محافظ القدس لـ"سبوتنيك": الاحتلال يستهدف الوجه العربي والإسلامي للمدينة

حمّل محافظ القدس، عدنان غيث، إسرائيل، المسؤولية الكاملة عما يحدث من استهداف للمدينة ومقدساتها وبشكل خاص في المسجد الأقصى.
Sputnik
وخلال حوار خاص مع راديو "سبوتنيك"، قال غيث: "هناك هجمة بربرية شرسة تستبيح المدينة المقدسة بكافة المناحي الحياتية، سياسات ترتقي إلى جرائم حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بدءا من التهجير القسري، حيث أن هناك أحياء بأكملها معرضة للتهجير القسري، وهناك مجزرة يومية ترتكب بحق القدس ومقدساتها، واعتداءات سافرة وصارخة على المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وأعتقد تابعتم مجريات الجلسات التشاورية والنقاشات التي أجرتها منظمات المتطرفين المستوطنين مع قيادات حكومة الاحتلال، والهدف منها فرض أمر واقع بما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك".
وأضاف غيث: "هناك مطالب بأن يقتحموا المسجد الأقصى المبارك طيلة رمضان وهناك أيضا مطالب بأن يكون لديهم بوابات أخرى ليتثنى لهم دخول المسجد الأقصى من خلالها ومنع دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك في الأعياد اليهودية، وما يجري في القدس من اقتحامات يومية للحواري والأزقة، يدفعني لأجزم بأن القدس جراء ما يستهدفها من رزم تشريعات وقوانين عنصرية تستهدف كل الوجه العربي الإسلامي لهذه المدينة، يعني هذا الاحتلال يعيث فسادا وهو يعي تماما أن لهذه الممارسات تداعيات، عليه وحده أن يتحملها ولا يمكن في كل المنظومات الدولية والأمنية، جلب الهدوء والاستقرار وأمان شعبنا الفلسطيني بالقمع والقبضة الحديدية".
وتابع المحافظ: "شعبنا طالب للحرية والعدالة، وبأن تتحقق قرارات الشرعية الدولية بما يخص دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، هذا الاحتلال يدير الظهر أولا للمجتمع الدولي وللأسرة الدولية ويتعامل مع نفسه أنه فوق القانون الدولي ويتنكر لكافة الحقوق لأبناء شعبنا بل يسعى جاهدا من أجل التوسع الاستيطاني ومن أجل قضم مزيد من الأراضي، ومن أجل فرض مزيد من جدار الفصل والضم العنصري، القدس محاصرة، أهلها منكوبون يتعرضون بشكل يومي لسياسات تهجير قسري وتطهير عرقي بفعل هذه التشريعات التي يمارسها الاحتلال والتي يسنها بحق القدس، وبالتالي هو يعي تماما أن لهذه الممارسات تداعيات وخيمة عليه أن يتحمل مسؤولية تداعياته".
وأوضح المحافظ أن "القمع والإجرام والمجازر التي يرتكيها الاحتلال الإسرائيلي أجبر المواطن على هدم بيته وحلمه وحلم أبنائه، عليكم أن تتخيلوا كيف يكون شعور رب وربة الأسرة وكيف يكون شعور المحيطين والمقدسيين".
وطالب غيث "المجتمع الدولي بأن يقف أمام مسؤولياته الأخلاقية وأمام قراراته التي سنها، لأنه لايمكن أن تبقى إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وخارجة عن نطاق المعايير الدولية ولا يمكن أن تبقى خارجة عن نطاق العقوبات الدولية وأن يترك شعبنا لوحده ولا يوفر له الحماية الدولية لنحمي أرواح أبنائنا ومقدساتنا ونحمي أرضنا".
وقال المحافظ: "أولا نحن جزء بسيط من هذه الكينونة الفلسطينية وهذا الشعب الفلسطيني العظيم وأنتم تعلمون أن شعبنا الفلسطيني يتعرض في هذه الأثناء لحصار مالي واقتصادي جراء مواقفه الثابتة بما يتعلق بموضوع حقه في العيش بكرامة في ظل بيته. الاحتلال الاسرائيلي نقد كافة المعاهدات، أريد أن أذكر أنه كان هناك رسالة خطية من وزير خارجية الاحتلال إلى وزير خارجية النرويج يتعهد فيها بعدم الفساد بمؤسسات القدس الشرقية، بما يتعلق بموضوع حياة المواطنين، وقطاعاتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ولكن هذا الاحتلال اليوم يتعامل مع المواطنين في القدس على اعتبار أن القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال وكل من يعري جرم هذا الاحتلال ويفضحه يصبح عرضة لملاحقة الاحتلال الاسرائيلي وأجهزته المختلفة يعني هناك مئات الإفادات عن المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي يوفر حماية ورعاية تامة لغلات المتطرفين في المسجد الأقصى المبارك هناك اعتداء على الستاتيكو الذي يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، أنتم تعلمون أن هنالك ممارسات لها علاقة باستهداف هذا المكان، المسجد الأقصى هو مكان خالص للمسلمين وحدهم ولا يحق لأي كان التدخل بشؤونه تحت الوصاية الأردنية الهاشميه وهذا الاحتلال لايقف ولا يدع وزنا لأي معيار دولي وبالتالي هو يعتبره ملكه".
وختم المحافظ اللقاء قائلا: "نحن نقول إن المجتمع الدولي مدعو مرة أخرى للوقوف أمام مسؤولياته الأخلاقية تجاه شعبنا الفلسطيني الأعزل من السلاح إلا من الإرادة والإيمان بالله، ما دون ذلك لن نبرح المكان ولن نكرر مأساة النكسة والنكبة، أكثر من 100 عام منذ وعد بلفور وإلى الآن، على الاحتلال أن يتعلم ويأخذ العبر، لن نبرح المكان، ولن نسلم راية، وسنبقى مصممين على كل إمكانياتنا من أجل أن نحيا بعز وبشموخ وبكرامة في ظل دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس، دون ذلك، على المجتمع الدولي أن يتحمل أيضا تداعيات ما يرتكبه الاحتلال من مجازر بحق ناس عزل".
مناقشة