة حماس من قبل الجيش الإسرائيلي، تتعالى الأصوات عن إمكانية تجدد المواجهات مرة أخرى في قطاع غزة.
Sputnik
وقال الجيش الإسرائيلي، أول أمس، إنه أسقط طائرة مسيّرة تابعة لحركة "حماس" تم إطلاقها من قطاع غزة.
مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي واعتقال آخر جنوب الضفة الغربية
وأفاد في بيان نشره على حسابه في موقع تويتر: "قبل وقت قصير عبرت طائرة دون طيار تابعة لمنظمة حماس الإرهابية إلى البحر وتم إسقاطها".
وأضاف: "تتبعت وحدة المراقبة الجوية الطائرة المسيرة طوال الحادث".
وقالت وسائل إعلام عبرية، بينها قناة "كان" الرسمية، إنه تم إطلاق صاروخ اعتراضي من منظومة القبة الحديدية على هدف على حدود قطاع غزة.
واستبعد مراقبون إمكانية قيام أي مواجهة عسكرية في الوقت القريب بين الجيش الإسرائيلي وحماس، لكنهم حذروا من تطور الأوضاع، لا سيما فيما يتعلق بالأسرى والتنكيل بهم ما قد يدفع الأمور لمواجهة شاملة.
وعقب إسقاط الطائرة المسيرة، أعلنت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل أرسلت رسالة تحذير لحركة حماس عبر الوسيط المصري، تتضمن التوصية بعدم تصعيد الأوضاع في قطاع غزة.
استطلاع حماس
اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن اعتراض إسرائيل لطائرة مسيرة والتهديدات التي تطلقها من وقت لآخر لا تعني اندلاع مواجهة جديدة مع فصائل المقاومة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لكن الأوضاع على صفيح ساخن وصاعق، والانفجار قد يشتعل في أي لحظة في ظل تردي الوضع الصحي للأسيرين القواسمي والفسوس، فإذا توفى أي شخص منهم، من الممكن أن تتدرحج الأمور إلى مواجهة، وهذا ما يحذر منه الجميع.
وعن إسقاط الطائرة التابعة لحركة حماس، يرى الصواف أنه من الممكن أن يكون له تفسير آخر، حيث تسعى المقاومة من خلال توجيه الطائرة لمقدار حساس عند إسرائيل إلى دراسة ردات الفعل وتصرف إسرائيل ووضع خطط تناسب الأمر.
مواجهة محتملة
من جانبه اعتبر مصباح أبوكرش، المحلل السياسي الفلسطيني، أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتبار قيام إسرائيل باعتراض طائرة مسيرة لحماس، مؤشرا على إمكانية تجدد الاشتباكات في قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ما تقوم به حماس في هذا الجانب هو شكل من أشكال إعدادها المقاوم العلني؛ الذي تقوم به منذ سنوات طويلة لتكون أكثر جاهزية لخوض أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
ويرى أن هذا الأمر هو الذي يؤدي بطبيعة الحال لاستفزاز الحكومة الإسرائيلية وإحراجها أمام الشارع الإسرائيلي الذي عبر مرارا وتكرارا عن قلقه الشديد بسبب الصمت عن مثل هذه الأعمال المقاومة التجريبية والتي كان آخرها أيضا حادثة صواريخ المقاومة التي تم إطلاقها باتجاه البحر، حيث أكدت مصادر مختلفة أن أحدها تم اعتراضه من قبل القبة الحديدية الإسرائيلية في منطقة الغلاف الحدودي.
مهندسة زراعية تواجه البطالة وتنجح في إنتاج نبتة الكركم في الضفة الغربية.. فيديو
ورأى أن حسابات تجدد المواجهة العسكرية في هذه المرحلة معقدة كثيرا بالنسبة لكلا الطرفين فهي مرتبطة بأمور سياسية مختلفة بحسب رؤية كل طرف، لكن الأكيد أن استمرار الأوضاع دون إحراز أي تقدم ملموس في الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات غير المباشرة بينهما سيؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع مواجهة عسكرية ستكون هي الأصعب والأعقد حسب تقديراتنا بلغة الحسابات العسكرية والمردود السياسي الذي سيسعى لتحقيقه كل طرف من خلال هذه المواجهة.
واستطرد: "أخيرا يجب التنويه لنقطة مهمة في هذا الجانب وهي أن دلالات مواصلة الحصار الاقتصادي الصعب على غزة من قبل إسرائيل تصب في صالح احتمالية تجدد هذه المواجهة قريبا من خلال ضربة استباقية مفاجئة يقوم بها جيش إسرائيل".
وتابع: "فإسرائيل تعلم جيدا أن مواصلة الضغط على غزة سيؤدي إلى تصعيد كافة أشكال المقاومة ضدها؛ ومواصلتها لهذا الضغط يعني أنها اختارت خيار تجدد المواجهة العسكرية وأصبحت جاهزة للتعامل معه عملياتيا؛ ما لم يحدث تقدم ملموس في المفاوضات التي يقودها الوسيط المصري؛ ودلالات تعثر هذه المفاوضات أصبح يلمسها الشعب الغزي بشكل كبير".
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي عدة مرات خلال العام الجاري، إسقاط طائرات مسيّرة تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقبل شهر، بعثت إسرائيل، رسالة إلى الوسيط المصري، محذرة فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مغبة دعمها لمظاهرات عنيفة ومواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي.
وحسب "هيئة البث الإسرائيلية"، بعثت إسرائيل برسالة شديدة اللهجة عن أن حماس ستدفع ثمنا غاليا إذا استمرت في تأجيج الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، متهمة حماس بدعم المظاهرات العنيفة، ومواجهة جيش الدفاع، وإعادة تفعيل الاعتداءات الفردية من طعن ودهس.
وهددت إسرائيل أيضا، حسب الرسالة، بإلغاء جميع التسهيلات التي منحت لقطاع غزة، وتشمل مساحة الصيد البحري، والمعابر.
مناقشة