وبذلك تصبح مدينة نيويورك أكبر مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية تسمح للمقيمين بشكل قانوني بالتصويت في الانتخابات المحلية، وذلك بعد أن وافق مجلس المدينة بأغلبية ساحقة على التشريع الذي يمنح لأكثر من 800000 مقيم من ممارسة الحق في التصويت.
وتضع هذه الخطوة مدينة نيويورك محط جدل واسع فيما يتعلق بحقوق التصويت، والتي جاءت متناقضة بشكل صارخ مع بعض الولايات التي تحركت لإضافة قيود على التصويت، بما في ذلك منع غير المواطنين صراحة من التصويت، مثل كولورادو وفلوريدا وألاباما، إضافة إلى نورث داكوتا وأريزونا.
وتمت الموافقة على التشريع رغم اعتراضات العمدة بيل دي بلاسيو، الذي تساءل عما إذا كان مجلس المدينة لديه سلطة منح حقوق التصويت لغير المواطنين، فيما يتوقع الخبراء القانونيون أن مشروع القانون هذا قد يواجه تحديًا قانونيًا، بحسب صحيفية نيويرك تايمز.
وسيتمكن غير المواطنين من البدء في التسجيل للتصويت بعد عام من الآن، حيث يمكن أن تبدأ عملية مشاركتهم بالتصويت في الانتخابات المحلية ابتداءً من 9 يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا لمجلس المدينة.
ويشمل التشريع كلا من حاملي البطاقات الخضراء أو الذين لديهم الحق في العمل في الولايات المتحدة؛ فيما لا يخولهم ذلك التصويت في انتخابات الولاية أو الفيدرالية.
وقال عضو المجلس يدانيس رودريغيز، الراعي الأساسي لمشروع القانون، إن القانون سيعطي المزيد من الأشخاص الذين يعيشون في مدينة نيويورك ويدفعون الضرائب هناك رأيًا في كيفية إدارة المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبب تعالي أصوات معارضي مشروع القانون يعود إلى زعمهم بأن هذا التشريع سيغتصب السلطة من المواطنين الأمريكيين وسيثني المقيمين الشرعيين عن السعي للحصول على الجنسية الأمريكي.
وكانت منظمة "أمريكيون من أجل تصويت المواطنين"، وهي منظمة تأسست عام 2019 لمعارضة الجهود للسماح لغير المواطنين بالتصويت، قد أرسلت خطابًا إلى مجلس مدينة نيويورك هذا الأسبوع تحث فيه أعضاء المجلس على رفض مشروع القانون.
وتسمح مدن فيرمونت وماريلاند حق التصويت في الانتخابات البلدية لغير المواطنين، كما يمكن للمقيمين من غير حملة الجنسية الأمريكية في سان فرانسيسكو التصويت في انتخابات مجالس إدارة المدارس، فيما تفكر مجالس عدة بلديات في إلينوي وماين وماساتشوستس في السماح للمقيمين الشرعيين بالتصويت.
وجدير بالذكر أنه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان قد سُمح لغير المواطنين بالتصويت في انتخابات مجلس إدارة مدرسة مدينة نيويورك حتى تم إلغاء المجالس.