أزمة تواجه مليارديرات العالم... نقص الطائرات الخاصة وارتفاع أسعار اليخوت والقصور

الملياردير ريتشارد برانسون والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. صورة أرشفية
في الوقت الذي يواصل فيه مليارديرات العالم والأشخاص الأكثر ثراء، بناء ثرواتهم فيه، رغم الاضطرابات التي سببتها الجائحة، فإنهم يشتكون مر الشكوى من نقص السلع الأساسية لنمط حياتهم المعتاد.
Sputnik
لكن لا، ليست هذه السلع الأساسية هي "المعتادة" كالتي يحتاجها أي شخص في حياته من ملبس ومسكن ملائم ووسيلة نقل تقليدية، وإنما نمط حياتهم المترف والسريع فائق التكلفة.
يعاني المليارديرات حول العالم في الوقت الراهن من أزمات متعددة تعطل هذا النمط المعهود، فمثلا يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الطائرات الخاصة ويجدون ارتفاعا مبالغا فيه لأسعار اليخوت والقصور وغيره من المنتجات المخصصة لهذه الفئة.

التعطش للطائرات الفارهة

كان الملياردير مايكل سبنسر، مؤسس شركة "نيكس جروب" البريطانية للخدمات المالية، واحد من الأثرياء القلائل الذين حصلوا على طائرة خاصة جديدة في الأشهر الماضية، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".
في الحقيقة، طائرته الجديدة ليست من البساطة في شيء، فهي من طراز "غلوبال 5500" التي تنتجها شركة "بومباردييه" الكندية، والتي تبلغ سرعتها 594 ميلا في الساعة (955 كيلومترا).
هذه الطائرة نفاذثة ومزودة بمحركين، ويمكنها ببساطة التحليق من لوس أنجلوس إلى موسكو في قلب روسيا دون الحاجة للتوقف، وتستطيع الهبوط بسهولة في المطارات الوعرة وتستوعب نحو 12 مسافرا.. وصحيح، يبلغ سعرها 45 مليون دولار.
اعتبر سبنسر من المحظوظين، لأن منتجي مثل هذه الطائرات الخاصة يكافحون لمواجهة "الطلب القياسي" على منتجاتهم، وذلك بسبب النمو المتزايد والسريع لثروات الأشخاص الأكثر ثراء، بحسب التقرير.
يقول كريستوفر ماريش، المؤسس المشارك لشركة "ماي سكاي"، وهي منصة إدارة على الإنترنت لأصحاب الطائرات: "السوق في وضع لم يسبق له مثيل من قبل. مقابل كل طائرة، هناك مشترين أو ثلاثة مشترين للطرازات المشهورة".

ليس فقط الطائرات الخاصة

هذا التعطش للطائرات الباهظة الثمن، هو أحدث دليل على ازدهار اقتصاد المليارديرات حول العالم، إلى جانب الطلب على القصور واليخوت الفاخرة وسلع أخرى، والذي تجاوز مستويات ما قبل الوباء.
مجتمع
إيلون ماسك مطالب بسداد 15 مليار دولار من الضرائب عن مكاسبه الشخصية
ارتفع عدد اليخوت الفاخرة المباعة منذ بداية عام 2021، وحتى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، بنسبة 60% إلى 523 يختا، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبحث أجرته "سوبر ياكت تايمز". كان أكثر من ربع هذه المشتريات ليخوت جديدة.
في الوقت نفسه، زادت أسعار أغلى المنازل في العالم، وعلى سبيل المثال أنفق مارك أندريسن، المستثمر المغامر، 177 مليون دولار لاقتناء عقار في ماليبو في كاليفورنيا.
فيما دفع عملاق الاستثمار في أسهم الشركات الخاصة، ليون بلاك، مبلغا أكثر تواضعا قدره 28 مليون دولار لشراء قصر في أحد أكثر الأحياء تميزا في لندن.
من جانبه قال بول ويلش، مؤسس "ميليون بلس"، وهي منصة إلكترونية للعقارات الفاخرة واليخوت والطائرات: "يبدو أن أثرياء العالم يسافرون مرة أخرى ويرغبون في القيام ببعض الأشياء. لدي أشخاص يشترون عقارات في لندن من إندونيسيا وكندا وهونغ كونغ".
من بين هؤلاء، الأثرياء الذين يقفون وراء عملاق الكيماويات في لندن "إنيوس"، جيم راتكليف وآندي كوري وجون ريس، حيث أظهرت الملفات التنظيمية أنهم اشتروا طائرتين من طراز "جلف ستريم" وطائرة هليكوبتر من طراز "إيرباص إس إي" منذ بداية عام 2020.

القوى المحركة

رغم أن الوباء نفسه غذى الاهتمام بالسفر والاستجمام بعيدا عن التواصل المباشر مع الناس، فإن المحرك الرئيسي لهذا الجنون الإنفاقي للأثرياء، هو الثروة المتزايدة.
أضاف أغنى 500 شخص في العالم 1.2 تريليون دولار إلى ثرواتهم منذ بداية عام 2021 وحتى شهر أكتوبر، بدعم من أسواق الأسهم المنتعشة والبنوك المركزية التي تغرق الاقتصادات بالسيولة الرخيصة.
هذه العوامل أفرزت أيضا العشرات من المليارديرات الجدد هذا العام، والذين بنوا ثرواتهم من خلال طرح أسهم الشركات الخاصة في البورصات وصفقات الاستحواذ والاستثمار في العملات المشفرة ودمج الشركات.
مناقشة