"شيخ حديث" يتحدث 4 لغات... أين يوجد زعيم طالبان المختفي منذ أشهر؟

أين يوجد حاكم أفغانستان الخفي؟ هل ما زال حيا؟ أم تراه قد مات لكن حركته "طالبان" تخفي الأمر حتى لا تدخل في صراعات على خلافته؟.
Sputnik
أسئلة كثيرة تدور من فترة لأخرى حول الرجل الذي استطاع قيادة طالبان على مدار 5 أعوام منذ عام 2016، حتى أوقع المدن الكبرى في أفغانستان واحدة تلو الأخرى تحت سيطرته، ثم دخلت قواته إلى العاصمة كابول معلنا النصر وبداية عهد جديد للحركة.
ترامب يكشف ما دار بينه وبين زعيم "طالبان"... "وجه سؤالا مخيفا"
لا أحد يعلم عنه سوى ما تقوله الحركة، وما تتناقله بعض المصادر القريبة منها... اسمه الملا هبة الله أخوند زاده، وقد عرفه الجميع من خلال صورة نشرتها له الحركة عام 2016، وقيل وقتها إن وقت التقاطها يعود إلى 20 عاما سابقة لهذا التاريخ، حيث يظهر فيها شاب ذو لحية ظهرت عليها أمارات الشيب، فيما خمن البعض أن عمره الآن يدور بين الـ60 والـ70 عاما.
في الـ30 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت الحركة إن زعيمها سوف يلقي كلمة في إحدى مدارس تحفيظ القرآن بمدينة قندهار، جنوبي أفغانستان، كأول ظهور له منذ تولى قيادة الحركة في عام 2016.
وحسب شهادات نقلتها وكالة فرانس برس قال شهود عيان رأوه في ذلك اليوم من مسافة قريبة إنه "كان يرتدي ثيابا بيضاء ويضع عمامة سوداء، وبعضهم قال إنها بيضاء، ويرافقه ثلاثة حراس مسلحين"، مؤكدين أنه كان مسلحا كذلك.
ومن خلال شهادات قيادات طالبانية عايشت الملا هبة الله عن قرب خلال فترات من حياته، ونقلتها الوكالة الفرنسية، فإن الرجل الذي يبلغ طوله 1,75 متر، ويرتدي السلوار، وهو القميص التقليدي، وصدرية، وغالبا ما يضع شالا، له طباع معينة، منها أنه "يقوم ببعض التمارين البدنية بين الصلاة وخطبه وجلسات الاستشارة الصباحية، كما أنه معروف برفضه استخدام التكنولوجيا الحديثة ويفضل المكالمات الهاتفية أو "مراسلة" أعضاء حكومة طالبان الذين تربطه بهم علاقة وطيدة".
وعن مواهبه يقول القيادي الطالباني: "يتحدث أخوند زاده أربع لغات، إلى جانب أنه حصل على لقب "شيخ حديث"، وهو لقب يتم منحه لأبرز المتخصصين في الأحاديث المنقولة عن النبي محمد".
وبينما تؤكد حركة "طالبان" وجود هبة الله لافتة إلى أنه يقود الحركة عن بعد، وأن غيابه هو مجرد إجراءات أمنية، فإن تقارير استخباراتية تؤكد في المقابل أنه قد لقي حتفه في إحدى العمليات أثناء المعارك مع القوات الأمريكية.
حيث نقلت "فرانس برس" عن مسؤول أمني قوله إن "أخوند زاده قتل في آب/ أغسطس 2019 بهجوم انتحاري في مدينة كويتا التي تعد معقلًا لحركة طالبان في باكستان"، لافتة إلى أن "أجهزة استخبارات أجنبية تعتبر هذا السيناريو موثوقا".
لكن نائب المتحدث باسم الحكومة، أحمد الله وثيق، يؤكد أنه "ليس من الضروري أن يظهر هبة الله، لأنه حتى بهذه الطريقة (التواري) قادر على القيادة بطريقة منظمة وفعالة"، مؤكدا أنه سيظهر "عندما يكون ذلك ممكنا"... على حد تعبيره.
مناقشة