وقال غافريلوف، معلقًا على تكثيف الخطاب العسكري حول دونباس في أوكرانيا، والتقارير عن المساعدة العسكرية الجديدة المحتملة إلى كييف من الولايات المتحدة: "الهدف الرئيسي، لنظام كييف، الذي لا يعرف الآن بالفعل ما يجب فعله، هو تحويل الانتباه بطريقة ما عن المشاكل داخل أوكرانيا. وبالنسبة للأميركيين، فإن هذا يعني تقسيم أوروبا وروسيا من خلال حرب صغيرة. إنهم لا يهتمون بما ستكون عليه النتائج" .
وقال غافريلوف، عبر قناة" روسيا 24 "التلفزيونية: "الشيء الرئيسي هو أننا لا نستسلم للاستفزاز، يمكننا التفاوض بهدوء وإقناعهم حتى لا تأتي لحظة معينة ويفقدون عقولهم، أتمنى ألا يحدث ذلك. نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم حدوث ذلك" .
وذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، أن المخابرات الأميركية تعتقد أن روسيا تخطط لغزو أوكرانيا من ثلاثة اتجاهات - من أراضي شبه جزيرة القرم ، وبراً وعبر بيلاروس. ويُزعم أيضا أن موسكو استدعت "عشرات الآلاف" من جنود الاحتياط "على نطاق لم يسبق له مثيل في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي".
وقال عقيد الاحتياط الأوكراني أوليغ جدانوف في مقال كتبه لصحيفة "غلافريد" الإلكترونية إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعمد شحن الأجواء من خلال إطلاق الأكاذيب عن الاستعدادات الحربية الروسية المزعومة بغية إحباط مفاوضات تسوية النزاع في منطقة دونباس.
وأشار إلى أن الأمريكيين يرفضون حل أزمة دونباس بمنح الحكم الذاتي الإداري لمنطقة تمرد أهاليها على الانقلاب الذي وقع في العاصمة الأوكرانية كييف في عام 2014.
وثمة سبب آخر وراء الأكديب الأمريكية حول "العدوان الروسي". وأوضح الخبير الأوكراني قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد "الانسحاب من أوكرانيا".
وقد زعم مدير جهاز المخابرات التابع لوزارة دفاع نظام الحكم الأوكراني، كيريل بودانوف، في حديثه لصحيفة "ميليتري تايمز" أن روسيا تعد عدتها لمهاجمة أوكرانيا. وفي نفس الوقت زعمت وكالة أنباء "بلومبيرغ" أن موسكو تخطط لغزو أوكرانيا حسب معلومات المخابرات الأمريكية.
ونفت روسيا مرارًا الاتهامات من قبل الغرب وأوكرانيا، بارتكاب "أعمال عدوانية"، قائلة إنها لا تهدد أحداً ولا تنوي مهاجمة أحد، وأن التصريحات حول "العدوان الروسي" يجري استخدامها كذريعة لنشر المزيد من معدات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية.
وسبق أن أشارت الخارجية الروسية إلى أن تصريحات الغرب حول "العدوان الروسي" وإمكانية مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها ضده، مضحكة وخطيرة في نفس الوقت.
كما نفت روسيا مرارا وتكراراً ما أوردته العديد من وسائل الإعلام الغربية حول قيام روسيا باستقدام قواتها إلى الحدود مع أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف في وقت سابق ما قيل بأن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا بأنها تصريحات مقلقة. وأشار الكرملين إلى أن روسيا تحرك قواتها داخل أراضيها ووفقاً لتقديرها الخاص، وإن هذا لا يهدد أحداً ولا ينبغي أن يزعج أحداً.
يذكر أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ساءت على خلفية الأزمة الأوكرانية. وتتهم بروكسل وواشنطن روسيا بالتدخل في النزاع بشرق أوكرانيا، الأمر الذي نفته موسكو أكثر من مرة، مؤكدة أنها ليست طرفا في النزاع الأوكراني.