هل تقود التحركات الإسرائيلية داخل "المنطقة ج" إلى حرب دينية في القدس؟

في خطوة وصفها المراقبون بـ "الحرب الإسرائيلية من أجل التهويد"، زادت إسرائيل من هجماتها على مدينة القدس، وفي مناطق أخرى خاصة في الأغوار، حيث اقتحمت مساكن المواطنين في الرأس الأحمر، وقامت بالاستيلاء على مركبات ومعدات زراعية لديهم.
Sputnik
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ما أسمته بـ "حرب الاحتلال الإسرائيلي المفتوحة" على الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة "ج"، خاصة في الأغوار، واعتبرته جريمة تطهير عرقي.
وقال مراقبون إن إسرائيل تشعل حربًا دينية في مدينة القدس، وتعمد على تهجير المواطنين الفلسطينيين وهدم منازلهم من أجل الاستيلاء عليها لتنفيذ مشاريعها الاستيطانية التي أعلنت عنها، مؤكدين أن السلطة تستعد للتحرك دوليًا من جديد.
اشتباكات نابلس.. هل تتجدد المواجهات بين إسرائيل وفلسطين في الضفة؟
إدانة فلسطينية
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، أمس الأربعاء، إن إسرائيل "تشن حربا متواصلة في الأغوار، ومنطقة جنوب نابلس، ومسافر يطا، وغيرها"، مطالبةً المجتمع الدولي "بضرورة توفير الحماية لأبناء شعبنا الذين يخضعون لبطش الاحتلال وتنكيله".
كما طالبت مؤسسات الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها أمام انتهاكات إسرائيل المتكررة، بحق الأرض الفلسطينية، وسلب الحقوق لأبناء شعبنا، ومحاولات تدمير مستقبل أجياله، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأشارت إلى أن اقتحام جنود إسرائيل، أمس، لمساكن المواطنين في الراس الأحمر، وتفتيشها، والاستيلاء على مركبات ومعدات زراعية يعد سقوطا أخلاقيا جديدا لم تشهد مثله أبشع الأنظمة العنصرية عبر التاريخ، خاصة في ظل الأجواء الباردة.
وأكدت أن استيلاء إسرائيل على أراضٍ فلسطينية واسعة في منطقة جنوب نابلس، خاصة بلدتي قريوت والساوية، يهدف إلى تعميق الاستيطان في المنطقة، وربط البؤر الاستيطانية بعضها ببعض، ولتكريس تحويل الضفة إلى كنتونات معزولة تغرق بالاستيطان على طريق ضمها لدولة الاحتلال.
وأشارت إلى عربدة المستوطنين في البلدة القديمة في القدس، والعيسوية، وسلوان، وحي الشيخ جراح، بما فيها محاولاتهم الاستفزازية لنصب شمعدان أمام منزل عائلة الكرد، والإعلان عن مزيد من البناء الاستيطاني، كما هو الحال مع المشروع الاستيطاني الأخير على أراضي مطار قلنديا، والاستيلاء على مزيد من الأرض، وتخصيصها لصالح الاستيطان، والإعلان عنها "حدائق توراتية"، و"متنزهات".
تطوير مركز مدينة القدس... مشروع إسرائيلي جديد يفجر أزمة في فلسطين
حرب دينية
اعتبر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في فلسطين ليس بجديد وإنما هو جزء من مسلسل إجرام ممتد منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تصاعدت عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى مؤخرًا، كما اقتحم الرئيس الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي في الخليل ثم أصدر الكنيست ووزارة التعليم لدى إسرائيل قرارا بإدراج المسجد الأقصى ضمن برنامج زيارات للطلبة اليهود، وفي السابق أقرت الحكومة الإسرائيلية بناء معابد دينية في المستوطنات، وهذه الإجراءات جميعها تشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي والشرعية الدولية.
ويرى شعث أن الشعب الفلسطيني وقياداته لديهم ما يقوله في التصدي لهذه الإجراءات التهويدية، ومن الضروري أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية التي تقتضي إجبار الاحتلال على وقف ممارساته.
وأكد أن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم وإنما هي جزء من العقيدة الإسلامية وهي إحدى أهم معالم التراث والتاريخ العربي في فلسطين، محذرًا من اندلاع حرب دينية كارثية على المنطقة والعالم، مضيفًا: "ليس لدى الشعب الفلسطيني ما يخسره في سبيل الدفاع عن أرضه ووطنه ومقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية.
محافظ القدس لـ"سبوتنيك": الاحتلال يستهدف الوجه العربي والإسلامي للمدينة
تهويد متعمد
بدوره اعتبر المستشار، زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن إسرائيل تتعمد بناء معابد للإسرائيليين في مناطق ج في الضفة الغربية، واختلاق روايات وأساطير ليس لها أي دليل من أجل تهويد الصفة الغربية وترحيل الفلسطينيين من أراضيهم وتقويض أي فرصة لإحلال السلام القائم على أساس حل الدولتين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أطلقت الحكومة الإسرائيلية العنان للمستوطنين المتدينين واليمينيين من أجل استباحة أراضي المواطنين في مناطق ج والاعتداء على الأشجار والمزروعات في هذه المناطق من أجل نشر الرعب والخوف في أوساط الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل عن أراضيهم.
ويرى الأيوبي أن القيادة الفلسطينية ليست عاجزة عن الرد الشعبي والسياسي والدوبلوماسي وسيتم التوجه من جديد للمجتمع الدولي لحثه على الوقوف عند مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني باعتباره يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ويستحق الحماية الدولية.
وأشار الأيوبي إلى أن القيادة الفلسطينية أعلنت أنها ستتخذ إجراءات غير مسبوقة لم تعلن عن مضمونها بعد، لكن من المؤكد انه سيكون هناك الكثير من المفاجآت في الملف الفلسطيني، سيراها الجميع مستقبلًا، خاصة مع تزايد حجم التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
الأمم المتحدة تعتمد مشروعي قرار مصريين بشأن القدس والجولان
وكانت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس التابعة للحكومة الإسرائيلية قد صادقت، قبل نحو أسبوع، على الترويج لمخطط بناء حي استيطاني جديد في منطقة مطار قلنديا بين القدس ورام الله.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإن "الموقع يقع في منطقة كان من المقرر تسليمها للسلطة الفلسطينية وفق محادثات السلام السابقة".
ووفق المخطط الاستيطاني الجديد "فمن المقرر أن يكون الحي الجديد أكبر حي لليهود في شرق القدس، وسيحتوي على حوالي 9000 وحدة استيطانية على مساحة 1243 دونم"، وسيضم الحي الاستيطاني الجديد فنادق ومحال عامة ومناطق مفتوحة.
وينص المخطط أيضا على "إقامة مناطق مفتوحة للصناعة والتجارة، والمحافظة على قاعة الاستقبال التاريخية في أرض المطار".
مناقشة