مع قرب استئناف مفاوضات فيينا... لماذا تخشى إسرائيل من عودة أمريكا للاتفاق النووي؟

في الوقت الذي تستعد فيه أمريكا وأوروبا لاستئناف المفاوضات النووية في فيينا مع إيران، عبرت إسرائيل بأكثر من طريقة عن مخاوفها من عقد اتفاق نووي جديد.
Sputnik
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "إسرائيل تحشد مواقف دولية ضد الاتفاق النووي الإيراني، قبل استئناف مفاوضات فيينا"، وفقا للميادين.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل ليست طرفا في الاتفاق النووي الإيراني وغير ملزمة به وموقفها منه لم يتغير.
رئيس الوزراء الإسرائيلي: لسنا طرفا في الاتفاق النووي الإيراني ولا نلتزم به
مخاوف إسرائيلية
وقال بينيت في كلمة له خلال مؤتمر السياسة والأمن بجامعة رايخمان: "حتى إن كان هناك تشديد للاتفاق النووي فلسنا طرفا فيه وغير ملزمين به.. موقفنا من الاتفاق النووي لم يتغير".
وتابع بينيت قائلا: "إيران من أكثر الدول تطورا في برنامجها النووي لقد حاصر الإيرانيون إسرائيل بالصواريخ وهم جالسون بأمان في طهران. إنهم يضايقوننا من بعيد، ويستنزفون طاقتنا ويضروننا".
وقالت قناة إسرائيلية إن الخلاف بين تل أبيب وواشنطن يتصاعد مع قرب استئناف المحادثات مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي.
وبحسب ما أفادت به قناة "كان" الرسمية فإن مسؤولين إسرائيليين كبارا قلقون من النهج الأمريكي الذي يقولون إنه يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إيران "بأي ثمن".
وأضافت أن إسرائيل من جهتها تعتزم مواصلة أنشطتها لإحباط استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، بما في ذلك عبر تنفيذ عمليات داخل إيران، فضلا عن تكثيف النشاط الجوي في سوريا.
مخطط إسرائيلي
يقول محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن الدول الأوروبية لم تنسحب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وانسحبت فقط الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب، وهو ما صعب الوضع أمام شركاء أمريكا الأوروبيين، وكذلك أمام روسيا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تخشى إسرائيل من عودة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي مجددًا، خلال مفاوضات فيينا القائمة مع إيران، حتى لا تبقى وحيدة أمام طهران، لا سيما وأن هناك تصريحات رسمية أمريكية سابقة تنصلت خلاله من أي عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران، وكذلك تنصلت أوروبا.
ويرى أن هذا المؤشر سلبي لإسرائيل، والتي تحاول أن تضخم من مسألة امتلاك إيران للسلاح النووي، رغم أن إسرائيل تعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك سلاحا نوويًا، وغير مراقب من قبل الوكالة الدولية، وكذلك مفاعلها الذري.
وأكد أن إسرائيل تريد أن ترهب العالم من إيران، وترهب الدول العربية خاصة الخليجية، وهذا ما نجحت فيه سابقًا مع العراق، وتسويق امتلاك بغداد للسلاح النووي، وبعد الغزو الأمريكي تبين أن هذا الأمر محض كذب، وتدمير العراق جاء فقط من أجل تخوفات إسرائيل.
تقرير: الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من "عدم فعالية" الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية
واعتبر كنعان أن الهاجس الإسرائيلي والحديث المتكرر عن امتلاك إيران للسلاح النووي يأتي من أجل دفع أمريكا لحرب مع طهران، أو زيادة الدول العربية التي تقف مع إسرائيل ضد إيران، خاصة أن الاتفاقيات التطبيعية الأخيرة الموقعة زادت من صوت إسرائيل في المنطقة.
وأشار إلى أن العالم الحر ينتظر هذه الاتفاقية، لأن عندما توقع إيران وأمريكا والدول الأوروبية على الاتفاق النووي مجددًا، يعني أن إيران كباقي الدول تخضع لوكالة الطاقة الدولية.
مراوغة سياسية
في السياق، أكد الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن إعلان إسرائيل بشكل متكرر عن مخاوفها وقلقها من توقيع الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران والمجموعة الدولية على الاتفاق النووي خلال محادثات فيينا مجرد مراوغة سياسية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لا يمكن تصور أن إسرائيل تخشى من إعادة إحياء الاتفاق النووي لكن مجرد لعبة أمريكية إسرائيلية، يريد من خلالها الأمريكيون إيهام العالم بأنهم يفعلون ما لا تريده إسرائيل رغم ضغط اللوبي الإسرائيلي عليهم.
ويرى ابشناس أن هذه المراوغات الأمريكية والإسرائيلية مكشوفة، وتدعو المفاوضين الإيرانيين في فيينا إلى عدم توقع الكثير من قبل أمريكا، أو التعويل عن حديثها بشأن رغبتها للعودة للاتفاق النووي مرة أخرى.
وأول أمس الاثنين، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن واشنطن حذرت إسرائيل من أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية "غير فعال" بتاتا.
وبحسب تقرير الصحيفة تقول المخابرات الأمريكية والمفتشون النوويون الدوليون إن طهران تمكنت بسرعة من تحسين المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت للهجوم من قبل إسرائيل، بعدما كانت تل أبيب تأمل في تعطيل إنتاج أجهزة الطرد المركزي وتأخير وصول إيران إلى القنبلة.
وفقًا للتقرير، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل في المناقشات التي جرت خلف الكواليس من أن الهجمات المتكررة على المنشآت النووية كانت مرضية من الناحية التكتيكية - لكنها أدت في النهاية إلى نتيجة معاكسة، حيث قام الإيرانيون بتركيب آلات جديدة يمكنها تخصيب اليورانيوم بمعدل أسرع بكثير.
وقالت الصحيفة إن النهج الإسرائيلي القاضي باستخدام القوة ضد البرنامج النووي الإيراني - يتعارض مع برنامج الأمريكيين الذين يؤيدون الدبلوماسية.
ويأتي هذا التقرير على خلفية قرب استئناف المحادثات النووية نهاية الشهر الجاري في فيينا، لإحياء الاتفاق الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران عام 2015، وانسحبت منه واشنطن عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
مناقشة