الانتخابات المحلية في الجزائر... بين هيمنة الأحزاب الكبرى والتحالفات القبلية

قبيل انتهاء الحملة للانتخابات المحلية في الجزائر بـ 48 ساعة، يتزايد الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، حول المشاركة في عملية الاقتراع؛ بين حاجة الأحزاب السياسية الكبرى لها، وتقاطع مصالح المرشحين مع توجهات عائلاتهم وتحالفاتها.
Sputnik
الجزائر- سبوتنيك. وقال عضو تكتل المسار الجديد، والمرشح في الانتخابات المحلية القادمة، هاشم ساسي، لوكالة "سبوتنيك"، إن "مقاطعي الانتخابات ينقسمون إلى قسمين، الأول يتمثل في الفئة التي تمارس العزوف، بسبب عدم الاهتمام بالشأن العام، أو عدم الاعتراف بالممارسة السياسية سيئة كانت أو جيدة، وهي فئة موجودة في كل دول العالم".  
السلطات الجزائرية تفرض إجراءات صحية صارمة في الانتخابات المحلية
أما القسم الآخر، وفقا لساسي، فإنه يرفضها لأنه "غير موافق على المسار السياسي، الذي ظهر بعد حراك 22 شباط/ فبراير 2019، و هؤلاء يمكن محاججتهم [مناقشتهم بالحجة والبرهان].. أقول لهم إن خوض التجربة الانتخابية والاحتكاك بالشارع، من زاوية أخرى مختلفة، سيثري رؤيتهم السياسية، التي أظهرت قصورا وعدم قدرة على الاستقطاب الشعبي".
وبشأن الأصوات التي تقول، إن الانتخابات محسومة للقوى السياسية الكلاسيكية؛ قال ساسي: "بطبيعة الحال، بما أنها أكثر تنظيما وهيكلة، ستحصد أكبر عدد من المجالس المحلية.. لكن الأمر، يختلف عن التشريعيات [الانتخابات التشريعية]، فأنا اليوم معني بولاية خنشلة [شمال شرق الجزائر] فقط، وبالنسبة لنا تكتل الأحرار، يسير بخطى ثابتة وممتازة نحو النجاح، وهناك التفاف شعبي كبير حوله، فنجاح قوائمه في حصد أكبر عدد من المقاعد على مستوى ولاية خنشلة، سيسهل من نجاح التجربة التي أخوضها حاليا".
وحول فوضى الوعود الكبيرة خلال الحملة، قال: "بالطبع هنالك كثير من المرشحين لا يمتلكون التكوين [التأطير] السياسي اللازم، الأمر الذي جعلهم يطلقون وعود لا تتماشى والصلاحيات الممنوحة قانونا لهم. وهناك أيضا، من افتقد النزاهة والمصداقية، وتلاعب بالجماهير".
وأضاف ساسي:
"لكن بالنسبة لي، فأنا ركزت على تأطير خطاب بالقانون، الخاص بالولاية؛ ورغم تعقيد الخطاب، كونه تقني [يعتمد على المواد القانونية الواضحة، ولا يختص بالسياسة]، إلا أنه وجد تجاوبا جيدا جدا. اليوم لدينا فئة متعلمة واسعة جدا تعي أهمية وقيمة هذا الخطاب".
وتابع قائلا: "يبقى العائق الوحيد هو التأصل للعروشية [التحيز للقبلية أو العائلة] في ولاية خنشلة. فالولاء للعرش [القبيلة – العائلة] في الغالب يسبق الاعتراف بالكفاءة. وبما أن الواقع بهذا الحال، فأعتقد على النخب أن تكيف خطابها وممارستها السياسية، حتى تكون أكثر نجاعة".
وتجرى الانتخابات المحلية بالجزائر (البلدية والولائية)، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهي رابع عملية اقتراع، منذ بداية الحراك الشعبي، في فبراير 2019.
وحسمت بعض الأحزاب المحسوبة على التيار الديمقراطي قرارها بمقاطعة الانتخابات؛ فيما أعلنت أحزاب الموالاة، وعلى رأسها "جبهة التحرير الوطني" والأحزاب الإسلامية الكبيرة، عن مشاركتها في الاقتراع.
>> يمكنك متابعة المزيد من أخبار العالم الآن مع سبوتنيك عربي.
مناقشة