الأساطيل النووية المدنية الروسية... مستقبل مشرق لماض عظيم... فيديو

يكاد يكون من المستحيل تخيل قوة بحرية مدنية في العالم أكبر من أسطول كاسحات الجليد النووية المدنية الموجودة فقط في روسيا.
Sputnik
في الواقع، إن تطوير كاسحات الجليد في روسيا له تاريخ طويل. في عام 1957، تم بناء أول كاسحة جليد سوفييتية "لينين". بمرور الوقت، أصبحت التقنيات المستخدمة في إنشاء هذه السفينة مثالية أكثر فأكثر. تمتلك روسيا اليوم أكثر من 50 كاسحة جليد.
لكن في عام 1993، تم تجميد بناء كاسحات الجليد بسبب مشاكل مالية ترافقت مع انهيار الاتحاد السوفييتي، واستمر التوقف لمدة عشر سنوات. ففي عام 2003 تمكنت روسيا من استئناف العمل العمل على أسطولها، وتم تشغيله في عام 2007، بحسب ما ذكر موقع "korabel".
في العقد المقبل، سيتم إطلاق سلسلة كاملة من كاسحات الجليد القوية التي تعمل بالطاقة النووية ضمن مشروع "22220"، أولها كاسحة "Arktika"، والتي تم إطلاقها بالفعل مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا تبني أقوى أسطول كاسحات جليد في العالم، وأكد الرئيس في اجتماع لمجلس لجنة الجمعية الجغرافية الروسية: "بما في ذلك عمالقة مثل ليدر، والتي لم يقم أحد ببناء مثلها من قبل".
وتحقق كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية أرقامًا قياسية عالمية، ففي عام 2013، تم تسليم الشعلة الأولمبية إلى القطب الشمالي لأول مرة في التاريخ على متن كاسحات الجليد، وفي عام 2017، قامت كاسحة الجليد برحلة أخرى إلى القطب، مسجلةً رقماً قياسياً جديداً على صعيد السرعة.
أخف كاسحة جليد نووية
تعتبر كاسحة الجليد "Sevmorput" الأخف وزنا على مستوى العالم، وهي السفينة الأخف وزنًا بين سفن الأسطول، ويبلغ طولها 260 مترًا وقادرة على التنقل بشكل مستقل في جليد يصل سمكه إلى متر واحد بسرعة قصوى تصل إلى 20.8 عقدة.
محطة الطاقة النووية العائمة
بالإضافة إلى كاسحات الجليد النووية، يمتلك الأسطول الروسي كائنا مدنيا آخر يعمل بالطاقة النووية المسالمة وهي محطة "Akademik Lomonosov" العائمة للطاقة النووية.
وتتكون محطة الطاقة النووية العائمة من وحدة توليد الطاقة العائمة "أكاديميك لومونوسوف" ومنشآت هيدروليكية ساحلية والغرض منها تزويد دائرة تشوكوتكا بالطاقة الكهربائية وتوفير التدفئة لمدينة بيفيك، ما يخلق ظروفاً اقتصادية مواتية لدفع عجلة اقتصاد المنطقة، بما في ذلك تنمية البنية التحتية في إطار برنامج تطوير الطريق الشمالي البحري.
وتم تصميم المحطة بهامش كبير من الأمان لمواجهة التهديدات الخارجية. وهي مزودة بمفاعلين من نوع يستخدم في كاسحات الجليد "كا إل تي – 40 سي" وهما قادران على توليد ما يصل إلى 70 ميغاواط من الكهرباء و 50 غيغا سعرة حرارية / ساعة من الطاقة الحرارية، وهو ما يكفي لضمان توفير الطاقة الكافية لاستهلاك مدينة يقطنها ما يقارب 200 ألف نسمة.
وتخطط روسيا لاستخدام مثل هذا النوع المحطات لتزويد منصات التنقيب عن النفط والغاز بالطاقة الكهربائية اللازمة ولاستغلال ثروات الجرف القطبي الشمالي، إذ يؤمّن الكهرباء اللازمة لفرق العمل في مناطق الشمال النائية التي تغطيها الثلوج في غالبية فترات السنة، ولا توجد فيها بنية تحتية من الطرق والكهرباء.
"روساتوم" تبهر خبراء معرض الطاقة النووية في باريس بمفاعلاتها الصغيرة...صور
عملاق الطاقة النووية الروسي
تعتبر "روس آتوم" الشركة الوحيدة في العالم التي تتوفر لديها كافة الموارد والكفاءات اللازمة لتقديم حلول ناجعة عبر سلسلة الإمداد لإنتاج الطاقة النووية. تمتلك الشركة مجموعة واسعة من الأصول، بما فيها الأصول في تصميم وبناء وتشغيل محطات للطاقة النووية، وتعدين وتحويل وتخصيب اليورانيوم، وتوريد الوقود النووي وإخراجه من الخدمة وتخزين الوقود المستهلك ونقله والتخلص الآمن من النفايات النووية. وتشارك "روس آتوم" أيضا في تصنيع المعدات ومنتجات النظائر المشعة لتلبية احتياجات الطب النووي والبحث العلمي وعلوم المواد، فضلا عن تصنيع المنتجات الرقمية ومختلف المنتجات المبتكرة النووية وغير النووية. تتمثل استراتيجية الشركة في تطوير مشاريع توليد الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك في مجال طاقة الرياح. وتضم مجموعة "روس آتوم" حاليا أكثر من 300 شركة ومؤسسة يعمل فيها أكثر من 250 ألف موظف.
مناقشة